السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

  تفاصيل غرق "توتي" ..والسكان يبحثون عن النوم منذ أيام  (صور)

مياه الفضيان تقهر
مياه الفضيان تقهر الرمال

بين مدينتي الخرطوم وأم درمان، السودانيتين، حيث يلتقي النيلان الأزرق والأبيض بمنطقة جزيرة "توتي" حتى يشكلا نهر النيل، شهدت المنطقة فيضاناً لم تشهده منذ عام 1902ما أدي إلي غرق المنازل  ولم تترك المياه للناس موطئ قدم، مما أضطرهم إلى وضع أكياس الرمال والحجارة الصغيرة في محاولة غير مجدية في كثير من الأحيان لمنع سيل المياه من غمر منازلهم ومنذ أيام أحمرت عيون الناس من قلة النوم.

 
 

 

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سواكن أحمد قولها: "قبل ثلاثة أيام، اقتحمت المياه منزلي حوالي منتصف الليل. غمرتنا المياه حتى الركب، وهربت مع زوجي وأطفالنا الخمسة، حاملين أغراض ًا بسيطة في أيدينا"  وتضيف أحمد: "في السنوات الماضية، كنا نغادر منزلنا لمدة شهرين للعيش مع أصدقاء، لكن هذا العام لم يكن ذلك ممكن ًا، لأن المياه دخلت منازلهم أيض ًا".

وقالت أحمد، إن "شبان ًا حاولوا غداة مغادرة العائلة إنقاذ أشياء من منزلي، لكن كان الأمر ميؤوس ًا منه، لأن الماء كان يصل إلى أعناقهم، ولم يتمكنوا من رؤية أي شيء".    وتقول المعالجة النفسية انشراح شرف، إن الناس فضلوا المخاطرة بالتعرض إلى الغرق على أن يتركوا ممتلكاتهم، وقالت: "كنا نحاول أن نقنع الأهالي بأن ينقذوا أرواحهم وبأن جميع الناس يقفون إلى جانبهم، والمنازل يمكن أن تعود كما في السابق".

 

 

 

ويضيف هشام كمال، وهو ضابط بالجيش كان يقود قافلة من 90 شاحنة تحمل طعام ًا ورمال ًا لوقف المياه: "رأيت عيون الأهالي حمراء من قلة النوم"، وجئت للمساعدة، هذا واجبنا". وتتحدث رئيسة جمعية المرأة والطفل إقبال عباس، التي استضافت جمعيتها العديد من المشردين نتيجة الفيضانات، بفخر عن محاولات الشباب في مواجهة الكارثة.

وقالت: "عندما رأيت الشباب يحجزون مياه النيل بأجسادهم، تذكرت فيضان عام 1998 فعلوا كما فعل أجدادهم".

وكشفت صحيفة "سودان تربيون" عن تعرض المنازل والمباني المجتمعية إما لأضرار بالغة أو للدمار، مما جعل الكثيرين بحاجة ماسة إلى المأوى. كما فقد البعض كافة ممتلكاتهم السابقة ليواجهوا احتمال البدء من جديد من نقطة الصفر. 

 

 

وقالت مفوضية شؤون اللاجئين للأمم المتحدة: إن مستويات النظافة والصحة تدهورت نتيجة لفيضان المراحيض وإمدادات المياه الملوثة، مما حال دون ممارسة السكان لتدابير الوقاية من فيروس كورونا مثل غسل اليدين بانتظام. وقد تضررت بعض المرافق الصحية مما أعاق قدرتها على علاج المرضى في حال تضاعف انتشار فيروس كورونا أو فيروسات وأمراض أخرى.

وأشارت المفوضية اللي أن الأمطار غزيرة بشكل خاص في شمال دارفور، مما جعل ما يقدر بنحو 35 ألف من النازحين والسكان المحليين واللاجئين بحاجة للمساعدة، ولقى 15 شخص ًا مصرعهم بشكل مأساوي فيما 23 شخص ًا آخرين في عداد المفقودين.

 وأضافت أنه في "المناطق المفتوحة" الواقعة على مشارف الخرطوم، كان العديد من اللاجئين من جنوب السودان يعيشون في مآوٍ متهالكة وهم في أمس الحاجة إلى المأوى.

وأبدت المفوضية حزنها العميق لوفاة طفلة تبلغ من العمر 18 شهر ًا بعدما غرقت في أحد المراحيض المنهارة.  وأوضحت مفوضية الأمم المتحدة أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية مدمرة، حيث أصبحت الطرق موحلة لدرجة تصعب معها حركة المرور، وهو ما يجعل من الصعب للغاية أو من المستحيل إيصال المساعدات الإنسانية لبعض المجتمعات، لا سيما في النيل الأزرق حيث لا تستطيع الوكالات الإنسانية الدولية الوصول إلى حوالي 5,700 شخص ممن هم بحاجة للمساعدة.

 

وأشارت المفوضية إلى انه بالتعاون مع حكومة السودان، قدمت مساعدات طارئة للسكان المتضررين في النيل الأبيض، بما في ذلك الأغطية البلاستيكية لـ 3,500 لاجئ في مخيم الجامعة و65,000 آخرين من النازحين والمجتمعات المضيفة في الولاية. وقالت المفوضية في بيانها " حتى قبل الفيضانات، ظل التمويل بعيد ًا عن المستويات المطلوبة لتزويد السكان بالدعم الذي يحتاجونه. وتلقت المفوضية هذا العام 38% فقط من أصل 274.9 مليون دولار.

 

وذكرت وزارة المياه والري السودانية أن منسوب النيل الأزرق ارتفع إلى 17.57 متر "57 قدماً"، ووصفته بأنه "مستوى تاريخي منذ بدء رصد النهر في عام 1902". لكن يخشى كثر أن الأسوأ لم يأت بعد إذ يتوقع أن تستمر الأمطار الغزيرة خلال شهر سبتمبر في السودان وفي إثيوبيا المجاورة، منبع النيل الأزرق.

 

 

تم نسخ الرابط