

سهام ذهنى
لماذا نصوم
لماذا نصوم؟
لعلكم تتقون
هذا هو السبب صراحة للصيام وبوضوح بنص القرآن الكريم " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
نتقي الله تتضمن أن نستحضر أنه يرانا، فنحرص على أن يرى منا كل مايرضيه، تعني أننا نحبه ونحرص على ألا نفعل ما يغضبه فنتبع سبيله.
وكيف نحقق هذا؟
نلاحظ أن الطريق لإرضاء الله سبحانه موجود في الآيات الأولى من أول سورة بعد فاتحة الكتاب، وهي بالطبع سورة "البقرة"، في قوله تعالى: "الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ". فاتباع ما جاء في القرآن الكريم هو ما يجب أن نهتدي به في حياتنا.
وللمزيد من التوضيح يبين لنا الله سبحانه من هم المتقون فنجد: "الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ"، لماذا؟ لأن أحدا لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه، فنتوكل عليه ونحرص على طاعته.
وتتحقق التقوى بالصلاة والإنفاق لوجه الله "وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ".
تتحقق التقوى عبر التفقه في كلام الله "وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ".
ما هي الصفة المتبقية ليدخل الإنسان في عداد المتقين، الصفة هي كما وردت في بقية الآية: "وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ"، فالذي يوقن بالآخرة يؤمن بالثواب والحساب، بالجنة والنار، فيتقي النار التي وقودها الناس والحجارة. ويحرص على الالتزام بما أمرنا الله به، فهذا الالتزام هو الطريق للجنة.
ما هي الجائزة التي يحصل عليها المتقون: "أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ"، وماذا أيضا: "وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".
طبعا وردت التقوى كثيرا عبر سور القرآن الكريم، إنما يحضرنى وأنا أتأمل حول التقوى. أن أتذكر تكرار الأمر بالتقوى فى سورة "الطلاق". ربما للابتعاد عن أمر الهوى ، وضرورة الوقوف في صف الحق ولو على أنفسنا.
وإذا كانت التقوى في اللغة هي من الوقاية أو الحماية، فقد ورد أن سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قد سأل أبي بن كعب عن التقوى فقال له: أما سلكت طريقا ذا شوك؟ قال بلى. قال:فما عملت؟ قال: شمرت واجتهدت مخافة أن تصيبني شوكة. قال: فذلك التقوى.
تجنب أشواك المعاصي، ويجب الحذر خلال السير في طريق الدنيا الملئ بالأشواك، مستعينا بقلب تملؤه الأشواق بأن نطيع الله سبحانه، ونعمل ما يرضى به عنا، وبالطبع يتحقق ذلك للقلوب العامرة بحبه وبالأشواق لنيل رحمته وكرمه.
وإذا كان الله سبحانه هو القائل "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، محددا أن مكانتنا عنده سبحانه ليست بممتلكاتنا الدنيوية، وإنما باتقائنا له عبر الحرص على الالتزام بطاعته، فإن دعاءنا له في هذه الأيام الكريمة هو أن يحبب إلينا الطاعة، وكما قال د.مصطفى محمود (رحمه الله): :إلهى حبب إلى طاعتك، فلا أتكلفها، وإنما أقبل عليها إقبال المريد المحب المشتاق، فتصبح عندى لذة لا عبئا، وهوى لا واجبا، وحياة متجددة لا عادة جامدة.