السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"المحامين العرب" يبحث طرق مواجهة العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية

اجتماع المحامين العرب
اجتماع المحامين العرب

الأمين العام للمحامين العرب: القوات الإسرائيلية تقضى على الأخضر واليابس .. على البشر والشجر والحجر ، والاعتداء على المصلين داخل المسجد الأقصى

المكاوي: الاعتداء السافر وتجاوز كل الحدود سفك دماء الشعب الفلسطيني  

المشاركون فى الاجتماع يعلنون إدانتهم لاعتداء الاحتلال على نقيب المحامين الفلسطينيين

ناجي الناجي: بطش العدوان الإسرائيلي لم يرهبنا 

 

 

عقد الاتحاد العام للمحامين العرب اجتماع اليوم، لمناقشة وبحث مواجهة العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية.

وقال المكاوي بنعيسى الأمين العام لاتحاد المحامين العرب، في خضم الأحداث الأليمة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بسبب العدوان الإسرائيلي الآثم ،فإن الأمانة العامة تنظم هذا اللقاء الموسع إدراكا بمسؤولياتها المشتركة لوحدة الوجود و المصير لأبناء الأمة العربية و اضطلاعا بالواجب المقدس الملقى على عاتقنا كمحامين و كطليعة من طلائع النضال العربي ضد الصهيونية والامبريالية وانتصارا لقضيتنا المركزية الأولى قضية فلسطين.

وأضاف المكاوى، خلال كلمته بالاجتماع الذي عقد بمقر الاتحاد بالقاهرة لبحث سبل مواجهة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي فى الأراضي الفلسطينية، استيقظ العالم منذ أسبوعين على مذابح ترتكبها القوات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني بأطفاله و نسائه و شيوخه و شبابه دون اعتبار لأبسط حقوق الانسان في هذا العالم، الذي أصبح يتفرج على هذه الجرائم الوحشية الإرهابية دون تحرك جدي و فعال من المنتظم الدولي لإيقاف الكيان الإسرائيلي عن هذه المجازر التي تعد جرائم إنسانية.

  وتابع، إن هذه الاعتداءات التي تمارسها القوات الإسرائيلية بإطلاقها للصواريخ الجهنمية من كل جهة برا و بحرا و جوا على الشعب الفلسطيني الأعزل، لا لشيء، إلا لكون هذا الشعب المنكوب منذ سنة 1948 يريد أن يعيش حرا مستقلا في بلده و أرضه كباقي شعوب العالم، مضيفا إن القوات الإسرائيلية المدججة بأحدث الأسلحة تأتي  بها  على الأخضر و اليابس، على البشر و الشجر و الحجر، و الاعتداء على المصلين و هم يؤدون شعائرهم الدينية داخل المسجد الأقصى بالقدس الشريف أولى  القبلتين وثالث الحرمين، يعطي أكثر من دليل على همجية و غطرسة هذا الكيان الإسرائيلي الآثم المعتدي على المصلين في بيت من بيوت الله دون مراعاة منه لحرمات هذا المسجد و لا لحرمات المصلين به و لا لحرمات المقدس الشريف مهد رسائل الأديان السماوية .        

 وأوضح المكاوي، إن الاعتداء السافر للقوات الإسرائيلية قد تجاوز كل الحدود ،بالإضافة إلى سفك دماء الشعب الفلسطيني، فبصواريخه و آلياته الحربية يعمد إلى تقويض البنيات التحتية من هدم المنازل و تخريب المنشآت و قطع المواد الغذائية و الأدوية على المصابين في كل مكان من الأراضي الفلسطينية من قطاع غزة و الضفة الغربية و القدس الشريف.         

وأشار: إن الجرائم التي ترتكبها العصابات الصهيونية ضد المدنيين لقتل الأطفال و النساء و الشيوخ تعد بحق جرائم إنسانية  مؤكدا إن  الاعتداءات التي تمارسها السلطات إلاسرائيلية  على الشعب الفلسطيني هي اعتداءات موجهة في واقع أمرها إلى شعوب العالم ،ذلك أن الاحتلال الإسرائيلي بغطرسته و جبروته بالانتهاكات التي يمارسها على الشعب الفلسطيني تعد خرقا سافرا لبنود أحكام نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، اتفاقية جنيف الرابعة، التي توجب الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني و كذلك اتفاقية لاهاي ، و قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2018.      

وتابع: إن الشعب الفلسطيني في موقف الدفاع عن نفسه و عن وجوده على أرضه و أرض آبائه و أجداده و أمام عدو شرس مسلح بأحدث الأسلحة الفتاكة و المحرمة دوليا ،يستعملها ضد هذا الشعب أمام مرأى و مسمع من المجتمع الدولي، لا أحد يستطيع إيقافه عن حده مادام أنه يتغذى من لبن الصهيونية العالمية التي تدعمه لابتلاع كل الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس الشريف و على حساب إبادة الشعب الفلسطيني و الدليل على ذلك قيامه منذ سنة 1948 بطرد السكان الفلسطينيين الأصليين من أراضيهم و إحداث مستوطنات إسرائيلية في هذه الأراضي .    

