هشام سلطان يكتب: البرنس..مشاكل اجتماعية وقضايا غامضة و "آكشن"
محمد سامى مخرج متميز، يختار دون حرج ما يميزه بجرأة، يعبر ولا يرحم في قضية مسكوت عنها كثيرا ، بالإضافة إلى تفريعات اخرى فى حياتنا وتجارب مليئة بالصراعات المتعددة، ولولا صراعات حياتنا لما ظهرت للعالم أية معرفة.
مع ثمة هوامش متراكمة تصنع لنا مواد فيلمية لدرجة تطابق طعمها مع الحياة.
ويتعرضون لكل ما يتعرض له الناس من نجاحات وإخفاقات، ولا يخلو الأمر من بعض الحماقات التي يمكن أن تسجل كبراءة اختراع باسم بعض الشخصيات أحياناً.
ويبنى العمل على مجموعة من الأحداث الصغيرة والمتداخلة بعضها ببعض، تجري داخلها أحداث المسلسل يعيشها أبطال العمل وعائلاتهم وتعكس صراعاتهم الداخلية (ضمن الأسرة) والخارجية (ضمن الحي).
هؤلاء الأبطال هم مجموعة من الشخصيات ينتمي بعضها الى العائلات التي تشكل الكتل الأساسية لحكايا وأحداث العمل، وبعضها يغرد منفردا بقدر الحاجة التي تفرضها الضرورة الدرامية لوجوده.
بالتوازي مع حزمة الأحداث والحكايا الصغيرة،و تسير أحداث الحكاية الرئيسية للعمل والتي تتركز حول لوحة يقوم بها أحد أبطال العمل ( رضوان البرنس ) بوصفه ابن البلد الجاد، والإنسان البار، ونصير المظلومين، والشخص الخلوق المتحمل مسؤولية من حوله مهما كلفه ذلك من صعاب، وهي «توليفة» كتبها العملاق مجمد سامى و من الصعب عدم الانحياز لها أخلاقياً وعاطفياً، ورغم أن صراع الإخوة ليس ثيمة مستجدة على الدراما، فإن التناول الدرامي لمسلسل «البرنس» يطرح صورة البطل الذي يحظى بمحبة والده الشديدة، بما يوغر صدور إخوته ضده فيكيدوا له بالانتقام؛ ما جعل البعض يربطون بين ملامح المسلسل واستلهام المغزى الإنساني .
ويأتى اختيار المخرج محمد سامي آية من سورة «يوسف» لتتلى في عزاء والد رضوان «الأسطى حامد» تأكيد لوجهة النظر تلك.
ويظهر «رضوان البرنس» ، باعتباره آية في الاستقامة، والنبل والبر بوالده وإخوته وعائلته الصغيرة وأهل منطقته، حتى يتوفى الأب مخلفاً وراءه مفاجأة وعبئاً كبيرين، بأن يخصّ ابنه رضوان من دون إخوته الستة بالميراث، فيستشيط إخوته غضباً وحقداً بسبب قرار الأب، رغم ما يستقر داخلهم من علم بأنهم لم يكونوا أبراراً يوماً بوالدهم، وبخلاف جميع الإخوة لا يقف بجانب رضوان سوى أخ وأخت يصغرانه سناً، اللذين قاما بدورهما الفنان الشاب أحمد داش، والفنانة الشابة المتألقة ريم سامي عبد العزيز في ظهور ومساحة تمثيلية مميزة لكل منهما.
ويكشف السياق الدرامي بعد قرار الميراث عن خبايا نفوس الإخوة، الذين وصل بهم حد الكراهية لرضوان لذروتها، الذي يقرر تنفيذ وصية والده رغم تهديداتهم له ولزوجته وهو ما يدفعهم لقرار قتله هو وأسرته بوحشية، حتى لا يبقى له من ورثة غيرهم.
ويحسب للمخرج محمد سامي الاستعانة في هذا العمل بعدد متميز من الفنانين من مختلف الأجيال، ليخلق في كثير من كادرات العمل ما يشبه المباريات التمثيلية بينهم، في خطوة تفسح للعمل مجالاً للخروج من جعبة «النجم الأوحد».



