الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

هشام شوقي يكتب " الاختيار"

بوابة روز اليوسف

ما بين رؤيتين ، و ما بين موقفين ، نقف دائما علي محك "الاختيار"، في منطقة لا توجد بها مساحة رماديه ، اما أن نقف في مربع اختيار الوطن، أو ننجرف إلي براثن الخيانة ، و بطبيعة الحال تختلف دوافع اختيارنا و انحيازنا لموقف معين ، ان الاختيار قضية "وعي" تقع علي عاتق الأسرة و الدولة ممثلة في أجهزة و مؤسسات" الاعلام و التعليم و الثقافة" .

والدراما هي أحد القوي الناعمة التي تشكل الوعي الجمعي  للمجتمع ، و تساهم في تشكيل الإطار المرجعي له ، فكما أثرت مشاهد العنف و أخري خارج السياق الاجتماعي المصري( دراما البلطجة) في تشكيل وعي بعض الشباب بشكل سلبي، جاء " الاختيار" كنموذج ملهم يثبت أن الدراما التي تقدم الواقع الحقيقي ، تجذب الجمهور ، و تبني ثقافة و فكر قادره علي المواجهة و اشاعة التنوير بين المصريين.

 ، فنموذج مسلسل الاختيار  جاء  كحلقة مهمة في التعاطي مع قضايا المجتمع ، و كشف الحقيقة أمام المتلقي، فنحن بصدد شخصيتين علي طرفي النقيض ، و لكل منهما رؤية و اختيار ، "المنسي" قدم حياة فداء للوطن شهيدا نفخر به ، و " عشماوي" خسرها من أجل جماعة مسلحة ترفع السلاح و تقتل بدم بارد دون تميز ذهب غير مأسوفا عليه .  

توقفت كثيرا أمام رسائل " الاختيار" أو بمعني أدق رسائل الشهيد ، كيف يعلم رجاله بعبارات بسيطة واضحه ماذا يعني الوطن ، لماذا نترك الأهل و الاحباء لنقف علي حدود الأرض و نحميها ، بل أن الوطن هو وحده واحده ، حافظ عليها الأجداد ، ثمنها الدم و الروح ، بطولة "المنسي" لم تكن في قدراته القتالية فقط ، بل هناك جوانب عديدة في تلك الشخصية الملهمة القادرة علي صناعة الفارق و التقدم نحو الأفضل ، لقد كان يعلم جيدا أن الجيش لا يحارب مجرد عصابات (صيع) بقدر ما يحارب من هم خلف الستار ، فالمعركة الحقيقية ليست مع مجرد أجراء يتلقون تكليفاتهم من الخارج و يعاونهم حفنه من الخونة في الداخل ، فالمعركة لها عدة وجوه و مستويات ، صراع علي ثروات الدولة المصرية ، و محاولات مستميته لتفكيك الدولة  و جيشها و السيطرة علي المنطقة ، أنها احلام الخليفة الواهم و أمراء الإرهاب و من خلفهم .

محاولات عدة تدور في الخارج تهدف لتفكيك الدولة ، و شغلها دائما بقضايا أمنيه  و محاولات آخري لمجابهة أي تقدم علي صعيد التنمية و تطوير العنصر البشري عبر تقديم صورة تقتل الأمل و تزرع اليأس و تقتل الاجتهاد .

سلام علي روح كل شهيد يوم ولد ، و يوم أقسم و أبر ، و يوم ذهبت روحه الطاهرة  إلي بارئها ، سلام علي كل من رفع لواء الوطن إلي يوم الدين ، سلاما علي ممر الانبياء و أرض التجلي ، سلاما علي وطن لا يشرب الدماء و لا ينسي الشهداء  . 

 

تحية لكل من ساهم في صناعة ذلك العمل الدرامي العظيم الذي جسد بطولة رمز ملهم لكل شاب مصري ، علينا أن نتعلم الدرس جيدا الأعمال العظيمة تبني واقع ملهم ، فمعركة التنوير لا تقل أهمية عن معركة السلاح. 

 افتحوا خزائن البطولات ، حتي يعلم هذا الجيل كم من ثمن يدفع الرجال حفاظا علي الأرض و العرض ، كم روح صعدت إلي بارئها من أجل حالة الأمان و السلام التي نحيها اجعلوا من البطولة الهام لإبداع في كل مجال ، نصنع فارق حقيقي و نشق طريق جديد نحو المستقبل.

تم نسخ الرابط