الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

قتلى وأسرى إسرائيل كما رصدتها لجنة التحقيق الإسرائيلية في هزيمتها

لجنة التحقيق الإسرائيلية
لجنة التحقيق الإسرائيلية في هزيمتها

محاولًا التغطية على قضايا الفساد التي ارتكبها، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تصريحات خائبة ينكر خلالها هزيمة إسرائيل في حرب أكتوبر 1973.

 

قادة إسرائيل في حرب أكتوبر

 

 

كما دخل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في سجال مع المصريين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، يحاول أيضًا إنكار الاعتراف بهزيمة بلاده.

 

 وهنا نشير إلى 3 حقائق تؤكد هزيمة إسرائيل، هزيمة مروعة، أولى هذه الحقائق استرداد مصر، سيناء بالحرب والسلام.

 

ثانيها مذكرات قادة إسرائيل الذين خاضوا الحرب والتي يعترفون خلالها بالهزيمة، وأبرزهم وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشى ديان.

 

ثالث هذه الحقائق، تشكيل لجنة اجرانات للتحقيق في أسباب هزيمة إسرائيل في حرب أكتوبر 1973  وأصدرت هذه اللجنة تقريرها الأول في إبريل 1974 في حوالي 40 صفحة وتم إتاحتها للرأي العام وفى يوليو 1974 أصدرت اللجنة تقريرها الثاني وعكس تقريرها الأول فإنه لم يتح للرأي العام أو النشر وكان 423 صفحة وسمحت اللجنة بنشر 6 صفحات منه فقط ثم أصدرت تقريرها النهائي الثالث في 1511 صفحة في يناير 1975 ولم يتم إتاحته للنشر. 

لجنة التحقيق اجرانات

 

 

وفى عام 1993 طلبت صحيفة معاريف من المحكمة العليا إتاحة الموضوعات التي تهم الرأي العام من التقرير النهائي للنشر بمناسبة مرور 20 عامًا على الحرب وبعد موافقة المحكمة العليا وعدم اعتراض رئيس الوزراء إسحاق رابين ورئيس الأركان إيهود باراك وقتها على النشر، ولم يتم إتاحة التقرير إلا في عام 1995 بعد جذف 48 صفحة تخص المخابرات للباحثين تحت إشراف الجيش الإسرائيلي ومؤسسة محفوظات الجيش الإسرائيلي وبالتالي فإن إتاحة التقرير للرأي العام لم تتم بعد.

 

وفى عام 2006 أعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع نشر موضوعات أكثر تفصيلا من تقرير اللجنة النهائي وصدرت النسخة عام 2007 أكثر تفصيلا عن عمل المخابرات الإسرائيلية ليلة الحرب ولم يتم إتاحة ذلك إلا للباحثين تحت إشراف وزارة الدفاع الإسرائيلي.

 

 وفى عام 2005 صدر تعديل لقانون نشر التقرير النهائي بأن يكون من حق رئيس الوزراء "وليس الحكومة قبل التعديل" تشكيل لجنة خاصة لنشر البرتوكولات "يطلق عليها الدقائق" التي يتضمنها التقرير طبقا لموافقة اللجنة نفسها التي قررت أن يتم النشر بعد 30 عاما أي عام 2005 ولم يحدث ذلك إلا بعد موافقة الكنيست "البرلمان الإسرائيلي" على تعديل القانون ولم يتم نشر تلك البرتوكولات إلا عام 2012 و2013 عندما تم نشر عدد من المحادثات "البرتوكولات أو الدقائق" لرئيسة الوزراء جولدا مائير وعشرات الضباط على موقع مؤسسة محفوظات الجيش الإسرائيلي وأصبحت عناوين في كافة الصحف والقنوات التلفزيونية ولا زالت الانتقادات بشأن عدم إتاحة الوصول الكامل للوثائق التاريخية للرأي العام بعد.

 

كانت إسرائيل حسب وصف تقرير لجنة شيمون اجرانات، قد تعرضت في الساعة الثانية ظهرا يوم 6أكتوبر 1973، عندما انطلقت صفارات الإنذار لأكثر زلزل في تاريخها منذ الاستقلال بهجوم مفاجئ لكل من مصر وسوريا مخطط ومنفذ بشكل جيد. 

 

وخلال 3 أسابيع مات أكثر من 2500 جندي إسرائيلي وجرح أكثر من 3000 وتقريبا 300 بالأسر وواجهت إسرائيل أول هزيمة وذهبت نشوة النصر لحرب 1967 مجددة مخاوف هولوكوست آخر.

 

وبعد يومين من يوم 6أكتوبر1973، ضللت الحكومة الإسرائيلية نفسها وشعبها بتوقع أن معجزة حرب 1967 ستعيد نفسها، وأن العرب سيدفعون ثمن وقاحتهم. فقط في ليلة الثامن من أكتوبر كان هناك بعض الحقيقة التي تكشفت بحرص فالجيش يعاني خسائر ضخمة على كلا الجبهتين.    ولم يتوقف تأثير المعركة على جبهات القتال وأنما وصلت إلى انهيار المجتمع الإسرائيلي من الشعور بالقوة والفخر منذ تأسيس الدولة وحتى انهيار أسطورة الجيش الذي لا يقهر    ففي يوم 18 نوفمبر 1973 أصيب ديفيد بن جورين أول رئيس وزراء لإسرائيل بنزيف حاد في المخ. هكذا كانت حرب يوم أكتوبر سببا في نهاية عصر وخاتمة لفصل في التاريخ الصهيوني.

 

 وخلصت لجنة التحقيق الإسرائيلية أيضًا إلى التوصية بفصل رئيس الأركان وجنرالين للفرق وعدد من الضباط الصغار. فقد لاحظت اللجنة أن القيادة العسكرية لديها كل المعلومات الضرورية لتوقع الهجوم ولكن فشل الجنرالات في قراءة ما هو واضح بسبب "المفهوم" السائد والذي يفترض أن مصر لن تدخل الحرب طالما أن القوة الجوية المصرية اقل من القوة الجوية الإسرائيلية، وأن البلاد العربية لن يدخلوا الحرب بدون مصر، وان توسيع الحدود الإسرائيلية سيعطى الفرصة للجيش النظامي لصد أي هجوم بكفاءة لحين وصول قوات الاحتياط. أيضا الإيمان بقدرة المخابرات الإسرائيلية بتحذير رئيس الإركان بوقت كافي.       وانهي التحقيق في أسباب هزيمة إسرائيل في حرب 6أكتوبر 1973، أسطورة ديان وجنرالاته، أصحاب الانتصارات لإسرائيل منذ الاستقلال وحتى 1967، وأصبحوا أشخاصا عاديين. حتى أن كلمة "بطل" ممكن أن تطلق بالخطأ على شخص ضعيف وخائف وقصير النظر. 

تم نسخ الرابط