الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"بلدوزر المشاة" يروي ذكريات النصر: المصري لا يفرط في أرضه أبدًا

اللواء حاتم عبداللطيف
اللواء حاتم عبداللطيف

47 عامًا مرت على حرب أكتوبر، الانتصار العظيم الذي مازال يُحكى بكل فخر، وبأحرف من نور سطر أبطال الملحمة أسماءهم في التاريخ، وقدموا بطولة فدائية لقنوا خلالها العدو درسًا في الوطنية، وأثبوا أن الجندي المصري لا يترك ثأره أبدًا. 

 

من بين هؤلاء الأبطال اللواء حاتم عبداللطيف، ابن مدينة المنصورة، بلدوزر المشاة وأحد قادة معركة المزرعة الصينية، والذي التحق بالجيش المصري عام 1970 بعد تخرجه في كلية الحربية، والتقته "بوابة روزاليوسف" احتفالًا بالذكرى 47 لحرب أكتوبر المجيدة.

 

كان عبداللطيف قائدًا للمجموعة الرابعة اقتحام قوات مشاه، والتي ضمت 54 مقاتلًا، ومهمتها عبور النقاط القوية بمنطقة الدفرسوار والوصول لرأس الكوبري، ونجحت في تنفيذ المهمة وفاجأت العدو الإسرائيلي، ودارت مواجهات بين الجيشين انتهت بهزيمة ساحقة للعدو.

 

يروي بلدوزر المشاه ذكريات المعركة، ويقول إنه في 7 أكتوبر نجحت المجموعة في صد هجوم طيارتي فانتوم باستخدام الرشاشات، وفي 8 أكتوبر تراجعت للخلف استعدادًا لمهاجمة نقط الدفرسوار.

 

 

ويضيف أن القوات لم تنجح في اقتحام النقط في أول ليلة، وانتظرت حتى وصول الإمدادات ودعم الجنود فجرًا، واقتحموا الهدف ونحجوا في عبور النقاط القوية الشمالية والجنوبية، وأسر 43 من جيش العدو.

 

ويوضح أنه بعد ذلك انضم الجنود لمجموعة المقدم أركان حرب حسين طنطاوي، لسد الثغرة بينه وبين لواء الشمال، واشتركوا معه في معركة المزرعة الصينية، واستمرت الحرب حتى وقف إطلاق النيران في 22 أكتوبر في السابعة إلا الربع مساءً.

 

ويشير إلى أنه حينما انضم لمجموعة المقدم حسين طنطاوي كان برتبة مقدم، وقائدًا للكتيبة 16 مشاة، ورافقه زميله مجدي طه سرور، بقيادة النقيب محمد نصر عطية ابن مدينة المنصورة، وتمكنوا من احتلال منطقة الشمال وصد أي عدو يتسلل من هذا المكان.

 

 

 

وفي ليلة 14 أكتوبر، استشعر البلدوزر تحركات غير طبيعية أعلى جبل حبيطة، والذي كان يبعد عن نقطة تمركز القوات حوالي 7 كيلو ناحية الشرق، وباستطلاع الأمر تبين وجود طائرة هليكوبتر أعلى الجبل، واعتقد أنها مجموعة مكلفة بمهمة، وأخطر قائده المقدم طنطاوي، والذي طالبه باستمرار مراقبتها.

 

ويتابع: "قبل الفجر بدأت تحركات غريبة للكلأ، وهو عشب الصحراء الكبير، فناديت على صف ضابط نبيل فهمي ميلاد لمراقبته عبر جهاز الرؤية، فأخبرني أن هناك تحركًا غير طبيعي، فقلت له أول ما أفتح النار كل الأسلحة تفتح".

 

ويستكمل قائد كتيبة المشاه، أنه خلال ثوانٍ قليلة انقلب الوضع وبادر بإطلاق وابل من النيران في اتجاه التحركات المجهولة، دون أن يعلم مصدرها، وفي صباح اليوم التالي، شاهد طائرة إسرائلية تلملم الجثث، موضحًا أن قائد المظل اليهودي ذكر في مذكراته أن تلك المواجهة أسفرت عن 200 قتيل وإصابة ضعفهم.

 

وعن الأهمية الاستراتيجية لمنطفة المزرعة الصينية، يوضح اللواء حاتم عبداللطيف، أنه في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تم استصلاح المنطقة وإنشاء مناطق إسكان للمهندسين والفلاحين، وعقب هزيمة 67 دخلها الإسرائيليون وأطلقوا عليها "المزرعة الصينية".

 

 

ويضيف أنه يحدها من اليمين الجيش الثاني الميدان والبحيرات المرة الصغرى والكبري، ثم الجيش الثالث، وكان العدو يرغب في دخولها لمحاصرة الجيش الثاني، لكنهم فشلوا بعدما قابلتهم قوات الصاعقة والمظلات، وأحدثت بهم خسائر فادحة وأغرقت دباباتهم، ما دفعهم لتغيير اتجاهم للجنوب والمرور من أبو سلطان وفايد وصولًا لشمال السويس، رغبة في محاصرة الجيش الثالث، وفشلوا أيضًا.

 

ويتذكر البلدوز مواقف الحرب، ومنها رغبة أحد المواطنين في الانضمام للجنود أثناء عبورهم إحدى العزب قبل الدفرسوار، وأقنعه باستحالة وجوده معهم وضرورة العودة لمكانه، وأيضًا أول إجازة حصل عليها بعد النصر، والحفاوة التي استقبله بها الشعب المصري.

 

 

كما يروي أن أحد أهم أسباب النصر، هي الحماسة التي أشعلها الجنود بينهم، خاصة المجند "حسان" والذي كان يردد دائمًا أغاني كوكب الشرق أم كلثوم، حتى في أوقات الاشتباكات، فكانت عقيدتهم هي إما النصر أو الشهادة.

 

وعن سبب تلقيبه بـ "البلدوزر"، يوضح أنه بسبب قوته البدنية، ووجوده دائمًا في الصفوف الأولى في كافة العمليات، مؤكدًا أن جميع المشاركين في حرب أكتوبر أبطال، منهم العسكري السيد أبو القمصان، والذي حمل 150 كيلو معدات ونجح في عبور الساتر الترابي بارتفاع 22 مترًا.

 
 

 

ويتابع قائد المشاه في حرب أكتوبر، أن ما يحدث ف سيناء الآن هو حرب بمفهومها الكامل، لكنها تختلف عما حدث في 73، فالعدو كان معلومًا بكافة تحركاته وتشكيلاته، لكن حاليًا الجيش يحارب عدو ًامجهولًا يحركه أجهزة مخابراتية، مؤكدًا أن القضاء عليه أمرًا سهلًا لولا اختبائه وسط المدنيين.

تم نسخ الرابط