"العكلوك": نأمل من الإدارة الامريكية الجديدة التراجع عن قرارات " ترامب" للفلسطينيين
في ضوء العديد من التطورات السياسية التي شهدها العالم خلال الآونة الأخيرة، وعلى وجه الخصوص ما شهدته ولا تزال تشهده الولايات المتحدة الأمريكية في ضوء إدارة أمريكية جديدة برئاسة " جو بايدن "، عقب فوزه في الحصول على ثقة الشعب الأمريكي، على الصعيد الأخر نشهد استمرار المباحثات والمفاوضات من اجل تحقيق عملية السلام وإيجاد حل عادل وشامل للقضية المركزية " القضية الفلسطينية "، رغم التحديات الكثيرة لا تزال هناك أمال عدة تمثل هدفا رئيسيا يسعى من اجل تحقيقه كل فلسطيني من اجل إيجاد حل شامل وعادل للقضية المركزية " القضية الفلسطينية " باعتباره عامل رئيسي لاستقرار وامن المنطقة العربية.
ومنذ أيام اجتمع كبار المسؤولين من خلال الدورة الثالثة لمنتدى التعاون العربي الهندي في دورته، وقد بدا جليا التأييد التام من قبل جميع أعضاء جامعة الدول العربية الذي حظت به القضية الفلسطينية، إلى جانب الدعم الدائم للقضية أيضا من قبل جمهورية الهند، في الاطار ذاته يترقب الجميع خلال أيام قليلة نتائج جلسة مجلس الأمن المقرر انعقادها في 26 من الشهر الجاري لبحث الوضع في الشرق الأوسط وتحديدا القضية الفلسطينية وذلك برئاسة دولة تونس، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الجلسة ستشهد حضور المندوبة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية.
وحول ابرز ما ترتب على هذه التطورات في مسار القضية المركزية " القضية الفلسطينية "، وحول ابرز ما اسفر عنه منتدى التعاون العربي الهندي، وابرز ملامح الرؤية الفلسطينية لمرحلة جديدة " مرحلة النهاية والبداية " كما يصفونها الفلسطينيون عقب رحيل دونالد ترامب وفوز الرئيس المنتخب جو بايدن، حول التحديات والطموحات، وابرز القضايا المتوقع أثارتها من خلال سواء جلسة مجلس الأمن أو غيرها من الجلسات أو الاجتماعات أو المنتديات خلال المرحلة القادمة، في هذا السياق يقول السفير المناوب لمندوبية دولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية " مهند العكلوك " :" بالفعل هناك تطورات كثيرة شهدها العالم مؤخرا أثرت بشكل مباشر على مسار القضية الفلسطينية ومسار عملية السلام في الشرق الأوسط، والتي مما شك فيه من أهمها تغيير الإدارة الأمريكية وساكن البيت الأبيض بعد فشل ترامب في انتخابات نوفمبر 2020.
ونجاح الرئيس المنتخب جو بايدن، فقد أصبحنا في ضوء هذا المستجد نعتبر أن صفقة القرن التي طرحها ترامب في بداية العام 2020 قد رحلت معه إلى مكان مظلم من التاريخ، فكما نقول عن عام 2020 هو عام بداية ونهاية صفقة وصاحبها.
وتابع السفير الفلسطيني: نحن بصدد مرحلة جديدة، نامل خلالها من الإدارة الجديدة ان تعكس مجرى قرارات ترامب، فقد استمعنا في العديد من الإعلانات الصادرة عن الإدارة المنتخبة برئاسة جو بايدن انه يريد أن يعكس مجرى الكثير من قرارات ترامب السلبية سواء داخل أو خارج الولايات المتحدة الأمريكية، ومن جهتنا نؤكد للعالم والإدارة الأمريكية الجديدة بان ترامب الذي انهى حقبته بإشعال الاضطرابات في واشنطن والتي أدت إلى اقتحام الكونجرس هو ذاته الصديق للعدوان الإسرائيلي الذي تشهده فلسطين، وعليه يتوجب عكس مجرى جميع القرارات التي اتخذها ظلما وعدوانا ضد حقوق الشعب الفلسطيني، ومنها الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي ونقل السفارة الأمريكية وأغلاق القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية وأيضا إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن ومحاولة تجفيف موارد الأونروا واعتراف إدارته بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على الجولان، وغيرها من القرارات السلبية بحق القضية الفلسطينية.
ويواصل العكلوك حديثه: " لابد وان تعود الولايات المتحدة لتأخذ دورها ضمن آلية متعددة الأطراف، لتكن الرباعية أو الرباعية بلس الدولية حيث الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومن جهته يؤكد دائما فخامة الرئيس محمود عباس على رغبته في أن يكون هناك اطار متعدد الأطراف لرعاية أي عملية للسلام على أسس صحيحة، وان تعود الإدارة الأمريكية للاستناد اليها، وهي القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، مبدأ الأرض مقابل السلام وحل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، لاستئناف عملية السلام، التي تضمن حقوق شعبنا الغير قابلة للتصرف.
