الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

السحماوي: هكذا أحبطنا خداع طائرات العدو

على السحماوي أحد
على السحماوي أحد الأبطال المشاركين في حرب أكتوبر المجيدة

   قال الحاج على علي السحماوي، أحد الأبطال المشاركين في حرب أكتوبر المجيدة، أن جموع الجيش المصري كانوا على قلب رجل واحد في حرب 73، لتحرير أرض وطننا العزيز مصر من الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن جميع أفراد الجيش المصري كانوا يقاتلون ببسالة وشجاعة مطلقة كبدت العدو خسائر فادحة وأبهرت العالم بالكامل.

 

وأضاف السماوي، في حوارة لـ"بوابة روزاليوسف " أن حرب أكتوبر المجيد، أعادت للعرب وليس المصريين فقط هيبتهم بين جميع دول العالم، وأثبتت للجميع أنه أصبح لمصر والمصريين " درع وسيف " يسمي بالجيش المصري خير أجناد الأرض كما قال عنه النبي محمد صلي الله عليه وسلم، موضحا أن الجيش المصري تاريخه حافل بالبطولات والنصر الذي لا يفارقه أبدا، والتاريخ شاهد على ذلك، وإلي نص الحوار.

 متي التحقت بالجيش المصري؟

زادني شرفا، وفخرا، واعتزازا، حينما ذهبت لتجنيدي لأكون فردا من أفراد القوات المسلحة المصرية في 6سبتمبر 1972، قبل حرب 73 الموافق 6 أكتوبر المجيدة بعام واحد فقط، وكنت مجندا في سلاح الدفاع الجوي المصري الفرقة الخامسة بالقاهرة.

هل كنتم تعلمون بساعة الصفر وقرار الحرب؟

  لم نكن نعلم بساعة الصفر، أو أن القيادة السياسية اتخذت قرار الحرب، ولكننا فوجئنا بأن الطائرات المصرية تنتشر في السماء متجهة إلى إسرائيل وقتها فقط أبلغتنا القيادة أن الحرب قد بدأت بالفعل، وبعد دقائق قليلة أبلغتنا قيادة الفرقة أن الطائرات المصرية نجحت بالفعل في تحقيق أهدافها ودمرت أكثر من 95 % من المطارات، ومحطات، الكهرباء، الخاصة بالعدو الإسرائيلي، أتذكر وقتها تعالت أصوات الجميع مرددين " الله أكبر " و" عاشت مصر حرة ".

كيف استقبلتم قرار الحرب وأنتم في ساحة القتال؟ 

مهما أتحدث لك في هذا الأمر، لا أستطيع ابدا أن أصف مدى السعادة الغامرة التي كانت موجودة بين الجنود والضباط، ونحن في ساحة القتال، لأننا كنا ننتظر على أحر من الجمر وكلنا أن تأمر القيادة السياسية لنا بالحرب في أي وقت حتى نعيد كل حبة رمل في أرض مصر الطاهرة من هذا الاحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي كان ينهب أرضنا، ويأخذها بدون وجه حق، وكنا على أتم استعداد أن نموت جميعا من أجل هذا الوطن، وكان لدينا عقيدة راسخه لا تتحرك أبدا وهي " أما النصر وإما الشهادة ".

صف لي روح القتال التي كانت موجودة بينكم في حرب أكتوبر؟

كنا جميعا جنود وضباط، وضباط صف، وجميع أفراد القوات المسلحة المصرية باختلاف أنواعها سواء كانت قوات برية أو جوية أو دفاع جوي، وغيرهم، نقاتل ببسالة وقوة وعزيمة وإصرار على النصر وهزيمة العدو الصهيوني، وتحرير جميع الأراضي المصرية من أيدي الإسرائيليين، فلم نكن نهاب الموت أبدا بل كنا جميعا نقبل عليه بروح عالية، وهذا الأمر الذي جعل العدو الإسرائيلي يعيد حساباته مرة اخرج، لأنه وجد بالفعل رجال وأسود الجيش المصري على الأرض لا يهابون الموت في سبيل أوطانهم.

كيف كان يتصدى سلاح الدفاع الجوي للعدو؟ 

بالفعل كنا في كتيبة سلاح الجو المصري نتصدي لطائرات العدو، بمساعدة أجهزة " c dt s " ونجحنا في إسقاط أعداد كبيرة منها، وذلك من خلال إطلاق الصواريخ عليها وتدميرها قبل أن تحقق أهدفها داخل أراضينا، كما نجحنا في شل حركة الطائرات الإسرائيلية لحماية القوات البرية المصرية، من هجوم هذه الطائرات التي كانت محملة بأطنان من المتفجرات والذخيرة لاستهداف القوات المصرية، لتحويل مسار المعركة، ولكن بفضل الله أولا ثم بفضل القيادة السياسية الرشيدة وقتها المتمثلة في الرئيس محمد أنور السادات، " بطل الحرب والسلام "، وجميع أفراد الجيش المصري العظيم تمكنا من النصر.

