"عاصم" طفل يستمد حياته من جهاز التنفس الصناعي منذ عامين
لم تكن القصص البطولية مقتصرة علي الكبار فقط، ولكن في محافظة كفر الشيخ يوجد بطل لم يتجاوز عمره الثلاثة أعوام، يستمد حياته من جهاز التنفس الصناعي بعد ولادته بـ 8 شهور فقط، يسطر بذلك أروع البطولات من داخل عناية الأطفال بمستشفي سيدي سالم المركزي.
" عاصم " طفل يبلغ من العمر سنتين و٨ شهور، يعاني من حاله مرضيه تسمي " " Werdnig-Hoffmann disease وهذا المرض نوع من أنواع ضمور العضلات الشوكي، حيث تم حجزه في مستشفى سيدي سالم المركزي بتاريخ ٣ - ١٠ - ٢٠١٨، وكانت حالته تستدعي وضعه علي جهاز التنفس الصناعي منذ ذلك التاريخ بوحدة العناية المركزة للأطفال.
حيث مر أكثر من سنتين وهذا الطفل البطل موجود علي جهاز التنفس الصناعي، وحينما تم أخذ قرار بتحويل المستشفى إلي عزل طبي، بكامل طاقتها لتقديم الخدمه الطبية للمرضي المصابين بفيروس "كورونا" المستجد ذهب الدكتور أسامة رجب إلي الدكتور صلاح زغلول مدير المستشفى وقال له أين سيذهب الطفل عاصم؟.
علي الفور اتخذ الدكتور صلاح الدين، زغلول عبدالدايم، مدير المستشفى قرارًا بتجهيز غرفتي عناية مركزة بعيدًا عن أقسام العزل بمدخل ومسار آمن تماما، ومازال عاصم يتلقى الخدمه الطبية بالمستشفي حتي الآن، بالرغم من تحويلها إلي عزل طبي.
لم تنتهي قصة الطفل عاصم عند ذلك الحد، بل كان لوالديه دور كبير وفعال، حيث ضربا أروع الأمثلة في التضحية والفداء، من أجل طفلهما الصغير الموجود علي سرير العناية المركزة للأطفال بالمستشفي منذ عامين، ويستمد بقاءه علي قيد الحياة من خلال جهاز التنفس الصناعي.
والد الطفل عاصم، يعمل إمامًا وخطيبًا، وحاصل علي دكتوراه من كلية أصول الدين، ووالدته تعمل مدرسة رياض أطفال، وكانوا يعيشان في بيت الزوجية بقرية تابعة لمركز دسوق، ولكن بعد أن رزقهم الله بهذا الطفل المريض، وحجزه بمستشفي سيدي سالم المركزي، ترك الوالدان منزلهم، وقام باستئجار منزل بجوار المستشفى في مركز ومدينة سيدي سالم من أجل أن يكونوا متواجدين بجوار طفلهم الصغير عاصم علي مدار العامين حتي الآن.
وبالرغم من تركهم لبيتهم منذ عامين وتواجدهم بجوار طفلهم المريض لحظة بلحظة، إلا أنهم لم يظهر عليهم أبدا شعور التعب، أو الملل، أو عدم الرضا بقضاء الله، بل كانت وما زالت الأم دائما مصدر التفائل والأمل لأي حاله تدخل العنايه مع عاصم،
وقدم الدكتور صلاح الدين زغلول عبدالدايم مدير مستشفى سيدي سالم المركزي، وجميع الأطقم الطبية والتمريض بالمستشفي، بخالص الشكر والتقدير للفريق الطبي بعناية الأطفال خالص الشكر والتقدير لوالد عاصم ووالدته، مؤكدين أنهم أبطال يستحقون أسمى آيات الشكر والتقدير والاحترام.



