

سهام ذهنى
مع الأمطار وحدي في البيت
(تجربة شخصية تكررت في العديد من البيوت بتفاصيل عديدة)
بينما أجلس لأكتب مقالي عن الأمطار وكيف أن قرار الإجازة اليوم كان في محله، إذا بي أسمع صوتا غريبا يختلف عن صوت الأمطار والرعد الذي نعيش معه منذ استيقظنا.
ولأنني وحدي في البيت فقد أخذت أطوف بسرعة في كل جزء من الشقة بحثا عن مصدر الصوت، إلى أن لاحظت أن الستارة في الصالة أطرافها مبتلة، فتحت الستارة، ولم أحاول التأكد من أن الزجاج مغلق، فالأمر واضح، المياه تنزل من تحت حرف الألوميتال.
كما فوجئت بأن المياه تنزل بغزارة من أعلى بمحاذاة الجدران.
اتصلت بحارس العقار فعلمت أن سطح العمارة قد امتلأ بالمياه فأخذت تفيض من أعلى، وإذا بقوة المياه تختار الجزء الضعيف بين الألوميتال والجدار وتتسلل منه إلى الداخل.
بجسمي الضعيف وعظامي الهشة جذبت الأريكة التي تحت النافذة، جريت فأحضرت ملابس قديمة، وضعتها لتمنع تمدد المياه في المكان.
ثم ذهبت كي أتوضأ لألحق بالصلاة، فإذا بي لا أجد مياها في الصنبور.
من جديد اسأل حارس العقار فيأتيني الرد أن المياه مقطوعة في كل المنطقة من حولنا بالمهندسين.
ما رويته هنا هو تجربة تكررت في العديد من الشقق بتفاصيل مختلفة، وربما أن ما رويته هو صورة متواضعة من بيوت اقتحمتها مياه الأمطار بأشكال عديدة، ومنها أشكال شديدة الصعوبة، ويجري أصحابها لمواجهتها بإمكانياتهم المحدودة، إنما يجدون أنه قد أضيف لمتاعبهم قطع المياه.
إذا كان قرار الإجازة اليوم قرارا صحيحا، فإن قرار قطع المياه قرار يضيف للناس المزيد من المتاعب، حتى لو الهدف هو تقليل الضغط على الصرف، فمن المفروض بدلا من قطع المياه توعية الناس بأن يستعملوا المياه بأقل قدر ممكن بدلا من قطعها.
سترك يا رب.