ماهي أجهزة " c dt s "؟

كنت أنا أعمل على جهاز الـ " c dt s " روسي الصنع وهذا الجهاز كانت كل مهمته إلغاء الأهداف الثابتة التي كانت تقوم الطائرات الإسرائيلية بإلقائها على قواعد سلاح الجو، حيث كانت طائرات العدو تلقي اللواح من الساج أو كتل حديدية كبيرة، وذلك لنقون بإطلاق الصواريخ على هذه اللواح والكتل في اعتقادنا أنها طائرات، ولكن هذا الجهاز كان يقوم بإلغاء الأهداف الثابتة ويتتبع فقط الأهداف المتحركة مثل الطائرات، فلا نطلق أي صواريخ إلى على الأهداف المتحركة فقط.

ما الغرض من قيام الطائرات الإسرائيلية بإلقاء أهداف ثابته عليكم؟

الغرض الحقيقي من قيام طائرات العدو الإسرائيلي بإلقاء هذه الأهداف الثابتة، هو أن نقوم بإطلاق الصواريخ على هذه الأهداف على أنها طائرات، وبهذا نفقد أعدادا كبيرة من هذه الصواريخ، خصوصا وأنها بأسعار باهظة الثمن، فنتكبد خسائر فادحة من جانب، وتنفد الصواريخ الخاصة بنا من جانب أخر.

أين كانت تتمركز كتيبة سلاح الجو الخاصة بكم؟ 

  لم نتمركز في مكان واحد، ولكن كنا نتحرك حسب الحاجة في أي وقت يتطلب ذلك،  وأثناء الحرب تحركنا إلى "  في طريق السويس " وتمركزنا به لمدة يومين، ثم تحركنا إلى مكان يسمي " الصالحية " وتمركزنا أيضا بها يومين فقط، ثم توجهنا إلى اللواء 95 في الكتيبة 713 دفاع جوي، كل هذه التنقلات والتمركزات كانت أثناء الحرب الذي أمدت لعدة أيام، وأثناء تواجدنا في كل هذه التمركزات المختلفة كنا نقوم أيضاً بمهمتنا في إطلاق الصواريخ على الطائرات الإسرائيلية وأسقاطها، وبفضل الله انتصرنا على السلاح الجوي الإسرائيلي وأسقطنا العديد من طائرات العدو، وقمنا بحماية الأهداف المصرية والقوات البرية.

ماذا كان يعني لكم التقدم على الأرض وانسحاب العدو؟

التقدم على الأرض وتحطيم خط برليف المنيع وتكبد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة في كل شيء سواء كانت في المعدات، أو في الجنود، أو حتى الهزيمة النفسية التي لحقت بهم أثناء الحرب، كان ذلك يعطينا حافزا كبيرا وثقة بالنفس أكثر وأكثر، حيث كان الجيش الإسرائيلي يطلق على نفسه " الجيش الذي لا يقهر " ولكن الجيش المصري بفضل الله، قهر وهزم الجيش الإسرائيلي الذي أدعي أنه لا يقهر، ورد كرامة العرب، وأثبت للجميع أن لمصر والمصرين " درع وسيف " يسمي بالجيش المصري البطل.

كيف استقبلكم الشعب بعد عودتكم من جبهات القتال؟ 

دائما الشعب المصري يقف في ظهر القوات المسلحة والتاريخ خير شاهد على ذلك، وهذا هو الرباط الذي قال عنه النبي محمد صلي الله عليه وسلم، فأتذكر أن الشعب المصري العظيم استقبلنا استقبالا حافلا حيث كان يقف المواطنون في الشوارع والميادين وفي شرفات المنازل، الجميع كان يهتف " تحيا مصر " و" الله أكبر " و" تعيش الأبطال " وأيضا حينما كنا نستقل المواصلات العامة بعد الحصول على إجازة، لزيارة أسرنا في البيوت، كان المواطنون من فرحتهم الكبيرة بالنصر، يقومون من على كراسي الأتوبيسات ويقسمون علينا بأغلظ الأيمان أن نجلس في أماكنهم، وحينما كنا نسألهم عن ذلك كانوا يقولون لنا أنتم أبطال الجيش المصري.  

 

تم نسخ الرابط