ضحايا "كورونا" ممنوع اللمس والوداع .. تقرير
يتساءل الكثيرون حول ضحايا فيروس كورونا المستجد، وكيف يتم التعامل معهم بخصوص إجراءات وعملية الدفن، وهل يمكن لذويهم استلام جثامينهم أم لا؟، وما هي الحدود التي يمكن أن يقترب منها ذويهم بعد الوفاة؟، رغم أنهم فارقوا الحياة وأصبحوا في عالم آخر؟، في أصعب مشهد يمكن أن يمر بين المرء وحبيبه الذي قد يكون أب أو أم أو زوج أو زوجه أو ابن أو ابنه او صديق أو غيرهم.
بوابة "روزاليوسف" تجيب على تلك التساؤلات، في ضوء الإجراءات الرسمية، التي تحددها الدولة المصرية، ممثلة في وزارة الصحة والسكان، باعتبارها المنوط بها استخراج شهادات الوفاة، وتصاريح الدفن، بناء على التقارير الطبية للوفيات، حيث يجب اتباع إجراءات شديدة الصرامة شأن ما كان في حياة الحاملين للفيروس، قبل وفاتهم، لعدم نقل العدوى، حيث يكون قد تملك منهم "كورونا"، وتكاثر داخل أجسادهم، حتى تسبب في إحداث فشل رئوي في أغلب الحالات، مما تسبب في وفاتها، ولكن الفيروس يكون حيا رغم ذلك خلال الساعات التالية لوفاة الجسد، ويتسلل لكل من يقترب من الجثمان لتوديعه، ويبدأ في رحلة الإجهاز عليه هو الآخر.
وحسب وزارة الصحة المصرية، وفي ضوء الإجراءات الاحترازية المتعارف عليها عالميا، ويتم تنفيذها بالتشاور مع منظمة الصحة العالمية، حددت الوزارة عدة إجراءات للتعامل المباشر، مع حالات الوفاة بمرض كورونا، والطريقة المثلى لتغسيل جثامينها وتكفينها ودفنها.
إجراءات احترازية ووقائية
وشددت الإرشادات الصحية على ضرورة التعامل مع الجثمان، بنفس طريقة التعامل مع صاحبه وهو حي خلال فترة العزل الصحي، وبدقة شديدة وبنفس الإجراءات الوقائية والاحترازية، وعلى رأسها عدم الملامسة، والابتعاد عنه لمسافة لا تقل عن متر، ورفعه بالملاءة المحيطة به، ونقله إلى ثلاجة المستشفى، على الترولي الذي يجب أن يكون قابلا للتنظيف والتطهير، ومراعاة ارتداء الواقيات الشخصية، من كمامات، وقفازات، وبدلات واقية، ونظارة واقية للعين.
الغسل والتكفين .. لا تنازل عن مسافة المتر
وشددت قطاع الطب الوقائي، على تنفيذ ضوابط الغسل والتكفين للمتوفي بفيروس كورونانا، حيث يجب على القائم بالغسل ارتداء الواقيات الشخصية، وهي ماسك تنفسي عالى الكفاءة، وقفاز نظيف يغطي الرسغ، وعباءة سميكة تغطي الذراعين والصدر وتمتد إلى أسفل الركبة، ونظارة واقية، وغطاء الرأس، وحذاء بلاستيكي طويل الرقبة .. وشدد على خلع الواقيات بطريقة صحيحة، بعد الإنتهاء، ثم غسيل الأيدي جيدا بالماء والصابون، واستخدام المطهرات الشخصية.
وحسب إرشادات الطب الوقائي، يجب عدم إحداث زحام حول المتوفي أثناء الغسل، وفي حالة الضرورة يجب ترك مسافة متر على الأقل بين الجثمان والموجودين مع ارتداء الواقيات المناسبة، ويتحتم تغطية أجزاء الجسم التي يخرج منها إفرازات بضمادات تمنع أي تسريب خارجه.
نقله في كيس منقوش عليه "خطر الإصابة بالعدوى"
وينقل الجثمان في سيارة الإسعاف لمثواه الأخير، داخل كيس غير منفذ للسوائل، ومطبوع عليه علامة خطر الإصابة بالعدوى، ويوضح ذلك في الأوراق الرسمية، كما يجب أن يكون الجثمان موضوعا داخل صندوق مغلق، قابل للتنظيف والتطهير، ولا يفتح إلا داخل المدفن، حتى ولو كان وقت الصلاة عليه.
وداخل الإسعاف يراعى عدم وجود أحد سوى طاقم الإسعاف ومرافق واحد من أقارب ضحية كورونا، مع التشديد على الجميع ارتداء الواقيات الشخصية اللازمة.
وداخل المدفن، يجب ألا يدخل المقبرة إلا العدد المطلوب فقط، مع ضرورة ارتداء الجميع للواقيات الشخصية، وبمن فيهم اقائم بالدفن "الحانوتي"، كما غسل الأيدي بالكحول لكل من تعامل مع المتوفى، وتنظف وتطهر كافة أسطح العمل، التي تلامست مع الجثمان، بدءا من سرير المتوفى بالمستشفى، وثلاجة حفظ الموتى، ومكان الغسل والتكفين، وأسطح سيارة الإسعاف، وصندوق نقل الموتى، وذلك باستخدام المطهرات المعتمدة بوزارة الصحة كالكلور السائل بتركيز قوي كما أوصت به وزارة الصحة، وطبقا لمعايير منظمة الصحة العالمية، ويحظر تحنيط الجثمان نهائيا.
مراسم الدفن في الدول الموبوءة بالفيروس
وفي الدول الأكثر إصابة ووفاة بسبب كورونا، تتم مراسم الدفن بشكل مختلف عن مصر، ففي "إيطاليا"، نظرا لكثرة أعداد الوفيات بسبب فيروس كورونا يوميا، تكدست المقابر بالجثامين، حتى أن السلطات المحلية في إقليم "برجامو" الأكثر تضررا في إيطاليا، وبؤرة الإصابة بكورونا، طلبت المساعدة في إحراق الجثث، بعد أن تكدست في أفران الحرق.
وفي الصين، اتجهت الدولة إلى حرق الجثامين من ضحايا فيروس كورونا، على أن يتم ذلك بالقرب من مكان وفاتهم، كما حظرت التقاليد الجنائزية ومنها مراسم الوداع، حسب وسائل الإعلام الصينية.
وفي إيران، ترفض وزارة الصحة الإيرانية، تسليم جثامين الوفيات بفيروس كورونا إلى ذويهم، وتتولى هي إجراءات الغسل والدفن، وتسربت لقطات منها عن دفن الضحايا تحت تدابير مشددة، وتكون ملفوفة بغطاء بلاستيكي، داخل حفرة تبدو أنها أكثر عمقا من القبور العادية، دون حضور أي من ذوي الضحايا، وهو ما أثار الذعر لدى الرأي العام الإيراني.



