السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أغرب من الخيال.. آنسة فقدت بطاقتها.. ذهبت لاستخراج بدل فاقد وجدت نفسها تزوجت ثم ترملت 

بوابة روز اليوسف

فتاة بسيطة، تعمل مساعدة لربات البيوت، لتحصيل ما يكفي لقوت يومها، ومتطلبات حياة البسطاء.

آنسة، لم يمسسها بشر، فقدت بطاقتها، وعندما ذهبت لاستخراج بدل فاقد، صفعتها المفاجأة، فهي متزوجة دون أن تعلم.

 

الطريف، أن الزوج في العقد السابع من العمر، وهي ٣٥ عامًا، والأطرف أن الزوج دخل فعليًا بزوجته، لتتفجر مفاجأة جديدة أكثر مأساوية، فهناك ضحية أخرى هي فتاه من ذوي الهمم، المعاقين ذهنيًا.

 

لا تتعجب، إليك القصة التي يعجز خيال كُتاب الدراما عن تخيلها، فالجاني عثر على بطاقة الضحية الأولى، فاستخدمها لعقد قرانه على فتاه معاقة ذهنيًا، لا تملك من أمرها شيئًا، لتصدر وثيقة الزواج باسم ورقم بطاقة الفتاة، التي تعمل بالخدمة في البيوت، بينما صورة الزوجة تخص الفتاة المعاقة ذهنيًا.

 

والمفاجأة الأكبر، أن الجاني الزوج المزيف، توفي بعد ارتكاب جريمته، فباتت الفتاة صاحبة البطاقة المفقودة، أرملة دون زواج تنتظر مصيرًا مجهولًا، فخطيبها، دفعته أسرته لإنهاء العلاقة معها، فور علمهم بأنها متزوجة وفق الأوراق الرسمية.

 

«بوابة روزاليوسف»، تفجر القضية ثلاثية الأبعاد، فعقد الزواج أبرمه مأذون معدوم الضمير، وربما منتحل صفة مأذون، والفتاح التي هي من ذوي الهمم اغتصبت، فهي لا تملك قدرات عقلية تمنحها قدرة قبول الزواج أو رفضه، خاصة أن وثيقة الزواج باسم فتاة أخرى، والبعد الثالث يتعلق بمأساة ومصير الفتاة، صاحبة الاسم المدرج في قسيمة الزواج.

 

تقول "ح. م"، كنت أحلم بأن أعيش حياتى مثل البنات في نفس عمري، ولكن طالني غدر البشر، بعد أن فقدت بطاقتي الشخصية، حيث إنني غير متعلمة، جهلت الإجراء القانوني الذي يحفظ حقي.

 

تروي «ح. م»، علمت بمأساتي من محامٍ، أساعد زوجته في الأعمال المنزلية، عندما قال لي: إنه شاهد اسمها في سجلات توثيق عقود الزواج، متسائلًا متي تزوجتي؟، فكان ردي لم أتزوج، وذهبت لاستخراج بطاقة، بدل فاقد، وفوجئت بأن بياناتي "متزوجة"، سألت ماذا أفعل قالوا اذهبي لتحرير محضر بمركز شرطة قليوب، ففعلت وأثبت الواقعة.

فى محضر الشرطة، قالت الفتاة إنها تعمل عاملة نظافة، تساعد السيدات في الأعمال المنزلية، مقابل أجر مادي، ومنذ عدة شهور فقدت بطاقة تحقيق الشخصية في منطقة المحطة، ولم تعلم بذلك سوى يوم علمها بوجود اسمها على قسيمة زواج بالمحكمة، مع وجود صورة فتاة أخرى.. فعند علمها بحثت عن البطاقة، لم تجدها.

 

وأكدت "ح.م.ع" ٣٥ سنة، أنها علمت ببيانات الفتاة المتزوجة، وتدعى "نعمة .ف"، من سكان المنطقة الخضراء بشارع عبدالرحمن، مدينة قليوب، والزوج لا تعلم عنه شيئًا، حيث إنه من كبار السن، كما أن عناوين الشهود في وثيقة عقد الزواج، أحدهما من مدينة كفر شكر بمحافظة القليوبية، وآخر لا تعلمه، والمأذون من منطقة الخرقانية بمركز القناطر الخيرية.

 

واستطردت، "ح"، بقولها حررت محضرًا بمركز الشرطة، ولا أعلم مصيرى المجهول، كنت مخطوبة لأحد الشباب، ولكنه تركني قبل الزواج بعدة أيام قليلة، وذلك فور علمه بوجود قسيمة زواج، ظنًا منه أنه سبق لي الزواج، وأني أخدعه، والحقيقة أنني لم أتزوج، قط، من قبل.

 

وطالبت الفتاة، الجهات المعنية، باتخاذ الإجراءات القانونية ضد المأذون والزوج المزور والشهود، وكل من شارك في تلك الجريمة، التي جعلتها في أسوأ أيام حياتها، ومصيرها المجهول.

 

من جانبه قال طارق المحلاوي، محامي المجني عليها، إنه حرر محضرًا بالمحكمة، متهمة الزوج بالتزوير في أوراق رسمية، والزوجة بانتحال صفتها واستغلال بيانات المجني عليها في تحرير وثيقة الزواج، والشهود بالتزوير.

كما اتهم المأذون بالتزوير في محررات رسمية، وهي وثيقة عقد الزواج، ووضع بيانات المجني عليها على صورة المتهمة في الوثيقة.

 

وأكد المحلاوي، أن هذه الجريمة، جنائية، يعاقب عليها القانون بالحبس والغرامة، حيث قاموا بتزوير أوراق رسمية، وتقديمها إلى هيئة المحكمة للتوثيق وانتحال صفة المجني عليها، مما أدى إلى إلحاق الضرر بالمجني عليها.

 

وكان اللواء جمال الرشيدي، مدير أمن القليوبية، تلقى إخطارًا من العميد إبراهيم الطويل، مأمور مركز القناطر الخيرية، يفيد بتلقيه بلاغًا من "ح.م.ع"، ٣٥ عامًا، ومقيمة بقليوب المحطة، بفقد بطاقة تحقيق الشخصية، وعلمها من المحامي طارق المحلاوي محامٍ بمدينة القناطر الخيرية، بوجود بياناتها على وثيقة زواج مع وجود صورة فتاة أخرى، مما يعد تزويرًا في أوراق رسمية وانتحال صفة.

 

تم تشكيل فريق بحث، بإشراف اللواء هشام سليم، مدير المباحث الجنائية، والعميد حازم عزت، رئيس مباحث المديرية، وبإجراء التحريات، تبين صحة الواقعة. 

 

تحرر محضر رقم 4799، لسنة ٢٠٢٠ إداري مركز القناطر الخيرية، وتولت النيابة التحقيق.  

 

تم نسخ الرابط