عاجل
السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
زلزال 20 يونيو وتوابعه

زلزال 20 يونيو وتوابعه

يخطئ من يظن أو يعتقد أن حلمنا ضعف 



يخطئ من يظن أو يعتقد أن صبرنا  تردد

يخطئ من يظن أو يعتقد أن عدم تدخلنا انعزال  أو انكفاء

مثلها مثل أبيات الشعر فى تدفقه وقوته وعنفوانه وما يتضمنه من مغزى ومعنى  وثورة أحيانا على الموروث والتقاليد وتمرد على واقع سيئ, كلمات كالسيل الجارف الذي يزيل كل ما يعترض طريقه فلايبقى ولايذر, جاءت كجرس إنذار ورسالة شديدة اللهجة لكل من تسول له نفسه أن يعبث بأمن مصر أو أن يكن لها مكروها, كلمات ترقى لمستوى الحدث ولمستوى المكان ولمستوى دولة بحجم مصر وبحجم ما يحاك ضدها من دسائس ومؤامرات.

20 يونيو 2020 يبقى تاريخا فاصلا بين ماقبله وما بعده, يبقى تاريخا دالا على قدرة الدولة المصرية وكفاءة وجاهزية مؤسساتها ولاسيما المؤسسة العسكرية, وعلى هذا التغيير النوعى فى السياسة الخارجية المصرية وهذا الوضوح  فى الموقف المصري فى وقت لازال الكثيرون يمارسون هوايتهم فى التضليل والتسويف والمراوغة, يبقى درسا للآخرين فى كيف يكون الثبات على المبدأ وكيف يكون التعامل بشرف وكيف تكون اليقظة وكيف يكون الدفاع عن الحقوق والمقدرات وكيف يكون الاستعداد؟ .

كان طبيعيا والعالم كله يستمع من الرئيس السيسي لهذه الكلمات وهو بين أبنائه ورجاله من رجال القوات المسلحة المصرية المنطقة العسكرية الغربية وفى مشهد يبعث على الفخر أن يعلن الرئيس أن تدخل مصر فى ليبيا بات شرعيا, فى زلزال جديد كما عودت مصر العالم دائما, زلزال هز الأرض تحت أقدام المراوغين والمتآمرين والحاقدين والماكرين بمصر المكر السيئ, فمصر لم تعد تنتظر الإذن من أحد, مصر دولة كبيرة لن تنتظر موافقة من أحد على قرار إتخذته,لم تعد تخشى العواقب طالما تدافع عن حدودها وأمنها, كل شئ وفق ماتراه متفقا ومتسقا مع مبادئها ومصالحها ووفق رؤاها لأمنها القومى.

"نعم الجيش المصري جيش قوى وهو أقوى جيوش المنطقة ولكنه جيش رشيد لايعتدى على أحد بل يدافع عن أمن مصر وأمن أمتها العربية", كان الرئيس شديد الوضوح  وشديد الانتماء لبلده ولأمتها العربية وشديد الثقة بجيش مصر وبقدراته وعقيدته واستراتيجيته والمبادئ التي تحكمه, وكان الرئيس شديد الثقة بمدى الجاهزية التي عليها الجيش المصري والاستعداد لتنفيذ مهام داخل حدود مصر وخارجها كما طالب بذلك الرئيس رجال المنطفة العسكرية الغربية صراحة .

ماحدث يوم 20 يونيو يبقى زلزالا بكل المقاييس فالرئيس الذي أعلن أن تدخل مصر فى ليبيا بات شرعيا خاطب صراحة  رجال وممثلى القبائل الليبية قائلا: "إن مصر على استعداد لتدريب وتسليح شبابكم للدفاع عن بلدكم", وأن مصر لن تسمح لمليشيات السراج والجماعات الإرهابية أن تتعدى مدينة سرت الليبية وواحة الجفرة واعتبار ذلك خطا أحمر, وهو زلزال أيضا بحكم ما أعلنه الرئيس ـ فى رسالة شديدة الوضوح ـ عن إحالة ملف سد النهضة إلى مجلس الأمن  بعد سنوات من التفاوض والصبر على مراواغات أثيوبيا فى تصعيد مصري يؤكد إصرار مصر على عدم التنازل عن حقوقها فى مياه النيل .

وما حدث زلزال ايضا بحكم تداعيات كلمة الرئيس بعد انتهاء فاعليات اليوم وحتى كتابة هذه السطور بدءا من التفاعل والتأييد العربى والدولى الواسع لما جاء فى كلمة الرئيس انتهاء بانعقاد المجلس الوزارى لجامعة الدول العربية استجابة لطلب مصر وما صدر عنه من قرارات فى ملفى ليبيا وسد النهضة فى تحول نوعى لموقف جامعة الدول العربية وتفاعلها مع الأحداث بعد أن كانت فى سبات عميق وكأنها لاترى مايحدث فى ليبيا.

كنا ننتظر لشهور بل لسنوات أن تفعل جامعة الدول العربية شيئا من أجل ليبيا ولكن شئيا لم يحدث, كنا ننتظر أن تقف جامعة الدول العربية وقفة جادة تحول دون تحول ليبيا لقاعدة للمليشيات والجماعات الإرهابية فى تكرار لسيناريو سوريا ومن قبلها العراق ولكن شيئا لم يحدث, كنا ننتظر أن تعلن جامعة الدول العربية عن موقفا صريحا يدين التدخلات الأجنبية فى ليبيا ولكن شئا لم يحدث, كنا ننتظر أن تقف جامعة الدول العربية موقفا حادا رافضة مخططات ومساعى تركيا لإحتلال ليبيا ولكن شيئا لم يحدث, كنا ننتظر أن تعلن جامعة الدول العربية عن موقف موحد ومؤيد لحقوق دولتين عربيتين هما مصر والسودان فى مياه النيل  ضد مخططات أثيوبيا لسرقة مياه النيل وحرمان دولتين عربيتين منها ولكن شيئا لم يحدث.

هاهى جامعة الدول العربية الآن تؤكد رفضها وبشدة أى محاولات أو مساع من شانها الإضرار بليبيا وبوحدتها واستقلالها وسيادتها وترفض جميع التدخلات الخارجية فى الشأن اليبيى مشددة على ضرورة التمسك بالحل السياسى للأزمة الليبية, وهاهى جامعة الدول العربية تؤكد على حقوق مصر والسودان فى مياه النيل وترفض أى إجراءات أحادية من جانب أثيوبيا, وتعلن عن تشكيل لجنة عربية لمؤازرة الموقفين المصري والسودانى وتتواصل مع مجلس الأمن للتنسيق معه فى هذا الشأن, ولن نجافى الحقيقة إذا قلنا أن قوة بيان الجامعة إذاء الملفين مستمدة  من قوة الموقف المصري الذي عبر عنه الرئيس فى 20 يونيو.

وهاهى مصر يؤكد وزير خارجيتها سامح شكرى فى حوار لوكالة الأسوشيتدبرس ردا على سؤال للوكالة ماذا لو فشل خيار اللجوء لمجلس الأمن؟ قال: "ستكون هناك إجراءات صريحة وواضحة", على  طريقة لكل مقام مقال يشدد شكرى على وجود موقف مصري قوى وحاسم وثابت كما يؤكد أن مصر طوال 10 سنوات من التفاوض لم تستخدم كلمة الحرب مرة واحدة ولكنها لن تفرط فى حقوقها المائية .    

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز