المتاحف من أجل المساواة.. "التنوع والشمول" شعار اليوم العالمي للمتاحف
تحيي اليونسكو وبدعم من مجلس المتاحف العالمي غدًا الاثنين اليوم العالمي للمتاحف 2020 تحت شعار "المتاحف من أجل المساواة: التنوع والشمول"، حيث يهدف إلى أن يصبح نقطة تجمع بتنوع وجهات النظر التي تشكل مجتمعات المتاحف وأفرادها، وبطل الأدوات لتحديد والتغلب على التحيز في ما يعرضونه والقصص التي يرونها.
ويجري الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف(ICOM) منذ العام 1977، وتم تخصيص يوم عالمي للمتاحف وهو 18 مايو من كل عام، ويهدف الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف لتعزيز العلاقة بين المتحف والمجتمع باعتبار أن المتحف في العلم الحديث لم يعد فقط مجرد بيت لحفظ الكنوز التاريخية والتراثية والثقافية بل أصبح مركزًا علميًا مهمًا يسهم في نشر المعرفة والعلوم والتعريف بالتراث الإنساني في جميع المجالات.
وتكمن أهمية المتحف بالتعريف بثقافات الأمم والشعوب وذلك من خلال عرض المقتنيات المتحفية والتي تسهم في تثقيف أعداد كبيرة من الزوار، وهكذا فإن المتاحف أصبحت نقاطًا تجمع ثقافات الجميع وبخاصة في الدول الأكثر نموًا إذ تمثل جزءًا من تنمية الثقافات المحلية.
وتعاني المتاحف التي تواجه صعوبات بسبب كوفيد-19 في الوفاء بالتزاماتها اتجاه المجتمعات المحلية، بسبب الطلب من السكان البقاء في المنزل ومنع التجمعات الكبيرة.
ومنذ تفشي فيروس كورونا، قامت مؤسسات المتاحف الكبيرة منها والصغيرة والعامة والخاصة، بإغلاق أبوابها، لمدة غير محددة في معظم الأحيان.
ويواجه 95% من متاحف العالم التي يقدر عددها بما يقارب الـ 60 ألف متحف، الإغلاق الكامل أو الجزئي أو احتمال الإغلاق، وتواجه المتاحف بغض النظر عن حجمها أو موقعها أو وضعها، صعوبات بالغة تشمل تأمين حماية مجموعاتها وضمان سلامة موظفيها وبقائهم في صحة جيدة والتعامل مع المسائل المالية والبقاء على تواصل مع جمهورها، وتسهم المتاحف في مجتمعاتنا، وتطرح أفكارًا مبتكرة وتلهمنا في هذه الأوقات العصيبة التي يلفها الغموض.
وعادة ما تبت السلطات الوطنية في أمر إغلاق المتاحف، غير أن عبء إعداد استراتيجيات للتكيف مع الوضع الراهن في ظل انتشار الجائحة، يقع على كاهل المتاحف نفسها، وتختلف هذه الاستراتيجيات عن بعضها إلى حد كبير؛ فالتحديات متعددة حيث يجب الاستمرار في تقديم الدعم للعاملين والحفاظ على الأمن وصون المجموعات، وفي فترة الإغلاق تتوقف المتاحف عن تحقيق الإيرادات وتصبح ضعيفة، فعلى سبيل المثال في 29 مارس 2020، سرقت لوحة "حديقة في الربيع" للفنان فنسنت فان غوخ من متحف سنغر لارن في هولندا، المغلق حالياً أمام الجمهور بسبب جائحة كوفيد-19.
وبدأت المتاحف بالبحث عن مصادر جديدة لتحقيق الدخل، ولا سيما عن طريق السلطات المحلية والوطنية، والجمهور، وفي بعض الحالات، أنشأت المؤسسات والهيئات الخيرية صناديق جديدة لدعم المؤسسات الثقافية؛ وبرزت مبادرات أخرى ترمي إلى تخفيف القيود المفروضة على تقديم طلبات الحصول على منحة، وتمديد المهل أو إلغاء المواعيد النهائية والوفاء بالالتزامات المقطوعة حيال الفعاليات التي لم تقم.
