أبوالغيط: خطة ترامب للسلام تحتاج إلى تدقيق
أعلن أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم ، الأربعاء ، أنه سيتم عقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية العرب بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم السبت المقبل لبحث خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أبوالغيط اليوم أمام ندوة (التحديات السياسية التي تواجه المنطقة العربية) التي عقدت ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وقال الأمين العام : "إن الخطة الأمريكية كان يجري الإعداد لها منذ 3 سنوات وكان من المفترض طرحها بعد الانتخابات الأمريكية ولكن طرحها في هذا التوقيت جاء لتحقيق مكاسب سياسية".. مشيرا إلى أن الخطة الأمريكية قوبلت بالرفض من جانب فلسطين..معربا عن تأييده لهذا الرفض. واعتبر أبوالغيط أن هذا الطرح يحتاج إلى التدقيق والدراسة..مؤكدا أن الموقف العربي يسعى إلى إقامة دولة كاملة على كافة أراضي حدود الرابع من يونيو 1967. وشدد على أن المنطقة العربية تمر بظروف في غاية الصعوبة..معتبرا أن التغيير في المنطقة العربية يجب أن ينبع من المنطقة ولصالحها ..ومؤكدا أنه يتعين على الوطن العربي توفير 300 مليون وظيفة حتى عام 2050. وقال : "إن العالم العربي يطالب بحل عادل للقضية الفلسطينية ويريد أن يؤمن مستوى معيشة لائق لكل مواطن عربي، وهناك نحو 100 مليون عربي تقل أعمارهم عن 25 عاما ومن المفروض تأمين حياة كريمة لهم". وأكد أبوالغيط أن المجتمعات العربية بحاجة إلى تغيير رئيسي في مناهج التنمية الاقتصادية وتطوير الرسالة الدينية والثقافية..مشددا على أن التغيير يجب أن يكون له هدف ورؤية وبرنامج متفق عليه تقوده مجموعة قادرة على تحقيق الهدف..مطالبا الدول العربية بالتفكير في مناهج مستحدثة لإطلاق طاقات الشعوب ووضع الشباب على المسار الصحيح. واستشهد بما حدث في سوريا التي تحتاج إلى ما بين 700 إلى 900 مليار دولار لإعادة تعميرها وكذلك الدولة الوطنية المهددة في ليبيا وما تشهده اليمن من صراعات. وحول التدخل التركي الإيراني في المنطقة العربية..قال أبوالغيط : إن المنطقة العربية تعرضت لهزة كبرى فيما بعد 2011 وبدأ ظهور ما يبدو بالفراغ السياسي وضياع الدولة الوطنية العربية ولكن الدولة المصرية صمدت بفضل قواتها المسلحة .. مشيرا إلى أن تركيا وإيران يعملان على ملء هذا الفراغ بأيدلوچيتهما وتحقيق مكاسب علي حساب الدولة الوطنية العربية. وطالب تركيا باحترام الفضاء العربي..مؤكدا أن الجامعة العربية أصدرت العديد من القرارات ضد هذا التدخل في شئون الدول من أجل حماية الدولة الوطنية. وردا على سؤال حول ليبيا..قال الأمين العام : "إن المشكلة التي تواجه الجامعة العربية فيما يخص القضية الليبية يكمن في أن القوى الداخلية اصطدمت مع بعضها البعض داخليا وفتحت الطريق لتدخلات خارجية".. مشيرا إلى أن الجامعة عقدت اجتماعا الشهر الماضي للتوصل إلى تسوية سياسية وليست عسكرية بين بنغازي وطرابلس إلا أنه بعد ذلك بأربعة أيام أعلنت تركيا أنها ستتدخل عسكريا في ليبيا". وأضاف : "إن الوضع بالغ الخطورة وإذا لم ينتبه الجميع إلى إيجاد حل سريع لهذه النزاعات الداخلية سينتهي الأمر إلى تهديد حقيقي لوحدة ليبيا"..مشيرا إلى أن الجامعة العربية رتبت في عام 2016 لمجموعة تعمل لمساعدة الأمم المتحدة في التوصل إلى تسوية في الشأن الليبي ولكن المشكلة الرئيسية في ليبيا تتمثل في التهديد الرئيسي لوحدتها وقدرتها على التوحد مرة أخرى. وحول أزمة سد النهضة.. قال أبوالغيط : تحدثت في كتابي (شهادتي) عن تحديات المياه ومعالجة أزمة ندرة المياه في مصر .. قائلا : "عندما اختل التوازن المصري في يناير 2011 قررت دولة المنبع (إثيوبيا) أن تتصرف في مياه النيل وكأنها ملكها فقط وفي 6 أبريل 2011 وضعت حجر أساس سد النهضة". وردا على سؤال حول دور الجامعة العربية..أكد الأمين العام على أهمية دور الجامعة في توفير التعليم للبلاد التي تعاني من الصراعات وعلاج الفرقة العربية والتعامل مع العالم الخارجي..قائلا : "إن الجامعة العربية التي تضم 21 دولة تعاني من الظلم لأن هناك 12 دولة متوقفة عن سداد مساهماتها المالية".