في السياق ذاته يؤكد الرئيس محمود عباس على دور جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية والمملكة العربية السعودية كجزء من أي تحرك دولي لحل القضية الفلسطينية وإطلاق مفاوضات جادة وعلى أسس صحيحة، في الوقت ذاته نحن ننظر بإيجابية كبيرة للدور الذي تقوم به الرباعية العربية الأوروبية التي تضم مصر والأردن وفرنسا وألمانيا، التي اجتمعت بالأمس القريب بالقاهرة، وندرك جيدا قيمة الجهود المبذولة من اجل تحريك عملية السلام على أسس صحيحة، ومن جانبها فقد أكدت القيادة الفلسطينية في أكثر من مناسبة أن دولة فلسطين على استعداد تام لاستئناف المفاوضات مع سلطة الاحتلال ولكن على الأسس والمرجعيات المعتمدة دوليا.
يضيف العكلوك:" يظل دور الرباعية العربية الأوروبية دور إيجابي وان لم يكن بديلا للرباعية الدولية ونحن إطلاقا لا ننظر اليه باعتباره بديلا ولكن ننظر اليه باعتباره الية اقليمية دولية تحظى باحترام في المجتمع الدولي لتحريك عملية السلام وفقا للأسس الصحيحة، وقد استمعنا للإعلان الصادر عن الاجتماع الثالث لهذه الصيغة الرباعية وما نأمله هو ترجمته حيث الالتزام بالمرجعيات الدولية لعملية السلام، وهو رفض الاستيطان الإسرائيلي كإجراء يقوض عملية السلام وحل الدولتين ويهدد أمن واستقرار المنطقة، كما نامل القيام بتحركات عملية ومن جهتنا ندعو كل جهة دولية تريد أن تساهم في تحقيق عملية السلام بجد وأتحدث تحديدا عن أوروبا وتحديدا فرنسا وألمانيا بصفتهما تقودان إلى جانب مصر والأردن حراك دولي داعم للقضية الفلسطينية أو على الأقل لعملية سلام على أسس صحيحة أن تعترفا بدولة فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتجسيد دولته المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس.
وفي ضوء المنتظر من جلسة مجلس الأمن يقول العكلوك:" حقيقة هذا ما نأمله سواء من الإدارة الأمريكية أو الحراك الدولي، نأمل أن تقوم المحكمة الجنائية الدولية بدورها بعد أن تأكدت المدعية العامة وأعلنت بان لديها قناعة بان جرائم حرب إسرائيلية ارتكبت في فلسطين، فنحن نترقب أن يشهد عام 2021 فتح تحقيق في جرائم الحرب والتي تتعارض مع جميع المعاني الإنسانية ومن بينها جرائم الاستيطان والجرائم التي تمارس بحق الأسرى بالسرعة اللازمة مع كل مسؤول بشأن هذه القضايا.
على الصعيد الأخر صرح السفير مهند العكلوك حول ابرز ما تضمنه اجتماع كبار المسؤولين لمنتدى التعاون العربي الهندي في دورته الثالثة الذي عقد مؤخرا عبر تقنية الفيديو كونفرانس :" من خلال اجتماع منتدى التعاون العربي الهندي ناقشنا خلال هذه الدورة التحذير من الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوميا في فلسطين من بينها الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي غير الشرعي ومن بينها الممارسات والسياسات الإسرائيلية وحملات التهويد التي تقوم بها قوات الاحتلال يوميا في القدس، على امل أن يقوم منتدى التعاون العربي الهندي بدوره بالضغط والتأثير في المجتمع الدول من اجل تنفيذ عقوبات على قوات الاحتلال الإسرائيلي.
الجدير بالذكر أن هناك مجموعة من القرارات التي تخص حقوق الشعب الفلسطيني تصل نحو 16 قرار تعرض جميعها على الجمعية العامة للأمم المتحدة سنويا، وهنا ينبغي التأكيد على ما نحظى به من تأييد واسع من قبل دول العالم لقرارتنا، مع الأخذ في الاعتبار الدعم الدائم من قبل جمهورية الهند للقضية الفلسطينية وهو ما تؤكده المواقف تاريخيا.
يذكر أن القضية الفلسطينية ستظل قضية الأحرار في هذا العالم. وهي القضية المركزية ليست فقط بالنسبة للامة العربية والإسلامية لكن لكل الشعوب التي ذاقت مرار الاستعمار وفقدت حريتها وعانت التمييز العنصري ومما لا شك فيه أن الهند هي أحد هذه الدول التي عانت الاستعمار وذاقت مرارته لذلك ليس غريبا دعمها للقضية وللشعب الفلسطيني في كفاحه لتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.



