في عيد ميلاده الخامس والثلاثين.. شيكابالا قصة عشق لم تنته
“يُحكى عن فتى أسمر دخل قلوب جماهير الزمالك، ولن يخرج منه”، في مثل هذا اليوم، ولد المعشوق الأكبر لميت عقبة، محمود عبد الرازق "شيكابالا"، في قرية الحصايا بأسوان، ويكمل عامه الخامس والثلاثين.
نجم محبوب من الجماهير.. هذا أمر وارد متواجد في أي مكان في العالم، لكن شيكابالا مختلف عن أي أحد، تعامله الجماهير كأنه ابنهم الصغير المدلل، يفعل ما يحلو له، يخطأ، ويظلم موهبته، يسامحونه ويغفرون له أي شيء، يريد أن يترك النادي ويصرخ في القنوات التليفزيونية قبل غلق باب القيد بلحظات لتتم الموافقة على رحيله، يرحل ولم يوفق ويعود مرة أخرى لبيته ويجد الجماهير تنتظره بشغف وحب.
لأنه شيكابالا، الذي ظهر في 2002، في عمر السابعة عشر، مع نجوم عظيمة في كرة القدم مثل عبد الحليم علي وخالد الغندور وحازم إمام وجمال حمزة، الجميع اعتزل وظل وحيدا يحارب الجميع، مع لاعبين إمكانياتهم محدودة، كان ينافس على لقب الهداف وأفضل لاعب في مصر، حمل آمال فريق كامل على عاتقه وعند أي إخفاق يتحمله بالكامل، فيختفي ويغلق هواتفه ولا يستطيع أحد الوصول إليه، ثم يعود مرة أخرى، وتبدأ الحكاية من جديد.
تجد من يقلل منه ويقول ماذا فعل شيكابالا للزمالك؟، بالفعل هو فعل الكثير، حافظ على وجود الكيان في فترة اضمحلال كان يحارب الجميع وحده، دون دعم من أحد.
كرة القدم لعبة جماعية، لا يستطيع فرد واحد في منظومة كاملة المضي في طريق النجاح لأخره وحده، هذا شيء ليس منطقيا بالمرة.
الحياة منحت له فرصة أخرى، في عامه الثلاثين، عاد مرة أخرى إلى بيته، والزمالك وصل إلى نهائي الأميرة الإفريقية، هل ستضحك له الكرة أخيرًا، هل سيرفع السادسة بعد رحلة عصيبة من المغامرات، ولكن مازالت الكرة تعطي ظهرها للأباتشي خسر الزمالك بثلاثية في الذهاب، وحمل البعض من جماهير الزمالك الخسارة له كالعادة، وفاز أبناء ميت عقبة بهدف في العودة، ولكنه يوم لا ينفع فيه الندم، ضاع حلم السادسة في عمره الثلاثين.
جاءت الفرصة مرة أخرى عام 2020، وصل الزمالك إلى المباراة النهائية ليواجه الأهلي الغريم التقليدي في نهائي القرن، وليقترب الحلم من التحقيق يسجل سيكابالا هدف التعادل للزمالك، هدف ساحر مثل جميع أهدافه، ولكن الفرحة لم تكتمل ليسجل الأهلي الهدف الثاني في الدقائق الأخيرة، وتضيع البطولة من الزمالك، ويتأجل رفع شيكابالا قائد الفريق للبطولة الإفريقية السادسة.
لا أحد يختلف عن موهبة شيكابالا الفذة، ولكنه كان يتعرض لكثير من السباب والشتائم له ولوالدته من جماهير الأهلي، خاصة في الديربيات، وهو ما كان يخرجه عن شعوره ويرد عليهم مما يتسبب في إيقافه، كان هناك حالة من العداء بينه وبين جماهير الأحمر، لأنه نجم الفريق المنافس، وفي عُرف المشجعين، الهجوم على نجم المنافس لإخراجه عن تركيزه شيء في صالحي كمشجع، وبالفعل هو ما كان يحدث.
ولكن من أول نكبه حدثت لجماهير الأهلي بعد موقعة بورسعيد، كان شيكابالا من أوائل المتواجدين، وتبرع لأسر الشهداء، كما ظهر على قناة الأهلي، في وقت كان ممتنعا فيه عن الظهور التليفزيوني في أي مكان، ومنذ ذلك الوقت تغيرت وجهة نظر الكثير من جماهير النادي الأهلي للفهد الأسمر، قالت عنه الجماهير: "لو أن الزمالك من لحم ودم، لكان ابنه شيكابالا"، قصة عشق غريبة مليئة بالتحديات والخسائر والفرحة والدموع، العمر يمر بالفهد الأسمر، وفكرة الاعتزال مرفوضة تمامًا للمتيمين بشيكا، لأنهم يرون أنه مازال في العمر بقية، ويمكن تقبل فكرة اعتزال أي أحد ماعدا الابن المدلل لهم.



