الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

عندما غنت أم الشهيد "أم البطل"

الفنانة شريفة فاضل
الفنانة شريفة فاضل أم البطل

"الكل قال باسم النضال.. وقفة رجال صدق اللي قال.. زرعوا العلم .. طرحوا الأمل.. وبقيت أنا أم البطل".

كانت تشدو بألمها وتهرب من صمتها وحزنها، فقدمت واحدة من أعظم الأغنيات الوطنية التي بقيت في أذهاننا، فهي أغنية مستمدة من الواقع وليست مجرد أغنية حققت نجاح كبير، غنتها بدموعها فهي "أم البطل" التي فقدت نجلها في الحرب، وعبرت بها عن حال كل أم مثلها، ينتابها الألم والحزن ومشاعر الفراق والفخر، هي الفنانة شريفة فاضل.

 

في صباح يوم عصيب من أيام حرب الاستنزاف تلقت  الفنانة شريفة فاضل الخبر الذي أعتصر قلبها ك أم وأصابها بإنهيار عصبي، خبر استشهاد نجلها الملازم أول طيار «سيد السيد بدير»  الذي تخرج وتلقى تدريبات على الطيران فى روسيا، أثناء إحدى الاشتباكات مع العدو، اثرت الصمت واعتزلت الجميع والفن.

 

بعد أيام وشهور.. فرحت بانتصارات أكتوبر وكسرت عزلتها وقررت تشدو أغنية وطنية عن أم كل مقاتل، اتصلت بصديقتها الشاعرة «نبيلة قنديل»، وطلبت مقابلتها هي وزوجها المُلحن «على إسماعيل»، وفي موعد اللقاء طلبت منها كتابة أغنية لنجلها الشهيد، أرادت أن تعبر عن حال كل أم شهيد وتجعلها فخورة بما قدمته للوطن من التضحية، وحال كل أم شارك نجلها في الحرب وكتبت له النجاة. وافقت الشاعرة "نبيلة قنديل" وبعد ساعات كانت كلمات الأغنية جاهزة.

 

"يا مصر ولدي الحر.. أتربى وشبع من خيرك.. أتقوى من عظمه شمسك.. أتعلم على أيد أحرارك.. أتسلح بإيمانه واسمك".

 

ذهبت الفنانة شريفة فاضل إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون والتقت برئيس الإذاعة المصرية وقتها الفنان "بابا شارو" وعرضت عليه الأغنية لتسجيلها في استوديوهات الإذاعة، رحب بالأغنية وفكرتها، ثم خرجت الأغنية إلى النور بصوت ودموع "أم البطل" الفنانة شريفة فاضل.

 

ورغم مرور ٤٧ عاما إلا أن الأغنية خلدت في أذهاننا، وترددت في ذكرى انتصارات أكتوبر بمعظم القنوات والإذاعات، ولمعت كنجم مضيئ في سماء الفن.

 

"شد الرحال.. شق الرمال.. هد الجبال.. عدى المحال.. زرع العلم.. طرح الأمل.. وبقيت أنا أم البطل

 

 ابني حبيبي يا نور عيني .. بيضربوا بيك المثل.. كل الحبايب بتهنيني.. طبعًا ما أنا أم البطل".

 

تم نسخ الرابط