عقد على أحداث 25 يناير.. هل تسدل المنصات الستار على السينما؟
على مدار الأعوام التالية لثورة 25 يناير، تغير المشهد الفني بشكل جذري، ومع حلول ذكرى الثورة، نرصد مآل الحركة الفنية، ومراحل تطور الفنون في مصر خلال العقد الأخير، بعد مضي عشر سنوات على اندلاع الثورة.
بينما يتم الاحتفال بمرور نحو عقد على لحظة انطلاق أحداث 25 يناير 2011، تخوض السينما معركة ضارية لتفادي الاندثار، وعلى الرغم من أن السينما رافقت الأحداث، موثقة إياها في أفلام درامية روائية قصيرة وطويلة، إلا أن موجة تلك الأفلام التي رافقت هذا الحدث، قد هبطت بعدما حظيت باهتمام وترحيب في العديد من المهرجانات والمحافل الدولية التي تخصص لتناول ما عرف بأفلام "الربيع العربي."
واليوم، لم نعد نرى ذلك الاهتمام الكثيف بدور العرض كتظاهرة مخصصة للأفلام، وتراجع إنتاج السينما بنحو 50% بعد الثورة مقارنة بما قبل الثورة، وبات حضور الجمهور إلى دور العرض نادرا نسبيا، بسبب إغلاق دور السينما وعدم وفرة الإنتاج الذي يشجع الأشخاص على الذهاب إليها، إلى أن ازداد الوضع سوءا بسبب فيروس كورونا.
ظلت قلة تعتقد أن السينما لا تزال أمامها فرصة، حتى جاءت المنصات لتعمق جراح السينما وتزاحمها على العروض، فلم يكن البث الرقمي عبر الإنترنت قائما من أي وقت مضى مثلما هو الآن، يومًا تلو الآخر يرتفع سقف المنافسة في البث الرقمي بعد وفرة المنصات أمام المشاهد، فشهد العقد المنقضي زخما في إنتاج منصات المشاهدة مثل نتفليكس التي استحوذت على اهتمام الجمهور والنقاد من خلال ما أنتجته من أعمال خلال الفترات الماضية مثل The Irishman وRoma وBird Box، وتوالت المنصات مثل نتفليكس والوافد الجديد "ديزني بلس" التي أطلقت في نوفمبر الماضي وتدخل السباق بميزانية ضخمة تكرسها لإنتاج الأعمال، وكذلك بعروض على أسعار الاشتراكات ما يجعها المنافس الأكثر شراسة.
والواضح أن الحرب قد بدأت، والرابح الأكبر فيها هو بلا شك المشاهد. فكيف سيؤثر هذا الأمر على صناعة المحتوى خلال السنوات المقبلة؟ وهل إطلاق تلك المنصات جاء ليهز عرش السينما وتغير قواعد اللعبة؟ وإلى من ستكون الغلبة في العقد المقبل؟
المنصات فرضت نفسها بشدة على جميع المستويات، وصارت منافسا قويا للسينما ومن شأنها تغيير شكل المنافسة، ورغم أنه من المبكر الحكم عليها لأن أجندتها لم تظهر ثقلها بعد، إلا أنه من المتوقع أن تشهد الأعوام المقبلة منافسة شديدة بسبب المزيد من المنصات الجديدة التي وضعت على نفسها تهديدا شديدا سينمائيا ويجرى محاربتها الآن في المهرجانات الكبرى.



