الخميس 25 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

في كتابه "التاريخ السري لتآمر بريطانيا مع الأصوليين"، يؤكد الكاتب الإنجليزي ريتشارد كيرتس، أن جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات التكفيرية والتنظيمات الإرهابية اتخذت منذ عقود من العاصمة البريطانية لندن مقرًا لإدارة نشاطها وملاذا آمنا لقادتها، حيث يدير قادة التنظيم الدولي كل جماعات التطرف في أوروبا والعالم العربي من العاصمة البريطانية التي أطلق عليها "كيرتس" بتشبيه بليغ وصف "لندنستان"، في إشارة واضحة لدول تحمل أسماء على نفس الوزن وتحكمها جماعات أصولية.

جاء تشبيه الكاتب ليؤكد- في تهكم واضح- تمكن جماعة الإخوان ونفوذ قادتها وتواطؤ السلطات والأجهزة الأمنية البريطانية معهم.

 

قدم كيرتس كافة الأدلة والبراهين التي تؤكد أن الجماعة الأم تعمل تحت سمع وبصر جهازي الاستخبارات البريطانيين الشهيرين الداخلي "إم -5"، والخارجي "إم -6".

 

أجهزة مخابرات أخرى في عدد من العواصم الغربية استنسخت التجربة البريطانية في رعاية التنظيمات الأصولية، وراحت تشرف على تمويل عدد من المنظمات الحقوقية لإصدار تقارير مسيسة تستند إلى روايات جماعة الإخوان والترويج لأساطير الظلم التي يجيدون نسجها ويبرعون في حياكتها لجذب المزيد من التعاطف ومن ثم المزيد من التمويلات لخدمة أهدافهم.

 

حرب أكاذيب شاملة تحمل شعارات "حقوق الإنسان" تبدأها الكتائب الإلكترونية والأذرع الإعلامية لتنظيم الإخوان ضد الدولة المصرية، تستخدم فيها أسلحة الشائعات والأخبار المزيفة، فتتلقفها المنظمات الحقوقية وتعيد تدويرها في صورة تقارير تسيء لمصر وتقلل فيها من حجم الإنجازات التي تعزز من حالة حقوق الإنسان المصري.

 

احترف الإخوان ومن خلفهم نشطاء المنظمات الحقوقية تبديل الحقائق واللعب بالمصطلحات لدغدغة المشاعر؛ فكل محتجز على ذمة قضية أو حتى سجين مدان يقضي العقوبة داخل السجن يطلقون عليه وصف "معتقل"، أما عملية القبض على مجرمين اقترفوا جرائم عنف تسمي عندهم "اختطاف"، وبالتالي فإن عملية احتجازهم للتحقيق بأقسام ومراكز الشرطة قبل تقديمهم للمحاكمة يطلق عليها لديهم" اختفاء قسري".

 

وعندما يقوم مجموعة ارهابيين بقتل أفراد الجيش أو الشرطة أو حتى موطنين عزل ويتم تقديمهم للمحاكمة التي تقضي بإعدامهم بعد استنفاد كافة درجات التقاضي، يصبح ذلك من وجهة نظرهم "انتهاك منالنظام المصري للحق في الحياة" وكأن من ماتوا على يد هؤلاء الإرهابيين القتلة ليس لهم حق في هذه الحياة.

 

وإذا ما تورط عشرات التكفيريين في حرق الكنائس والاعتداء على منازل المسيحيين لمجرد أنهم مسيحيون، ويتم القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة، يطلقون عليها وصف "محاكمات جماعية".

 

حتى إذا قامت الحكومة بوضع مخطط لتطوير العشوائيات وبدأت في نقل سكان المناطق الخطرة لوحدات سكنية بديلة، يعرفونها بمصطلح "التهجير القسري".

 

ويكفيك وأنت تراجع "ستايل بوك" الجماعة أو "قاموس الإخوان اللغوي" أن تعرف أنهم منحوا الإرهابي السلفي محمد رمضان لقب "شهيد" وهو الذي شاهده العالم أجمع على الهواء مباشرة عبر شاشات التليفزيون في يوليو 2013، يحمل علم تنظيم القاعدة في مؤخرة سرواله وهو يلقي بالأطفال من فوق سطح إحدى العمارات بمنطقة سيدي جابر بالإسكندرية؛ فقتل بعضهم وأصاب آخرين بعاهات مستديمة.

 

أما سامية شنن الذي يحتفظ موقع "تويتر" بفيديو توثيقي لجريمتها وهي تعتدي على جثامين الشهداء وتشوه وجوه ضباط وأفراد قسم شرطة كرداسة بـ "مية النار" بعد قتلهم بدم بارد على يد مجموعة من الإرهابيين، فيطلقون عليها لقب "أم المعتقلين" هكذا صارت رمزا كما غيرها من المجرمين، في أدبيات الجماعة التي تحترف الكذب والتلفيق وقلب الحقائق لتزوير التاريخ بدعم مشبوه من متاجر حقوق الإنسان.

 

تم نسخ الرابط