وأشار الأمين العام للمحامين العرب، إن الكيان الإسرائيلي و حتى يحلو له المقام في الأراضي الفلسطينية يعمد جاهدا خلال تاريخ استيطان الأراضي الفلسطينية إحداث شرخ وسط الشعب الفلسطيني،من باب فرض قاعدة  فرق تسد و هكذا ظلت الفصائل الفلسطينية ردحا من الزمن تدافع عن القضية الفلسطينية بمنهجيات و أسلوب خاص بكل فصيلة .

وقال المكاوى، إن الشعب الفلسطيني الواعي بقضيته ووحدة مصيره قد استدرك الأمر لإعادة التضامن بين الفصائل الفلسطينية، و كانت لجمهورية مصر العربية الدور الريادي في استضافة الفصائل الفلسطينية بتاريخ 17 مارس 2021 على أرض الكنانة بقلعة قاهرة المعز ، من أجل إعادة وحدة الصف و جمع الكلمة و لم الشمل بين الفصائل الفلسطينية،هذا الاجتماع الذي تم بمشاركة رئاسة المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية و أعضاء لجنة الانتخابات بفلسطين، و تم التوقيع على ميثاق شرف من أجل وحدة الصف لمواجهة التحديات التي تحول دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف. 

مضيفا: إن هذا التكتل هو ضد التوجه الإسرائيلي الذي يهدف إلى تفرقة الشعب الفلسطيني مما حدا بالكيان  الإسرائيلي  إلى شن  عدوان مرة أخرى على  هذا الشعب ، وذلك بارتكاب جرائم فظيعة في شهر رمضان المعظم من قتل الأطفال الأبرياء و التعدي على المصلين بالمسجد الأقصى و العمل على إتلاف المعالم الأثرية التاريخية الإسلامية و المسيحية ببيت المقدس و محاولة تهويدها و طمس هويتها و تهويد الحرم الإبراهيمي و تكرار منع رفع الآذان بداخله و التمادي في غيه بالإساءة إلى المقدسيين و التهجير القصري لأهالي حي الشيخ جراح في القدس الشرقية في إطار سياسة إحداث مستوطنات على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، و إلى شن عدوان ضروس استعملت فيه القوات الإسرائيلية أحدث أسلحة الدمار بقصف برج الجلاء بحي الرمال و برج المشتهى قرب مقر تلفزيون فلسطين و أبراج مكتظة بالسكان بقطاع غزة ، وقد شمل هذا الاعتداء مكاتب المحامين و الصحفيين الفلسطينيين و العرب.

  وأوضح:  أمام هذه الجرائم المرتكبة من القوات الإسرائيلية ،التي لم يعرف لها التاريخ مثيلا ،و المجتمع الدولي يتفرج دون ردع لهذا الكيان مما يقوي همجيته و طغيانه للمزيد من ارتكاب جرائمه مادام أن المجتمع الدولي في موقف المتفرج منها، فإذا بقي الوضع على هذا الحال فإنه لا سلام و لا أمن بالمنطقة،ما دام أن الكيان الإسرائيلي يضرب في الصميم كل المواثيق و المعاهدات الدولية ،لذلك فإنه على المجتمع الدولي أن يعامل الكيان الإسرائيلي بنقيض قصده، لا لين، و لا هدنة ،و لا تطبيع مع الكيان الإسرائيلي، مضيفا إن التطبيع مع هذا الكيان  هو نقمة و ليست نعمة ،فهو لا يحترم الشرعية الدولية ، و بالأحرى أن يحترم الإتفاقيات الثنائية.   وأشار: إلي إن اتحاد المحامين العرب مع حق الشعب الفلسطيني الصامد في النضال المسلح و النضال السلمي حتى يتمكن من إقامة دولة مستقلة و عاصمتها القدس و مع الشعب الفلسطيني بكل أطيافه السياسية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في نضاله لمواجهة العدوان الصهيوني،ناضل مع كل فلسطين ، دفاعا عن الأمن القومي العربي في مواجهة مشروع الأمريكي الصهيوني الهادف لتقسيم المنطقة العربية لدويلات و الهادف لبناء مستوطنات و تهجير الشعب الفلسطيني و إلغاء حق العودة فضلا على جرائم القتل و الإعتقال و هدم المنازل و دور العبادة و المؤسسات العامة و الخاصة، و هي جرائم حرب ضد الإنسانية.

