إبراهيم الرفاعى.. رأس النمر
مسيرة وطنية غنية بالتضحية والفداء.. “مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”..
هكذا دأب أبناء القوات المسلحة المصرية، مصنع الرجال وفخر الوطن وعزته وصون عرضه وشرفه.
عندما تُذكَر أسماؤهم تقشعر الأبدانُ لها هيبةً واحترامًا وفخرًا لما قدّموه من تضحية وفداء من أجل عزة وكرامة الوطن.
إنهم رجال قواتنا المسلحة البواسل؛ حيث يتواصل عطاؤهم.. رجال، جيلًا بعد جيل على مر العصور والأزمان، "وما بدّلوا تبديلًا".
ما بين 19 أكتوبر 1973، و7 يوليو 2016، حكاية بطولة مصرية بطلاها شهيدان من رجال الصاعقة المصرية، تكشف حكايتهما تضحيتهما من أجل سيناء؛ حيث استشهد الأولُ فى حرب تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى، بينما استشهد الثانى فى حرب تطهير سيناء من الإرهاب..
أتت حربُ اليمن لتزيد خبرات ومهارات الشهيد إبراهيم الرفاعى أضعافًا.. الرفاعى تخرج فى الكلية الحربية عام 54 وانضم إلى سلاح المشاه ثم تولى خلالها منصبَ قائد كتيبة صاعقة بفضل مجهوده والدور الكبير الذي قام به خلال المعارك.
فى حرب الاستنزاف شكّل البطل مجموعة من خيرة مقاتلى رجال الصاعقة المصرية أطلق عليها "المجموعة 39 قتال"، ويوم 25 يوليو 1969 واختار الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى شعار "رأس النمر" كرمز للمجموعة، وهو الشعار نفسه الذي اتخذه الشهيد أحمد عبدالعزيز خلال معارك 1948.
وأصبح الهدف الأسمَى لمجموعة الرفاعى تكبيد العدو خسائر فادحة كل يوم.
فى حوار لـ "بوابة روزاليوسف" مع الزميل محمد هاشم، كشف البطل اللواء محيى نوح- الساعد الأيمن للشهيد إبراهيم الرفاعى- تفاصيل واحدة من بطولات المجموعة 39 بقيادة الشهيد، وهى عملية الثأر لمقتل الفريق الشهيد عبدالمنعم رياض، ويطلق عليها "عملية لسان التمساح"، أو "عملية المَعَدّيّة رقم 6" نسبة إلى المكان الذي وقعت فيه، ففى يوم 9 مارس 1969. بعد اندلاع حرب 6 أكتوبر1973 وحدوث ثغرة الدفرسوار استدعى "الرفاعى" فى غرفة عمليات الحرب أمامَ الرئيس السادات والمشير أحمد إسماعيل، وشرحا له فى عُجالة الموقفَ فى الثغرة وطلبا منه إعداد خطة لتدمير المَعبر الصهيونى، وعندما تحرّك القائد الشهيد على رأس رجاله من أبطال المجموعة 39 قتال، إلى منطقة الجيش الثانى الميدانى، وتوجّه إلى مركز قيادة الجيش وهناك علم باستحالة نسف المَعبر عن طريق الضفادع البشرية، حتى أصدر الفريق سعد الشاذلى- رئيس أركان الجيش لمنع تقدُّم قوات العدو لاحتلال الإسماعيلية.
وتقدَّم "الرفاعى" ورجاله واكتشف عناصر الاستطلاع، مجموعة من دبابات العدو، فتقدم فى اتجاه موقع الصواريخ المضادة، وعلى الفور أعاد الرفاعى توزيع قواته؛ لتتمركز فى أماكنها، وتم الاشتباك مع قوات العدو، وتم تدمير دبابتين، وراح الرفاعى ورجاله يقاتلون بشراسة وهم يسمعون قرآن أذان الجمعة، فى يوم 19 أكتوبر، الموافق 23 رمضان، ومع بداية الأذان سقط البطل إبراهيم الرفاعى، شهيدًا، وصعدت روحه الطاهرة إلى بارئها؛ ليحصل على أمنيته الشهادة فى سبيل الوطن.. وهكذا توّج البطل العظيم مشوارَه مع البطولات والعطاء، ببطولته.
نقلًا عن الكتاب الذهبي
اقرأ أيضًا