ويعتمد متحف ميري روز في مدينة بورتسموث في إنجلترا، على صندوق ميري روز الاستئماني لحفظ السفن الحربية المفضلة عند الملك هنري الثامن ومجموعته الفريدة من المصنوعات الحرفية وعرضها.
وأشارت "هيلين بونسر- ويلتون" المديرة التنفيذية للصندوق الاستئماني، إلى أن متحف ميري روز أصبح في "خطر كبير" بعد إغلاقه بسبب انتشار الجائحة، لأن 90% من تمويله يأتي من الزوار ويتركز بوجه خاص في الفترة الممتدة من إبريل إلى سبتمبر. وأضافت بونسر- ويلتون، أن هناك حاجة ملحة للحصول على تمويل من الحكومة لضمان الاستمرار في عمليات الحفظ المعقدة من أجل صون الحطام ومصنوعاته الحرفية. إن العزلة الإجبارية التي فرضها فيروس كورونا على العالم بشكل كامل، يحاول الجميع البحث عن طرق للاستفادة من المكوث الطويل بالمنزل، حيث يشاهد البعض الأفلام، ويقرأ آخرون كتبا أو يتصفحون مواقع الإنترنت، ولكن إن كنت تبحث عن شيء مختلف، فيمكنك أن تستفيد من شراكة جوجل للثقافة والفن مع العديد من المتاحف والمعارض حول العالم، حيث تسمح بالتجول الافتراضي داخل المتحف واستكشافه بالكامل من داخل منزلك عبر الإنترنت. ومن أهم المتاحف التي تم وضعها مثل : متحف غوغنهايم- نيويورك : حيث تتيح جوجل للزوار ميزة التجول الافتراضي من خلال الدرج الحلزوني الشهير للمتحف. يمكن للمشاهد استكشاف الأعمال الفنية للمدرسة الانطباعية، وما بعد الانطباعية، والحديثة والمعاصرة. المتحف الوطني للفنون- واشنطن : ويتميز متحف الفن الأمريكي الشهير بمعرضين، الأول يعرض الأزياء الأمريكية من 1470 إلى 1895، بما في ذلك العديد من تصميمات الملابس من العصور الاستعمارية والثورية القديمة، أما المعرض الثاني فهو مجموعة من أعمال رسام عصر الباروك الهولندي يوهانس فيرمير. متحف أورساي- باريس : حيث يمكنك التعرف عن بعد على محتويات المتحف الذي يضم عشرات الأعمال الشهيرة لفنانين فرنسيين عاشوا بين عامي 1848 و1914 مثل مونيه وسيزان وغوغان وغيرهم. المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر- سول : ويتكون متحف سول الوطني من 6 طوابق، وهو واحد من أهم متاحف كوريا الجنوبية، ويعرض لوحات من الفن المعاصر للفنانين من كوريا الجنوبية ومن جميع أنحاء العالم. متحف بيرغامون- برلين: ويعتبر واحدًا من أكبر متاحف العاصمة الألمانية، وهو موطن لكثير من القطع الأثرية القديمة، ومنها قطع أثرية بابلية وآشورية وأهمها مذبح بيرغامون. متحف ريكز- أمستردام : ويضم المتحف أكثر من 200 عمل فني من لوحات فناني العصر الذهبي الهولندي، بما فيها أعمال فيرمير ورمبرانت، إضافة إلى تماثيل ونماذج من أعمال الفنون التطبيقية. متحف فان جوخ- أمستردام: ويمكن لأي شخص من محبي لوحات فان جوخ رؤية لوحاته بتفاصيلها عن قرب من خلال زيارة افتراضية لهذا المتحف، ويضم المتحف أكثر من 200 لوحة، و500 "سكتش" (مرسوم)، وأكثر من 750 رسالة شخصية خاصة به. متحف جي بول جيتي- لوس أنجلوس: وهو متحف أمريكي يوجد