ليالي الشوق والترقب

ليلة القدر. من ينالها يشعر في الغالب أن السماء في مساحات منها ما يشبه نور الليالي القمرية.

وأن الهواء ينساب، كأنه منبعث من رفرفة أجنحة الملائكة.

الروح كأنها محلقة. والصدر تغمره سكينة وانشراح وسلام.

نتحسسها من عام إلى عام.

نشتاق إلى الاستمتاع بجمالها والسلام المقطر فيها.

وما أجمل عند ترقبها على مدى الليال الوتر من العشر الأخيرة للشهر الكريم أن يحرص الإنسان على استحضار حلاوة الشعور بالسلام الروحي.

استحضار أن الملائكة تتنزل في هذه الليلة بإذن الله القادر الوهاب.

استحضار أنها ليلة التقاء أهل السماء بأهل الأرض.

استحضار أن في مثل هذه الليلة بدأ نزول القرآن على الحبيب.

استحضار أن سيدنا جبريل عندما ينزل بأمر الله سبحانه فمن الوارد أنه يتابع فيها كيف أن القرآن الكريم الذي بدأ نزوله به في مثل هذه الليلة تمتلئ الدنيا بمن يحرصون على تلاوته والتعلم منه والعمل به فينالوا حلاوة أن يصبح القرآن ربيعا في قلوبهم، ونورا لصدورهم.

استحضار أن الملائكة بنورهم من الممكن أن يمنح الله بفضله لبعض الناس متعة رؤية ذلك النور عبر اللقاء الذي لا يحدث على الأرض إلا مرة واحدة في العام أثناء الاحتفالية الممتدة من السماء إلى الأرض بليلة بدء نزول القرآن. وأنه عند رؤية ذلك النور إذا سبح الإنسان الله، فمن الوارد أن تشاركه الملائكة التسبيح، بما في تسبيح الملائكة من خصوصية الذي يمارس عمله المعتاد.

ومع استحضار كل هذه الملامح الممتعة فإن من المبهر أيضًا استحضار أنها ليلة خير من مجمل ما عاشه غالبيتنا، فهي بنص القرآن الكريم خير من ألف شهر، أي خير من 83 عاما.

سلام هي حتى مطلع الفجر.

يا سلام.

اوعدنا يا رب.