سمعتها قولا واريد أن أراها محفورة كلمات تستحق أن تكتب بحروف من نور بماء الذهب فى لوح من حديد صلب أو حجر صوان، إنها قصة تحمل كثيراً من المعانى والعبر لكل من يعتبر فى حب الوطن، وكيف نفهم معنى التضحية بكل غال ونفيس من أجل الأوطان؟ عندما نرى أبا يزرف الدمع على استشهاد نجله وفى ذات الوقت يطلب بأن يكون نجله الثانى تحت إمرة الوطن.
رأيت هذه القصة تجسدت كثيرا فى تشييع جثامين شهدائنا فى الحرب ضد الإرهاب الذي يحاول أن يفرض إرادته العمياء السوداوية وبمثل آباء رجال الجيش المصري سوف تتحطم كل المؤامرات.
وفى المقابل، نرى خونة يبيعون الأوطان بأبخس الأثمان رايناهم فى القادمين على الدبابة الأمريكية وفى الميليشيات الايرانية فى العدوان على العراق عام ٢٠٠٣ ونراهم فى عصابة جماعة الاخوان بقيادة على الصلابى، ومحمد صوان، وخالد المشيري، وفايز السراج وفتحى باشاغا فى ليبيا الذين استقدموا العدو التركي لاحتلال الاراضى الليبية واستعباد أهلها واستنزاف خيراتها.
كما نراهم فى النابحين من القنوات الاخوانية فى تركيا وقطر ضد مصر ولكن هيهات على أرضها شرفاء يبغون رفعة الوطن ويضحون بفلذات اكبادهم من أجل صون أرضه.
تقول تفاصيل القصة، إن جيشا زحف إلى أطراف مدينة يريد احتلالها فأرسل قائده، العيون، ورجال الاستخبارات، يستقصون أخبار المدينة ونقاط قوتها وضعفها ومداخلها ومخارجها، وعلى أطرافها وجدوا رجلا عجوزا، وشابا يافعا، يجمعان الحطب فألقيا القبض عليهما،
وقال رجال استخبارات الجيش المرابط على تخوم المدينة للرجل العجوز والشاب: لا نريد بكما شرا وكل ما نريده أن تقولا لنا مداخل المدينة ونقاط قوتها وضعفها فقال الرجل العجوز: سأقول لكم كل شىء بشرط ان تقتلا هذا الشاب حتى لا يوشى بى عند حاكم المدينة واستجابوا على الفور بطعن الشاب، عندما وجد الرجل العجوز دماء الشاب تسيل على الأرض وتشربها الرمال، قال :أتدرون من الذي جعلتكم تقتلتونه إنه ابنى لقد خفت أن تعذبونى أمامه فيرق قلبه فيفشي لكم بأسرار مدينتنا، فانصرفوا عائدين إلى قائد الجيش الذي أمر قواته بالانسحاب قائلا: مدينة يضحى فيها الآباء بالأبناء لا تغزى وأوصى بألا يعمل الجيش مرة أخرى على غزوها.



