خيرًا فعلت يا وزير المالية 

لم أكن أتصور، عند دعوتي لحضور اللقاء المفتوح بين وزير المالية د. محمد معيط وممثلي العاملين بمصلحة الضرائب، أن يكون اللقاء بكل هذا الود والتفهم للمرحلة الصعبة، وزير كفء يسمع وينصت ويكافئ صاحب "الفكرة الحلوة" ويصعد به من مكان عمله ليكون معاونًا للقيادات بمصلحة الضرائب إذا صدق اقتراحه في خدمة البلد.

خيرًا فعلت د. معيط إذ التصقت مباشرة بموظفين هم أقدر من يعرض الصورة كاملة، هم حماة المال بمعنى الكلمة، سمعنا مقترحات مفرحة وجهدا دؤوبا، محبين لبلدهم قدموا من مختلف محافظات جمهورية مصر العربية محملين بأفكار مهمة لزيادة إيرادات الدولة، وبحفاوة استقبلهم وزير المالية مؤكدا ترحيبه بسماع مقترحاتهم وداعب الكثيرين ممن كان لديهم اقتراحات جيدة ووعد بمباشرتها ومتابعتها بنفسه.

لقاء نتمنى أن نشاهده يتكرر في أجهزة الدولة المختلفة، مسؤول متفهم لطبيعة احتياجات موظفيه، وخاطبهم بلغة "الزميل العزيز"، وزير دمث الخلق كعادته منذ قابلته قبل ثلاثة عشر عاما حين كان يعمل مساعدا لوزير المالية للتأمينات، كان يجوب مكاتب المعاشات يقف على حل مشاكل البسطاء من أصحاب المعاشات، كنا نتفاجأ به في المكاتب دون صخب أو البحث عن دعاية له في الإعلام.

أتمنى أن يعي موظفو الضرائب الدرس جيدًا، ويغتنموا الفرصة، فلديهم قيادة سياسية نابهة واعية للقضايا الداخلية بأجهزتها، ووزراء يعطون قدرًا لأصحاب الخبرة، ولديهم وعود لإنهاء معاناة الموظفين.

الوزير نقل اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي لموظفي الضرائب بصورة شفافة، وأكد أن الفترة المقبلة ستشهد تحديثات مهمة لخدمة الاقتصاد المصري، فالمؤشرات تتحسن والإيرادات تزداد، نقترب من حلم الوقوف المشرف في مصاف الاقتصادات الكبرى، مواطن وموظف ووزير وقيادة سياسية هدفهم واحد أن نرى مصر في المقدمة دائمًا.

ورغم المطالب الشخصية التي عمت جزءًا من اللقاء– وهذا حقهم للأمانة فهم يتعاملون مع إغراءات مالية ضخمة– تفهمها د. معيط ولم ينس موظفي الدولة، فهو وزير للمالية، ودافع عن الموظفين الشرفاء في جهات الدولة كافة، واعدًا ببذل الجهد لإرضاء من يرغب في العمل الصادق.

نحن جميعا في خدمة بلدنا من مواقعنا المختلفة، ونتمنى أن يتكرر اللقاء لتتحول أجهزة الدولة وهيئاتها إلى دينامو لخلق الأفكار والعمل الجاد والقضاء على البيروقراطية.