اتعجب من هؤلاء الأنانيين الذين تجردوا من كل معانى الإنسانية، ولم يحمدوا الله على ما أتاهم من فضله بعد أن من عليهم بالشفاء من ذلك الوباء القاتل، ليصابوا بصرع المال الذي أعماهم ليتاجروا بأرواح المرضى.
وحتى لا أثير فضولك عزيزي القارئ حول من هم هؤلاء الذي أقصدهم فهم بالطبع هم قلة قليلة من المرضى، الذين تم شفاؤهم من كورونا ويعرضون بيع بلازما الدم الخاصة بهم فى مزاد علنى لأعلى سعر ليؤكدوا انهم حتى الآن لم يتعافوا من المرض الحقيقي وهو فساد قلوبهم فذلك المرض لا علاج له، فلم لا فمن يمر بتلك المحنة وينجو منها من البديهى ألا ينشغل بالدنيا وزينتها، ولكن هؤلاء الذين قست قلوبهم فأصبحت كالحجارة أو شد قسوة لم يشكروا الله على نعمة الصحة، وباعوا أنفسهم للشيطان بسبب حبهم للمال وتخلوا عن مساعدة المستغيثين بهم من مرضى كورونا.
فبعد ان أعلنت ووزارة الصحة عن نجاح العلاج ببلازما المتعافين أصبح هناك رواج كبير لتجار الدم، الذين أثاروا لعاب ضعاف النفوس من تلك القلة من المتعافين بالمال ليفتحوا مزادا علنيا على جثث المصابين بالمرض اللعين خاصة ان علاج البلازما حقق نجاحا كبيرا ، وهو ذلك العلاج الذي يعتمد بشكل أساسى على "بلازما النقاهة"، وهى "السائل المصفر" فى دم الإنسان، من شخص تعافى من عدوى فيروسية، ونقلها إلى مريض مصاب حديثا، حيث تكون غنية بالأجسام المضادة – خاصة ضد الفيروس ومن ثم تتعامل معها لتحيّدها والقضاء عليها.وعلمياً يتم إنتاج الأجسام المضادة ضد أنواع معينة من الفيروسات، وتصبح فعليا مصلا مضادا للفيروسات، ، حيث يمكن أن تساعد مشاركة الأجسام المضادة المأخوذة من المرضى، الذين يمتلكون جهاز مناعة قويا، الناس الأضعف على التعافي.
ولكن بعض هؤلاء الذين خارت قواهم وكانوا يستغيثون ليلا ونهارا ويتضرعون للسماء لإنقاذهم من ذلك المرض اللعين ، تحولوا إلى كائنات متوحشة بعد سويعات من رفع البلاء عنهم و أصابهم الصرع واستغلوا حاجه المرضى الذين أعلنوا استعدادهم لدفع أى مبلغ للمال للحصول على بلازما المتعافين مما انعش ذلك السوق البغيض لاسيما ان العلاج بالبلازما يحقق سرعة كبيرة فى العلاج فتستغرق عملية بناء الأجسام المضادة في البلازما حوالي شهر من تاريخ الإصابة بالفيروس لذلك سيعمل توفيرها علي سرعة تعافي مريض كورونا بدلا من الانتظار حتى تتكون البلازما في جسمه.
ومع ارتفاع حالات الإصابة بكورونا ومناشدات وزارة الصحة المتعافين للتبرع ظهرت عدة مقترحات لمواجهة انعدام الضمير لدى بعض المتعافين منها الحصول على إقرار من المريض قبل دخوله مستشفى العزل بتبرعه بالبلازما مجانا للمصابين إلا أن هناك عددا من الانتقادات، التي وجهت لذلك المقترح رغم وجاهته وانتقده البعض معتبرين إياه مساومة للمرضى على حياتهم.
ولم تكن تلك هى المبادرة الوحيدة لحث المتعافين على التبرع حيث خرجت عدة فتاوى من الأزهر ودار الإفتاء تحرم بيع البلازما ولكن هؤلاء الذين باعوا ضمائرهم وانساقوا وراء الشيطان لن تجدى معه الفتاوى أو النصائح خاصة أن اصابتهم بالمرض وما صاحبه من هلع تجربة كانت كفيلة أن تجعلهم يتصدون لكافة الإغراءات المادية فلك أن تتخيل أن رسالة تم تداولها بنطاق واسع تضمنت طلب أحد المتعافين مبلغ ٤٠ ألف جنيه نظير تبرعه بالبلازما فأى جنس من البشر هؤلاء..!
لذلك أرى أن تلك القلة القليلة من المتعافين لن يردعهم الا تطبيق قانون زراعة الأعضاء، والذي ينص فى مادته (19) على يعاقب بالسجن المؤبد وبغرامة لا تقل عن مليون جنيه، ولا تزيد عن مليوني جنيه كل من نقل بقصد الزرع أو زرع العضو المنقول عن طريق التحايل أو الإكراه، وتتطبق ذات العقوبة إذا وقع الفعل على جزء من عضو إنسان حي، فإذا وقع الفعل المشار إليه على نسيج بشري وأن تكون العقوبة السجن المشدد، وتكون العقوب الإعدام إذا ترتب على الفعل وفاة المنقول منه أو إليه.



