وكالة روسية: موقف مصر القوي بليبيا يجبر تركيا على الانسحاب
يميل ميزان القوى في ليبيا من جانب إلى آخر، ففي يوليو 2020، أعلنت حكومة الوفاق أنها ستشن هجومًا عسكريًا على سرت والجفرة، وفي وقت لاحق، ألغى فايز السراج الهجوم ووافق على وقف إطلاق النار.
ونقل موقع الحدث الليبي، تصريحات صحفية أدلي بها الباحث الروسي البارز بوريس دولجوف، الذي يعمل في مركز الدراسات العربية والإسلامية، وفي معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، لمراسل وكالة "الأنباء الفيدرالية" عن سبب تغير خطط حكومة الوفاق المدعومة من أنقرة.
وقال بوريس دولجوف: إن السبب الرئيسي لإلغاء الهجوم من ميليشيات حكومة الوفاق، هو الدعم المصري لقوات الجيش الوطني الليبي، الذي أعلن هجومًا انتقاميًا على حكومة الوفاق، وجعل فايز السراج يعلن وقف إطلاق النار.
وتابع : "هنا من الضروري القول إن التشكيلات المسلحة لحكومة الوفاق، بدعم من تركيا، خططت للسيطرة على سرت، وبشكل عام، كانت هذه العملية في وضع الاستعداد، ولكن مصر تصرفت في هذا الأمر بحزم شديد، حيث حذرت القاهرة بشكل قوي من أن مصر ستتدخل في حال السيطرة على سرت، حيث تقف القاهرة إلى جانب الجيش الوطني الليبي، وتعتبر الاستيلاء على سرت خطًا أحمر لا ينبغي أن تتخطاه التشكيلات المسلحة لحكومة الوفاق، وعلى الرغم من الدعم التركي النشط، إلا أن السراج لم يجرؤ على الاستيلاء على سرت".
كما أن مؤيدي "مبادرة القاهرة" الذين دعموا قرار وقف إطلاق النار أثروا على قرار السراج، في حين ساهم دعم الجيش الليبي من اليونان وفرنسا وقوى أخرى في انسحاب قوات الوفاق، خصوصاً عندما قامت القوات البحرية الفرنسية واليونانية بمناورات مشتركة في المياه الليبية.
وفي اليوم الذي أعلن فيه فايز السراج الانسحاب من سرت والجفرة، وافق مجلس النواب وحكومة الوفاق على وقف إطلاق النار في ليبيا.
هذا ويرى دولجوف، أنه على الرغم من أن الأطراف المتحاربة قررت الجلوس على طاولة المفاوضات، إلا أن الأزمة الليبية لم تنتهِ، حيث قال: "اسمحوا لي أن أذكركم بأن الهدنة بين الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق وُقعت عدة مرات وانتهكت عدة مرات، الهدنة هي أفضل طريقة لبدء نوع من الحوار والمفاوضات، أي لحل النزاع سياسيًا، لكن لم ينجح هذا في ليبيا حتى الآن، وأرى أن هناك فرصة ضئيلة للحوار أو للعملية السياسية".
وعلى الرغم من التوقعات المتفائلة بإعلان وقف الأعمال العدائية بين الجيش الوطني وحكومة الوفاق، إلا أنه لا تزال هناك أسئلة كثيرة.
هل تركيا التي نشرت عشرات الآلاف من المرتزقة وأنفقت مبالغ ضخمة على المعدات والأسلحة لتقوية حكومة الوفاق، تخشى ببساطة أن تخسر أمام مصر أم أن أردوغان، وبعد الاستفزازات المستمرة، أدرك كل مخاطر تشويه سمعته وقرر تغيير رأيه؟ لم يتضح حتى الآن بعد ما هو مقصد أنقرة، التي تدير حكومة الوفاق، من الانسحاب وإعطاء الجيش الليبي فرصة للتقدم، ويريد دولجوف أن يعطي أمل بداية حوار ثنائي الاتجاه، ولكنه يستبعد ذلك.



