عاجل
الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
وسام الشجاعة.. ونكران الجميل

وسام الشجاعة.. ونكران الجميل

المحنة التي يعيشها المصريون خاصة، والعالم عامة، الآن، مع تفشي فيروس "كورونا"، تدعونا للعودة إلى ما تربينا عليه من قيم وأخلاق، وتعاون فيما بيننا على البر والتقوى وفعل الخيرات، وتقديم ما نملك عن طيب خاطر لمن يحتاج، امتثالًا لقوله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان". (سورة المائدة: آية 2).



إن التعاون من أجمل المعاني التي رسختها الأديان السماوية؛ فهو قيمة نفسية واجتماعية وإنسانية، فبه يستشعر الفرد مسؤوليته تجاه الآخرين، فيساعد الغني الفقير، وينصر القوي الضعيف، ويكون خير معين في التعاملات الحياتية.

 

وفي الحديث الشريف، الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".

 

في الأيام الفائتة وجدنا مواقف متناقضة ظهرت في تعاملاتنا اليومية، وهي جديدة على مجتمعنا المتعاون بطبعه، الذي يظهر أجمل ما فيه وقت الشدائد والأزمات، لكن وجدنا عكس ذلك في أزمة وفاة الطبيبة "سونيا عبد العظيم"، ابنة قرية شبرا البهو بالدقهلية، وهي من جنود الجيش الأبيض.. التي توفيت في مستشفى العزل بالإسماعيلية، وجاء وقت إكرامها ودفنها في القرية التي تعيش فيها، حيث إكرام الميت دفنه، لكن بعض المجموعات بالقرية خرجوا عن بكرة أبيهم، رافضين دفن الجثمان، بداعي خوفهم من انتشار فيروس كورونا في بلدتهم.. إذ تطوع كبير الأطباء بمديرية الصحة، بدفن الجثمان، كي يثبت لهم، أنه لا خوف عليهم من الطبيبة الإنسانة المتوفاة، التي كانت جنديًا من جنود الجيش الأبيض، في الدفاع عنهم في يوم من الأيام. ولولا تدخل أجهزة الأمن، لما امتثل الأهالي لقرار دفن جثمان الطبيبة.. عجبًا لهم! يتجمهرون ليمنعوا دفن جثمان ابنتهم الطبيبة، وقد يلحق بأحدهم عدوى الفيروس القاتل من هذا التجمهر، بينما الطبيبة ستدفن تحت التراب ولا خوف عليهم من جثمانها. 

 

ليس في مصر فقط، فقد نشرت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية، عن ممرضة، تدعى "سام هلمس"، وهي من جنود الجيش الأبيض، أيضًا، ترك لها جارها رسالة على سيارتها، يحمّلها فيها مسؤولية انتشار فيروس "كورونا" القاتل في البلاد، حيث قالت لاحظت وجود ورقة على سيارتي كتبها أحد الأشخاص من الجيران، وتضمنت الرسالة: "أنت لست بالزي الرسمي، أنت أنانية وجزء من المشكلة وسبب رئيس في تفشي الفيروس".. إنها حقًا سلوكيات البشر في مختلف البلدان وليس في بلادنا فقط.

 

الأطباء هم الجيش الأبيض، وخط الدفاع الأول لحماية المواطنين من الأمراض والأوبئة، فهم يضحون بأرواحهم، فداءً لإخوتهم في الوطن، ولهم منا كل التحية والتقدير، فقد اقترح أحد نواب البرلمان، منح الجيش الأبيض، وسام الشجاعة الطبية، تكريمًا لمجهوداتهم العظيمة، في التصدي للفيروس القاتل.

علينا جميعًا توعية الناس، بأن مصاب كورونا ليس سبة، ولا جريمة، فهو لا ذنب له في هذه العدوى، التي لحقت به، ويجب أن تنتهي هذه الأزمات، التي أدت إلى تعطيل دفن شهداء كورونا، حتى لا نترك الأمر لأهل الشر، والكارهين لمصر وأهلها، لنشر السلوكيات الخاطئة، والتي تخلق الفتن بين أهلنا. 

حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز