د. محمد فضل الله
تغير أدوار الوساطة الرياضية
إن الفترة التي تربطنا للوصول إلى عام ٢٠٥٠ من المؤكد أنها سوف تشهد العديد من التغيرات.
ومن الشاهد أيضًا أن كافة القطاعات سوف تشهد تلك التغيرات سواء ارتبطت بالجوانب الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية أو السياسية أو الرياضية... الخ.
وتعتبر عمليات الوساطة الاقتصادية من أهم المجالات التي سوف تشهد تغيرًا كبيرًا وملحوظًا في فلسفة مفهوم وعمل الوسطاء بصفة عامة في كافة القطاعات والمجالات المؤسسية العامة والخاصة في الدول، الأمر الذي بالضرورة سوف ينعكس على عمل الوسطاء في المجال الرياضي.
هذا التوجه من المؤكد أنه سوف يؤدي إلى تغير فلسفة وطريقة عمل الوسيط الرياضي، سواء كان وسيطا يتعلق بمجال انتقالات اللاعبين والمدربين والمَعني بجذب عقود اللاعبين والمدربين في كافة المجالات الرياضية، أو الوسيط المؤسسي الرياضي. والمَعني بتسويق عقود الرعاية والدعاية الرياضية للشركات والمفاوضات التسويقية في القطاع الرياضي.
وإذا كانت كرة القدم على وجه الخصوص قد انتقلت من فلسفة وكلاء اللاعبين إلى فلسفة الوسطاء بما اشتمل عليه هذا التغير من اختلاف وانتقال كبير في النصوص الحاكمة في عمل الوكلاء إلى الصياغات الجديدة المرتبطة بنصوص وعمل الوسطاء في قطاع كرة القدم.
إلا أن الثلاثين عاما القادمة ستشهد تغيرا كبيرًا في طبيعة العمل الإجرائي والتطبيقي للوسطاء في كافة المجالات بصفة عامة وفي المجال الرياضي بصفة خاصة وكرة القدم على وجه التحديد والتخصيص.
فالتقدم التكنولوجي الكبير الذي سوف يشهده العالم في "البلوك تشين" والتقدم الكبير في عمليات الذكاء الاصطناعي والنظم الذكية والمنصات الرقمية ستنعكس بصورة أساسية على العلاقة الشرائية والتسويقية للاعبين والشركات والأندية الرياضية وستخلف على سبيل المثال وليس الحصر نظم وطرق البيع للاعبين بين النادي البائع والنادي المشتري، الأمر الذي سوف ينعكس على عمل الوسطاء الذين يتولون إدارة عمليات البيع والانتقال أو عمليات إدارة تسويق العقود والرعاية الرياضية.
هذه القدرة التكنولوجية المذهلة مع ظهور مستويات حديثة من المنصات الرقمية ستعمل على خلق أساليب سهلة وسلسة في عمليات البيع والرعاية الرياضية بين الأندية البائعة والأندية المشترية على سبيل المثال الأمر الذي سوف يقلل من دور الوسطاء وتدخلهم. هذا التطور التكنولوجي سوف يخلق نوعا جديدا من الأسواق المباشرة في عمليات الانتقال والرعاية الرياضية تتميز بالشفافية والنزاهة والكفاءة والسهولة ما سوف يؤثر بصورة كبيرة على عمل الوسيط وتغيير طبيعة الاعتماد عليه وسيكون المساعد الشخصي المعتمد على عمليات الذكاء الاصطناعي هي "الوسيط في المستقبل".
هذا الأمر سوف يؤدي إلى تطور كبير في تقنية الخوارزميات والنظم الرقمية ما سيكون له أكبر الأثر على كافة النظم والتعاملات المالية الراهنة.
هذا التوجه سيؤدي إلى خلق تطبيقات ذكية يتم تحميلها على الهواتف المحمولة من الممكن أن يتم استخدامها بكل سهولة من أعضاء مجالس إدارة الأندية والجهات الرياضية وشركات كرة القدم يتم من خلالها تسويق اللاعبين من خلال نظم ذكية تشتمل على مواصفات اللاعبين وإمكانيات كل لاعب وإنجازاته وكذلك المدربين وأسعار الانتقال والقيم السوقية... الخ.
كما تشتمل تلك التطبيقات الذكية عقود الرعاية وقيمها المالية ومحددات العقد ومدته وحقوق والتزامات الأطراف. تلك التطبيقات الذكية والتي سوف تقوم بدور الوسطاء في المستقبل من المتوقع أنها سوف تطرح خلال عشر سنوات من الآن.
فالعالم يتجه إلى أسلوب جديد في كافة المعاملات والنظم المؤسسية الأمر الذي يحتم علينا المواكبة والاستمرارية في استشراف هذا المستقبل المليء بالمتغيرات.


















