السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

عندما تحاول النظر لتأهل الزمالك إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا من زاوية مختلفة، فلا بد أن تكون تلك الزاوية مرتبطة بالغريم التقليدي النادي الأهلي، خصوصا أنه سبق وحجز بطاقة التأهل الأولى بأيام، في محاولة جديدة لاقتناص اللقب التاسع له قاريا عبر تاريخيه، ومن ثم التأهل للمشاركة في كأس العالم للأندية، تلك الخطوة التي تأخرت في السنوات السبع الأخيرة على غير العادة، فكان آخر تتويج في العام 2013، وسبقه ألقاب أعوام: 1982- 1987- 2001- 2005- 2006- 2008– 2012، وكانت آخر محاولات الأهلي في مناسبتين الأولى بنهائي 2017، وخسر أمام الوداد البيضاوي بنتيجة (2-1) بمجموع المباراتين ذهابا وإيابا، والثانية بنهائي 2018، وخسر أمام الترجي التونسي بنتيجة (4-3) بمجموع المباراتين ذهابا وإيابا.

 

عندما تسترجع مشوار الأهلي الإفريقي في السنوات الأخيرة، ستجده مشرف للغاية حتى في هزائمه وخسائره للقب، فلم يستسلم «المارد الأحمر» قط، وقدم مستويات وأداء راقيًا لا يزال عالقًا في الأذهان حتى الآن، دون أن يفقد الأمل في المعاودة والمحاولة موسمًا بعد الآخر، حتى جاء الموسم الحالي الاستثنائي بسبب جائحة «كورونا»، الذي تسبب في عراقيل كثيرة، من بينها سلسلة لا محدودة من التأجيلات والتوقفات، فضلا على تغيير شكل وأنظمة المسابقات، وكان أبرزها إقامة نهائي دوري الأبطال و«الكونفدرالية» من مباراة واحدة، كل هذا وذاك والأهلي يخطط لحلمه الغائب.

 

تراجعت الأندية المنافسة للأهلي، عما اعتدناها، وظهرت بشكل مختلف في الموسم الاستثنائي، إما بسبب الجائحة أو عمليات الإحلال والتجديد، فلم يكن هذا هو الترجي أو الوداد أو الرجاء، على سبيل المثال لا الحصر، وظهرت هذه الفرق بلا أنياب، خصوصًا مع غياب الجماهير في المدرجات، تلك النقطة الفاصلة والجوهرية التي فسرت لنا سر انتصارات أندية ومنتخبات شمال إفريقيا باستمرار، لكن تأهل الأهلي والزمالك جاء وسط غياب المتعة، وكادت أن تتلاشى، وهي نقطة لا يسأل عنها القطبان، فلم يعد الأهلي قريبًا من البطولة الإفريقية المفضلة إليه بالشكل الدرامي الممتع الذي اعتدنا عليه، حتى لو كان سينتهي بخسارته اللقب، كما حدث في مباراة النهائي الشهير أمام الترجي بإياب نصف النهائي في نسخة 2010 على استاد «رادس»، والعالقة في أذهان الأهلاوية بمباراة «إينرامو» الذي سجل هدفًا واضحًا بيده.

 

أمام كل هذه المؤشرات، وبعد هذه الصولات والجولات، لم يكن يليق بالأهلي أن يحصد لقبًا بشكل هزيل، إذا ما جاء أمام تلك النوعية من الأندية المتراجعة في المستوى بحجم الوداد والترجي والرجاء، ولا لوم عليه في ذلك إطلاقًا، حال تحقق الأمر على أرض الواقع، فهو يؤدي دوره، لكن تبقى المتعة والإثارة التي اعتدنا عليها في السنوات الأخيرة مفقودة تمامًا، ولن يكون غريبًا أن يخرج علينا أحد ليصف فوز الأهلي باللقب جاء على حساب أندية ضعيفة، لما يصادف هذا الكلام بشيء من الحقيقة، خصوصا إذا ما قيست قوة وقيمة ووزن الأهلي في السنوات العشرين الأخيرة في البطولة الإفريقية.

 

على النقيض تمامًا هنا، إذا ما تخطى الزمالك، وفاز باللقب الإفريقي على حساب نفس تلك النوعية من الأندية سواء الترجي أو الوداد أو الرجاء بعد ضعفها، فالزمالك جاء من بعيد، ويبحث عن اللقب السادس، وكان آخر تتويج له في 2002، وآخر محاولة ذات قيمة له في نسخة 2016، عندما خسر اللقب أمام فريق صن داونز الجنوب إفريقي بالخسارة بنتيجة (3-1) بمجموع المباراتين ذهابا وإيابا، وأي فوز باللقب سيكون دفعة وإعادة له من جديد إلى الخريطة القارية، وبالتأكيد نقطة يحتاجها بشغف شديد، ولو جاءت على حساب أضعف فرق القارة.

 

المثير أن القدر كان رحيما بمحبي فنون كرة القدم، وأبى الموسم القاري أن يذهب دون متعة حقيقية، ووضع الزمالك أمام الأهلي في نهائي إفريقي هو الأول من نوعه عبر التاريخ، رغم مشوارهما الطويل، ليضفي الأمل في مشاهدة نهائي قوي وربما غير عادي، ومن ثم يكسب البطل قيمة ووزنًا، ففي حال فوز الأهلي سيكون اقتنص اللقب من غريم ليس بالسهل، خصوصا أنه اعتاد الفوز عليه في آخر مواجهتين بالسوبر المحلي ثم الدوري، ولو فاز الزمالك فستكون الفرحة مضاعفة بالتأكيد، ليدخل الزمالك القارة السمراء من أوسع أبوابها، لذا وجب شكر لاعبي الزمالك على جهدهم في إنقاذ نهائي المسابقة القارية، وتدخلهم في الوقت المناسب، لضرب موعد مع التاريخ، فلولا الزمالك ما تحققت المتعة والإثارة المنتظرة أمام الأهلي.

 

تم نسخ الرابط