

د. محمد فضل الله
مستقبل الرياضة المصرية بين عالمية الأفكار ومؤشرات الابتكار
صناعة المستقبل ليست بالأمر اليسير، فتصميم المستقبل الرياضي المصري بالصورة التي تتواكب مع التحديات العالمية وتتوافق مع التوجهات الدولية، يحتاج إلى عدد من المبادرات الاستراتيجية التي تحمل في طيات تطبيقها أفكارا تتصف بالعالمية، أفكارا تحقق الهيمنة الرياضية للدولة وتعزز صورتها الذهنية الجديدة والمستحدثة التي تتواكب مع توجهات فخامة الرئيس والدولة في كافة المجالات الحياتية الأخرى سواء 2050 أو 2063.
مبادرات تتوافق مع خطط التنمية المستدامة وتفرض عددا كبيرا من الفرص لملايين المتطوعين من الشباب، الذي يمثل 65% من قوام الشريحة السكانية للمجتمع المصري، فرص جديدة للشباب من المتطوعين تعزز أحد اهم معايير استراتيجية الدبلوماسية الرياضية التي يجب أن تنتهجها إدارة الرياضة المصرية.
فأفكار المبادرات الناجحة في المجال الرياضي المصري التي تستهدف تغيير الصورة الذهنية للعالم نحو الرياضة المصرية، وتعزز الناتج المحلي من الرياضة بما يمثل عاملا قويا في دعم الاقتصاد القومي للدولة، يجب أن تتحرك وتنتقل من نطاق المحلية إلى نطاق معايير ومحددات تصميم الأفكار بصورة عالمية، فالرياضة هي في الأساس ممارسة إنسانية تتخطى الحدود الوطنية وتخضع لمعايير وقواعد دولية وترتبط نظم إدارتها وفلسفة بتصميم الهياكل التنظيمية لمؤسساتها ومعايير صياغة أنظمتها الأساسية لتبعية منظمات دولية، الأمر الذي يثبت معه يقينا ضرورة أن تتصف الأفكار التي تستهدف تحقيق تنميتنها وتطويرها بالصبغة العالمية.
تلك الأفكار ليست فقط يجب أن تتصف بالعالمية من خلال الشراكات المختلفة التي يجب إبرامها مع كافة المنظمات الرياضية الدولية، بل يجب أن يتم تصميمها وفقا لمؤشرات الابتكار والتي تم الاتفاق عليها عالميا، فالابتكار في الرياضة المصرية وفقا لمؤشرات الابتكار العالمية يستطيع أن يساهم في الاتي:
1- زيادة الناتج المحلى من الرياضة ما يعمل على تعزيز الاقتصاد القومي للدولة.
2- تعزيز القدرات التنافسية العالمية للرياضة المصرية بصفة خاصة والتنافسية العالمية للدولة بصفة عامة.
3- تعزيز مفهوم الابتكار في عقول الشباب بصفة خاصة والمجتمع المصري بصفة عامة وانتقاله من فلسفة الاجتهادات الفردية إلى مرحلة الأنظمة المؤسسية.
ومؤشرات الابتكار العالمية في أي من المجالات، خاصة ما يجب ان تنتهجه الرياضة المصرية هي مؤشرات يجب ان تقيس الاتي:
1- الابتكار في وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية المصرية وكافة المؤسسات الرياضية المصرية من خلال عدد من المدخلات والمخرجات الابتكارية الدقيقة والمحددة.
2- مدخلات الابتكار في المؤسسات الرياضية المصرية المختلفة سواء كانت الحكومية أو الأهلية والتي تتمثل في المعايير الاتية:
- رأس المال البشرى والوظائف التابعة للهياكل التنظيمية لتلك المؤسسات.
- البنية التحتية والتكنولوجية والمنشآت الرياضية.
- تطور الأسواق الرياضية في الدولة.
- تطور النظم الذكية والمنصات الرقمية
- قدرة الحلول والمبادرات على تصميم مستقبل يواكب التحديات العالمية الرياضية
- تطور الأعمال التجارية في المجال الرياضي المصري بما يحقق التنافسية العالمية
فتطبيق مؤشرات الابتكار في إدارة الرياضة المصرية من المؤكد انه سوف يعمل على زيادة النسب المئوية من التدفقات النقدية، بصورة تحقق فائضا ماليا كبيرا يدعم الاقتصاد القومي للدولة، ويساعد على حل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية لعدد كبير من الرياضيين محدودي الدخل المادي، ويعزز تطوير الأنظمة والبنية الرياضية، ويزيد من القدرة الاقتصادية للدولة، على تبنى وتنظيم واستقبال أحداث رياضية عالمية باهظة التكلفة ولكنها ذات مردود اقتصادي قوى للدولة، وداعم قوي لفرص تحقيق القوة الناعمة العالمية من خلال الرياضة.