بعد الطلاب.. التجار وأصحاب المطاعم ينظمون احتجاجات ضد نظام أردوغان
نظم أصحاب المقاهي والبارات والمطاعم في تركيا، أحد أكثر القطاعات تأثرًا بجائحة كورونا، وقفة احتجاجية لتسليط الضوء على المشاكل الاقتصادية التي يواجهونها، حيث وقف العاملون في هذه المرافق أمام محلاتهم التجارية وصفقوا وأطلقوا الصافرات مطالبين بحقوق العمال لدى الدولة، وإعادة فتح محلاتهم التجارية المغلقة منذ فترة طويلة عقب جائحة كورونا.
واستخدم التجار عديدًا من الهتافات أثناء المظاهرة أبرزها: "اسمعوا نداءات الشارع واستجيبوا لمطالب العمال واعترفوا بحقوقهم. لا تغلقوا محلاتهم أو عليك التكفّل بها".
وعلى خلفية الدعوة التي أطلقتها منصة التضامن مع أصحاب المقاهي والمطاعم والبارات (KABARE)، خرج أصحاب عديد من المحلات، وفي مقدمتها الموجودة في أحياء “كونور” و”سقاريا” و”سلانيك” في أنقرة، إلى الشوارع في تمام الساعة السادسة والنصف مساء أمس وأطلقوا الصافرات.
هذا وطالب أصحاب تلك المرافق السلطات التركية بإعادة فتحها شريطة اتباع قاعدة التباعد الاجتماعي وتفعيل الكود الصحي (HES) المعتمد من وزارة الصحة.
وفي الوقت نفسه، كشف تقرير لمؤسسة “ديسك” للأبحاث التابعة للاتحاد الثوري لنقابات العمال في تركيا، أن تركيا أنفقت أقل عائد مادي على مواطنيها خلال فترة تفشي وباء كورونا.
وقال التقرير إنه في العام الماضي، خلال فترة تفشي كورونا، أنفقت الدول في جميع أنحاء العالم ما مجموعه 7.8 تريليون دولار على الدعم.
ويتابع التقرير: “وفي الوقت الذي منحت الدول الغنية مواطنيها دعما للدخل يصل إلى 12.7 في المائة، كان هذا المعدل 3.6 في المائة في البلدان المتوسطة الدخل و 1.6 في المائة في البلدان الفقيرة. 1.1 في المائة في تركيا”.
أوضح أن تركيا واحدة من دولتين تخصص أقل دعم نقدي في العالم لمواطنيها خلال فترة تفشي كورونا، حيث يبلغ إنفاقها 1 بالألف.
ومرت تركيا اضطرابات كثيرة خلال السنوات الأخيرة بسبب سوء الظروف الاقتصادية وانهيار الليرة، العملة الرئيسية في البلاد، في الوقت الذي يتواصل فيه ارتفاع أسعار السلع الغذائية وغلاء المعيشة بشكل كبير.
وأدت هذه الظروف لحالات انتحار كثيرة، أخرها مساء يوم أمس حيث قام تورجاي، عضو مجلس البلدية عن حزب الشعب الجمهوري ببلدة كارتبه التابعة لمدينة كوجالي، بالقفز من أعلى ممر المشاة العلوي في أحد الطرق السريعة.
وأكدت الصحف التركية، أن سبب انتحار تورجاي العاطل عن العمل هو المشكلات الاقتصادية التي كان يعاني منها.
ويذكر أن معدل التضخم في تركيا بلغ نحو 15 بالمئة، وفقًا لهيئة الإحصاء التركية، في ظل ارتفاع السلع الأساسية وتراجع قيمة الليرة، لكن مؤسسات مستقلة نشرت تقارير استنادًا إلى معطيات الهيئة، مؤكدة أن التضخم أكثر بكثير من المعلن.
فخلال العام الماضي، انخفض سعر الليرة التركية مقابل الدولار بمقدار النصف، ما كلف رئيس البنك المركزي منصبه.
وتشهد البلاد هذه الأيام مظاهرات واحتجاجات عديدة، أبرزها مظاهرات عدد من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في جامعة البوسفور ضد تعيين قيادي بحزب العدالة والتنمية رئيسا للبوسفور من خارج الجامعة.
وقابل نظام أردوغان الاحتجاجات بحملة قمع كبيرة، حيث تم اعتقال 159 طالبا من جامعة البوسفور، وتعرض هؤلاء الطلاب للعنف في واحدة من أبرز الجامعات في تركيا.



