متحف المركبات الملكية.. مسيرة وطن في 157 عامًا
تولى الدولة المصرية اهتمامًا خاصًا بآثارها ومتاحفها، باعتبارها الشاهد الأمين على عراقتها وأصالتها، إذ إنها دولة عريقة قائمة على الحضارة والتاريخ، ومن هذا المنطلق قامت وزارة السياحة والآثار بتطوير متحف المركبات الملكية بمنطقة بولاق أبو العلا بالقاهرة، لأهميته التاريخية الكبيرة، حيث يعد من أندر المتاحف، فهو الرابع من نوعه عالميًا بعد متاحف روسيا وإنجلترا والنمسا، وافتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم السبت، ضمن مجموعة من المشروعات المهمة.
وتكلف ترميم هذا المتحف حوالي 63 مليون جنيه، نظرًا لأهميته في ضم جميع المركبات الملكية الموجودة بالمتحف تحكى كل منها حكاية مرتبطة بجزء من تاريخ مصر.

وكانت أعمال التطوير ترميم المتحف، قد بدأت عام 2001، ثم توقفت تماما منذ عام ٢٠١١ على خلفية أحداث ٢٥ يناير، حتى استأنفت الأعمال فعليًا في عام 2017 بتكلفة وصلت إلى 63 مليون جنيه، وقد استغرقت أعمال التطوير وقت وجهد طويل.
كان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد حذر اليوم من الثمن الباهظ الذي يدفع في حالة عدم الاستقرار.
ويضم المتحف، قطعًا أثرية نادرة ومميزة، توضح وسائل التنقل المختلفة التي كان يستخدمها ملوك وحكام هذه الفترة، بالإضافة إلى العربات التي كانت تستخدم في العديد من المناسبات الرسمية.

كما شملت أعمال تطوير المتحف، إعادة تأهيل المبنى وتدعيمه إنشائيًا وترميم الواجهات والانتهاء من التشطيبات المعمارية، وتجهيز قاعات العرض الخاصة به، وتزويده بأحدث نظم الإضاءة، بالإضافة إلى معمل للترميم مجهز بأحدث الأجهزة العلمية المستخدمة، كما تم تزويد المتحف بقاعة للعرض المرئي لعرض أفلام وثائقية عن المركبات الملكية في ذلك الوقت، كما تم تزويده بأحدث معدات الإطفاء ضد الحريق والتأمين والإنذار ضد السرقة، قاعات عرض حديثة.

كما تم وضع سيناريو عرض جديد يهدف إلى إلقاء الضوء على جميع القطع الأثرية الفريدة، من خلال ٥ قاعات للعرض يضمها المتحف؛ وهي قاعة الأنتيكخانة والتي ستعرض العربات والمركبات المهداة إلى الأسرة العلوية، خلال المناسبات المختلفة.

وتسعى وزارة السياحة والآثار إلى أن يكون هذا المتحف عنصر جذب سياحيًا للسائحين وللمصريين أيضا، حيث إن الآثار في أي دولة بالعالم لم تكن قاصرة أبدًا على السياحة فقط، فهي حق للمصريين للتعرف على تاريخ أجدادهم والفخر به، وفرصة للسائح للتمتع بالتاريخ المتنوع الذي تتمتع به مصر.

ويعود تاريخ إنشاء متحف المركبات الملكية إلى الحقبة التاريخية "١٨٦٣-١٨٧٩" في عهد الخديو إسماعيل، وسُمي حينها بمصلحة الركائب الخديوية، ثم تغير اسمه إلى مصلحة الركائب السلطانية في عام ١٩١٤، ثم مصلحة الركائب الملكية في عام ١٩٢٤، وتمت إضافة بعض التعديلات إلى المتحف في عهد الملك فؤاد، ثم تغير اسمه إلى متحف الركائب الملكية في عام 1978، وأخيرًا المركبات الملكية.

وتتضمن قاعات المتحف، مجموعة من العربات الملكية من طرز مختلفة، وقد استخدمت هذه العربات عند استقبال الملك والسفراء والنبلاء، وأهم هذه العربات الآلاي الكبرى.
كما تم وضع عدد من القطع الأثرية داخل الفتارين، لإثراء سيناريو العرض المتحفي به، منها النياشين الخاصة بالخديو إسماعيل ونيشان الزراعة، التي تم صناعتها من الذهب والفضة والمينا الملونة، وميدالية لاتحاد الفروسية المصري المصنوع من الذهب.

ويحتوي المتحف على قاعة استقبال، وبها شاشة عرض سينمائي، ويتم عرض فيلم وثائقي عن الفترة الزمنية للأسرة العلوية، وقاعة الجمالون "الموكب، وتمثل الشارع في العصور الملكية، كما تعرض أندر أنواع المركبات وهي عربة الآلاي والنصف آلاي.

ويضم المتحف، قاعة المناسبات الملكية التي تحتوي على مجموعة من العربات، التي كان يستخدمها أفراد الأسرة العلوية خلال المناسبات الرسمية المختلفة، بالإضافة إلى لوحات زيتية عبارة عن بورتريهات لملوك وملكات وأميرات وأمراء الأسرة العلوية.
بينما تحتوي قاعة الحصان علي مجموعة من الفتارين لعرض الملابس الخاصة بالعاملين على العربات الملكية، استقبال الجمهور وفتح المتحف أبوابه لاستقبال الجمهور بمختلف أنواعه، وأولى اهتمامًا خاصًا لذوي الاحتياجات الخاصة للاستمتاع بمقتنياته.

وأوضح أحمد ناجي، مدير الإدارة العامة للتربية المتحفية لذوي الاحتياجات الخاصة بقطاع المتاحف، أنه تم الانتهاء من كتابة البطاقات الشارحة لجميع القطع الأثرية باستخدام طريقة "برايل" لذوي الإعاقة البصرية ووضع خريطة شارحة لقاعات المتحف عند المدخل، كما تم الانتهاء من تحديد ووضع الممرات الممهدة والمنحدرات لسهولة الصعود والهبوط، بما يسهل حركة الكراسي المتحركة لذوي الإعاقة الحركية، وسوف يتم وضع لوحات إرشادية بجميع القاعات باستخدام لغة الإشارة لذوي الإعاقة السمعية.
وتبلغ سعر تذكرة دخول المتحف 20 جنيهًا للمصريين و5 جنيهات للطلاب، 100 جنيه للأجانب، و50 جنيهًا للطلاب الأجانب، ويبلغ سعر استخدام الكاميرا الفوتوغرافية 50 جنيهًا، مسموح باستخدام كاميرات الهاتف المحمول خلال الزيارة بالمجان.




