الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

نجيب محفوظ.. أديب السينمائيين وسينمائي الأدباء

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

يعتبر أديب نوبل، نجيب محفوظ، أكثر من تحولت أعماله الأدبية إلى سينمائية، وكان أقرب الأدباء إلى العمل السينمائي، لما لا وهو صاحب "زقاق المدق" و"بين القصرين"، و"قصر الشوق"، و"القاهرة 30"، و"كفاح طيبة"، و"اللص والكلاب"، و"أولاد حارتنا"، وغيرها.. كلها أعمال سينمائية لا تمحى من الذاكرة، وهي في الأساس روايات لأديب نوبل حولها المخرجين لأفلام.

لقاء السحاب  اجتمع نجيب محفوظ بالمخرج صلاح أبو سيف في سنة 1947، وعرض المخرج على الأديب العمل بكتابة السيناريو.. وعلمه ذلك وكان المخرج أحيانا يشاركه في الكتابة. قدم أول سيناريو له لفيلم مغامرات عنتر وعبلة، ثم فيلم المنتقم. واستمر نجيب محفوظ في كتابة السيناريوهات حتى عام 1959، حين كلفه وزير الثقافة ثروت عكاشة للعمل في منصب مدير عام الرقابة على المصنفات الفنية.

طارق الشناوي ورأى الناقد الفني طارق الشناوي أن أدب نجيب محفوظ، حتى ما تم تقديمه، يعاد تقديمه، مضيفا: "نجيب محفوظ لديه موهبة وكذلك عقل يدير الموهبة، نجيب محفوظ سابق زمنه، ووقع اختيار صلاح أبو سيف عليه لبدء كتابة سيناريو، لأن محفوظ كان يفكر بالصورة، والسينما هي صورة، ونجيب محفوظ كان يكتب الأدب في الثلاثينيات ويفكر بمنهج الصورة"، معتبرا أن محفوظ فتح تيارا أمام جيل من الكتاب يعيشون في جلباب نجيب محفوظ ولم يستطيعوا التحرر منه.

 

 

أما الناقد اللبناني إبراهيم العريس فقد أراد الجنوح إلى فيلم قدمته المكسيك عن رواية لنجيب محفوظ "بداية ونهاية" للمخرج أرتورو ريبستين، وقال العريس إن مخرج الفيلم المكسيكي رأى المكسيك من خلال رواية أديب نوبل، مؤكدا أن المخرج المكسيكي لم يقابل أية معاناة  في تحويلها إلى عمل سينمائي، معتبرا أن المخرج المكسيكي قد استوعب أدب نجيب محفوظ سينمائيا أكثر من أي مخرج عربي.

 

 

يمكن تفرقة أفلام نجيب محفوظ إلى أفلام كتب لها القصة أو السيناريو، وأفلام مأخوذة عن أعماله الأدبية، ويرى النقاد أن الأخيرة هي بالغة الضرورة، رغم أهمية بعض أعمال الأولى، وأرجعوا هذا إلى أن أفلامه هي الأكثر كما أنها تحمل توقيع وبصمة أديب نوبلفي السينما، كما مزجت بين السينما والأدب.

الناقد الفني سامح فتحي يتحدث عن مزج الرواية والفيلم، بقوله: "ندهما طبيعتين منفصلتين، لكل منهما أسسه وأجواؤه وحيثياته وبنيته الفنية الخاصة به، لكن في الأخير ثمة علاقة فنية بينهما؛ إذ أن الكلمات تتحول على يد السيناريست والمخرج إلى صور نابضة حية، ويتحول الفن الروائي المقروء إلى فن مرئي ومسموع على شكل لقطات سينمائية موحية ومؤثرة".

 

 

ويعتبر الناقد أن الرواية قد يقرأها آلاف القراء، في حين أن العمل السينمائي المأخوذ عن الرواية عينها، قد يراه الملايين، مشيرا إلى حرص نجيب محفوظ على تقديم الفيلم والرواية بشكل متقارب بحيث أن من لم يرى الفيلم يستطيع أن يتخيله بمجرد قراءة الرواية، موضحا أن محفوظ كان يتخذ موقفا محايدا من من أعماله الروائية المحولة إلى سينمائية، وأن الرواية عندما تصبح فيلما فهي مسؤولية صناع الفيلم وأن مسؤوليته هو تخص النص المكتوب في الرواية فقط وليس له أن يتدخل في رؤية مخرج الفيلم لأنه عمل مستقل بذاته وتقع مسؤوليته على صناعه.

تم نسخ الرابط