بولاية كاليفورنيا، ويستقبل أكثر من مليوني زائر في السنة، وتشتمل مجموعة المتحف على قطع من الفنون الغربية للقرون الوسطى، كما يعرض أعمالًا فنية من اليونان وروما القديمة، ومجموعة ضخمة من المنحوتات والمخطوطات والصور. معرض أوفيزي- فلورنسا: ويعتبر من أقدم المتاحف الفنية وأكثرها شهرة في الغرب، ويقع المعرض في قصر ديغلي أوفيزي بمدينة فلورنسا الإيطالية، وبني القصر في البداية بوصفه مكتاب لقضاة المدينة، وبعد ذلك تحول إلى معرض فني، وهو يعرض كنوزًا فنية من عصر النهضة الإيطالية. متحف ساو باولو: وهو أول متحف غير ربحي للفن الحديث في البرازيل، ويعتبر من أبرز معالم البرازيل، ويتميز بشكله المعماري الذي يمثل عمارة البرازيل الحديثة، حيث يقف بالكامل على عمودين، مع واجهة زجاجية كبيرة بكامل المتحف، ويضم أعمالًا فنية تتراوح بين القطع الأثرية والفن اليدوي وفنون الفيديو والفوتوغرافيا. وفي مصر أطلقت وزارة السياحة والآثار، فيديو لجولة بالمتحف المصري الكبير، ومعمل ترميم الأخشاب، حيث يعكف المرممون على ترميم كنوز الملك الشاب توت عنخ آمون وقطع أثرية أخرى، وذلك في إطار المبادرة التي أطلقتها الوزارة لإتاحة زيارات افتراضية وجولات إرشادية لبعض المتاحف والمواقع الأثرية المصرية يوميًا. ويعتبر المتحف المصري الكبير أكبر متحف في العالم، خصص لحضارة واحدة؛ وهي الحضارة المصرية القديمة، حيث يضم آثارًا من عصور ما قبل التاريخ، وحتى العصر اليوناني والروماني. ويضم المتحف أيضًا متحفًا للطفل، ومركزًا تعليميًا، ومركزًا للحرف اليدوية، وفصولًا تعليمية، ومتحفًا مخصصًا لمراكب الشمس، ويجرى وضع تصميماته النهائية، كما يوجد به أول ميدان لمسلة معلقة في العالم. وسوف تعرض ولأول مرة مجتمعة في مكان واحد، آثار الملك توت عنخ آمون، والتي يزيد عددها عن 5000 قطعة، في قاعتين مساحتهما 7200 متر مربع، كما سيتم عرض قطع أثرية لموضوعات مختلفة، على الدرج العظيم، والذي لا يوجد له مثيل في كل متاحف العالم، حيث يعرض على أعتابه قطع ضخمة، على مساحة تتعدى الـ 6000 متر مربع، مطلًا في نهايته على أهرام الجيزة، وليس هذا فقط، بل خصصت قاعات عرض عددها 12 قاعة، وبمساحة 18 ألف متر مربع، لعرض كنوز الحضارة المصرية القديمة. وتعمل اليونسكو بدعم من المجلس الدولي للمتاحف على قياس تأثير جائحة كوفيد-19 في قطاع المتاحف، وتقوم المنظمة حاليًا بتحديد المتاحف في العالم التي تعرض محتوى على شبكة الإنترنت، وتضع استراتيجيات مبتكرة للتصدي لأزمة فيروس كورونا الجديد؛ وأُنشئت قائمة تتضمن مجموعة من الروابط الإلكترونية لمؤسسات المتاحف، ستكون متاحة على شبكة الإنترنت؛ وبذلت جهودًا خاصة للتركيز على المنطقة العربية وإفريقيا، حيث لا تزال البيانات المتاحة عنها مجزأة. وستتيح عملية المسح هذه للعموم إمكانية الانتفاع بهذه المجموعات، وستفسح المجال أمام المتاحف لتبادل الممارسات الجيدة في مجال دعم إعداد استراتيجيات طويلة الأمد للمتاحف.