 وقال الأمين العام لاتحاد المحامين العرب، النقيب المكاوي بنعيسى، إن "الأمانة تلقت، خلال اجتماعها اليوم خبر اعتداء الاحتلال الإسرائيلي الهمجي على نقيب المحامين بفلسطين، وتدين هذ الفعل الإجرامي وتشدد على ضرورة تكثيف الجهود العربية والدولية لإيقاف اعتداءات الاحتلال على إخواننا في فلسطين".

و يحث الاتحاد الدول العربية بالعمل على وحدة الموقف بالمصالحة العربية مع دول الجوار لوقف العبث الذي يتم في المنطقة العربية خاصة الصراعات الطائفية و المذهبية و العرقية التي يديرها المشروع الأمريكي الصهيوني.        

 إن موقف اتحاد المحامين العرب يرفض سياسة الإدارة الأمريكية التي تخفي عداءا للأمة العربية، ويتجلى في انحيازها للكيان الصهيوني باحتضان قيادته و دعمه بالمال والسلاح لارتكاب جرائمه ضد أبنائنا و أشقائنا بفلسطين.        

 لقد آن الأوان للدول العربية أن تعي الدرس و تعود لجادة الطريق ، للعمل لصالح الشعب العربي و أن تتخلى الحكومات العربية عن علاقاتها مع الكيان الصهيوني ،و أن تغلق السفارات و المكاتب التجارية الصهيونية في العواصم العربية و أن تغلق كل المنافذ لسلام مزعوم، بالعدوان المتكرر على الشعب الفلسطيني بانتزاع أراضيه و هدم مبانيه ،و قتل أبنائه ،و اعتقال شبابه ،و تشريد نسائه و أطفاله و شيوخه و الاستيطان بأرضه و ارتكاب كل أنواع الجرائم كل يوم بمخالفة القرارات الدولية.        

 إننا في اتحاد المحامين العرب نطالب المجتمع الدولي أن يتحرك لوضع حد لهذه الجرائم الصهيونية و تقديم مرتكبيها للمحاكم الجنائية الدولية.

       نطالب مجلس الأمن باعتبار هذه الجرائم جرائم حرب و هي جرائم ضد الإنسانية و مخالفة للمواثيق الدولية ،و المخالفة للقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة و لقرار مجلس الأمن 2334 الصادر بتاريخ ديسمبر 2016 ، بأغلبية 14 صوت و امتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت ، و الذي أكد فيه مجلس الأمن عدم مشروعية إنشاء مستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967  .        

 كما طالب دول العالم أن تنتصر للحق الفلسطيني بوقف هذه الجرائم الصهيونية التي تخالف قرارات مؤتمر باريس للسلام بالشرق الأوسط المنعقد في يناير 2016 ،و الذي أدان النشاط الاستيطاني الصهيوني.         

 إننا مع الانتفاضة الفلسطينية و مع المناضلين الفلسطينيين ، و نطالب كل أحرار العالم بدعمهم ماديا و عسكريا و سياسيا حتى تنتصر فلسطين و تتمكن من إقامة دولتها المستقلة على ترابها و عاصمتها القدس.

من جانبه قال ناجي الناجي المستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية في مصر، أن الخط الأحمر هي القدس، وهي مفتاح السلام، ومفتاح الحرب أيضا، كما أن القضية الفلسطينية تعاني دائما من هذا المحتل الغاشم، ولكن الشوكة الموجودة دائما في حلق الاحتلال هي القدس الشريف، مؤكدا أن أبناء الشعب الفلسطيني يقفون بصدور عارية ضد كل محاولات المحتل الغاشم.

وأضاف الناجي، خلال كلمته باجتماع اتحاد المحامين العرب بالقاهرة ان تجربة صفقة القرن كانت كاشفة لكل من كان ياخذ القضية الفلسطينية كشعار، موضحا أن مشاهد الدمار الموجودة في غزة هي مشاهد ينئ لها الجبين، مؤكدا أن صمود الفلسطينين هو مثال يحتذي به، موضحا أن الحراك الدولي كان مشجع جدا، لأنه بالرغم من صرف كل المليارات لتهميش القضية الفلسطينية إلي أن هذه القضية هي قضية كل الأحرار.

وتابع، أن المبادرة التي قدمها الرئيس السيسي بتخصيص مبلغ 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، هي مبادرة طيبة من الزعيم العربي إلي القضية الفلسطينية العربية، موضحا أن بطش العدوان الإسرائيلي لم  يرهبنا.

ويواصل اتحاد المحامين العرب اجتماعهم عبر تقنية " زووم " ، من أجل التضامن مع الشعب الفلسطيني وبحث سبل مواجهة الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.

وكانت قد  ذكرت الأمانة العامة للاتحاد، أنه سيدعى للاجتماع النقباء والأمناء العامين المساعدين والأعضاء المنضمين والجامعة العربية ووزارة الخارجية المصرية، وسفير دولة فلسطين، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان، والمنظمات الحقوقية والهيئات ذات الصلة.

تم نسخ الرابط