عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
المنسي.. وأرض الأنبياء

المنسي.. وأرض الأنبياء

أحب الأشياء إلى النفس وأقربها إلى الفؤاد هو الوطن، الذي يكون المرء على استعداد لبذل الغالي والنفيس من أجله.. هو رمز الهوية والانتماء والعزة والفخر والكرامة.. الذي يتطلب الدفاع عنه بجميع الوسائل، سواء ببذل المال أو النفس.. والحفاظ عليه من الأعداء والطامعين.. والإخلاص والوفاء له، والتضحية بالنفس من أجل رفعته وتقدمه.



 

إن الشهادة في سبيل الله والوطن، مرتبة عظيمة يمنحها الله تعالى لمن بادر بالحصول عليها، وصدق النية في ذلك.

 

الشهيد عند الله من الأحياء، فمن مات في سبيله مقبلًا، فهو حي عنده سبحانه وتعالى يجري رزقه، ويكون من المكرمين.

 

يقول الله تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين).

 

من مات في سبيل الله حي، وأيضًا تطمين لمن على أثرهم أن لهم المنزلة ذاتها، مستبشرين بنعيم الله ورضوانه، فمن أفنى نفسه وروحه مخلصًا لله، فإنما نقلها من حياة فانية فيها الطيب والخبيث إلى حياة لا تفنى، ثمارها دائمة غير مقطوعة، وطيباتها غزيرة غير ممنوعة، ونعيمها أبدي لا تقلب فيه.

 

يوم يكرم فيه الشهيد من الله فتكون رائحة دمائه كالمسك، ويؤذن له بالشفاعة، فأي أسرة قدمت شهيدًا إنما قدمت شفيعًا لها.. فهو ذخر لهم يوم القيامة، برفعة منزلته، شهادة له لما قدم من تضحية في سبيل الله والوطن.  

وكما يشفع الله للملائكة والنبيين يوم القيامة، يشفع الشهداء، وهي عطية عظيمة لهم من رب العباد، فيشفع الشهيد في 70 من أهل بيته، وأكثر من ذلك.

 

في هذا اليوم، السابع من يوليو، تحل الذكرى الثالثة للشهيد البطل "أحمد المنسي"، الذي استشهد هو ورجاله الأبطال بعد ملحمة شرسة ضد الإرهابيين في العام 2017، بعد هجوم استهدف كمين "البرث"، جنوب رفح، الذي كانت تتولى مسؤولية تأمينه الكتيبة 103 صاعقة بالعريش في شمال سيناء الحبيبة، العزيزة على كل مصري غيور على وطنه، والتي كان يقودها البطل المنسي.

 

لم يخش المنسي ورجاله المعركة، بل ما فعلوه، جميعًا، من صمود وثبات كان ملحمة تاريخية وبطولية، حيث إنهم قاتلوا وردوا على العدوان الغاشم بكل قوة وشجاعة وثبات ورفضوا أن يقتحم هؤلاء التكفيريون الكمين، وأن يرفعوا رايتهم عليه كما أرادوا، فقد كانت نيتهم السيطرة على الكمين ورفع أعلامهم، لذلك أتوا بنحو 100 تكفيري، ولكن استبسال أبطالنا والتصدي لهم، أفشل مخططهم اللعين، مقدمين أرواحهم ثمنًا للدفاع عن الوطن الغالي، رغبة في اقتلاع جذور الإرهاب من أرض سيناء.

 

رجال لا يهابون الموت، وقفوا كالأسود، مدافعين بجسارة عن أرض سيناء، ونجحوا في إفشال مخطط الأعداء، ولم يسمحوا لهم بتحقيق أي من أهدافهم الدنيئة والخسيسة.

 

الشهيد منسي له خصلتان، أولاهما القوة المفرطة مع التكفيريين أعداء الوطن، ففي هذا اليوم استطاع قتل الكثير من التكفيريين، وإحباط هجماتهم الإرهابية، فكان شديد البأس على أعدائه، ثانيتهما، أنه لين رقيق القلب، يقدم المساعدة لمن يحتاجها.

 

تحكي السيدة "منار"، زوجة البطل "المنسي"، أنه كان يقدم يد العون لكل محتاج، فذات مرة شاهد سيدة مع أطفالها، لا تجد وسيلة مواصلات، فأسرع إليها وقام بتوصيلها بسيارته إلى بيتها، كما كان لا يبخل على أي شخص بأي مساعدة.

 

وظهرت طيبته الشديدة مع أطفال سيناء الغالية، حيث كان يقوم بزيارتهم في مدارسهم، ويلقي عليهم بعض الحكايات الوطنية، عن سيناء والجيش المصري في أوقات راحته، لأن هؤلاء الأطفال هم قادة المستقبل، كي يشبوا على حب الوطن والدفاع عنه، بدمائهم وأرواحهم، فكان يقوم بشراء الهدايا لهم، ما جعله يخلق حالة فريدة بين الأطفال والطلبة.

 

استشهد المنسي، وهو يدافع عن الوطن، ومعه عدد من أفراد كتيبته في كمين مربع البرث بمدينة رفح المصرية، التي عاشوا يدافعون عنها، مقدمين أرواحهم ثمنًا للدفاع عن الوطن.. تروي دماؤهم الزكية أرض الأنبياء.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز