عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
يوم حلو ويوم مر

يوم حلو ويوم مر

الاستراحة مطلوبة من وقت لآخر وبالذات هذه الأيام. وأحد الأمور التي يسعدني الاستراحة معها هي الموسيقى. نحن نعيش مع يوم حلو ويوم مر، هذا ما تحدث معي به وجداني وأنا أستمع إلى السيمفونية الرابعة لتشايكوفسكي.  ففي بدايتها استخدام آلات النفخ كنفير حرب يعلن عن تقلبات الأحوال في الحياة.



 

ثم تنساب النعومة فنعيش عبر الأنغام مع الرقة والعذوبة لأوتار الكمان (في جملة موسيقية طويلة) ومع الإشراق، ومع التأمل، مع الانتصار ومع الانكسار ومع التحول، مع عدم الاستسلام، مع المواجهة، ومع تجديد الواقع رغم الصعاب. 

 

ولقد تحدث تشايكوفسكي عن هذه السيمفونية فوصف تأليفه لها بأنه قد كلفه معاناة شديدة، إلا أنه قد ذكر في الوقت نفسه أنه لم يشعر أبدا بمثل هذا الحب تجاه أي من مؤلفاته.

 

كما اعترف بأنها انعكاس لسيمفونية بيتهوفن الخامسة، ليس محاكاة لبيتهوفن، ولكن استعارة لمبدأ الفكرة المركزية فيها وهي "القدر".

 

اللحن الأول للحركة الأولى كما قال تشايكوفسكي شديد التحدي، ثم تنقشع الكآبة وتلوح السعادة في شكل ألحان الفالس تتخلل الحركة. ثم الحركة الثانية المعبرة في رأيه عن التعاسة والكآبة. لكن في الحركة الثالثة تلوح له خيالات غير محددة، يليها الحركة الرابعة وفيها يصف تشايكوفسكي السعادة فيقول إنه إذا لم تجد في نفسك سببا للسعادة فعليك أن تبحث عنها في الآخرين، فالحياة محتملة على الرغم من كل شيء. 

 

وكعادة تشايكوفسكي ففي هذه السيمفونية تطويع النغم للمعاني، ونسج المعاني عبر النغمات، وفتح بوابات للصور التي يتخيلها المستمع فيحلق في حالة من الاستمتاع.  

 

كنت أستمع إليها بعد متابعتي لأخبار فيروس كورونا فتجدد عندي الأمل في أن القادم أفضل بإذن الله. 

 

فصحيح أنها تبدأ بايحاءات منسوجة  بقتامة، لكنها تتدرج فتنساب مع نهايتها نغمات تنطق بأن هذه هي الحياة إذا كانت فيها أيام مُرة فإن الأيام الحلوة قادرة على تجديد الروح ومصالحتنا على ما كان وما سيكون بإذن الله.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز