"الآن أدركتم دور مصر"..كيف تناولت الصحف الأمريكية والدولية اتصال بايدن بالرئيس السيسي؟

تناولت العديد من الصحف ووسائل الإعلام الدولية باهتمام شديد الاتصال الذي تم أمس الخميس، بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس عبد الفتاح السيسي، معلقة على خلفيات ونتائج الاتصال.  

بعض وسائل الإعلام الأمريكية شنت هجوماً كبيراً على الرئيس الأمريكي جو بايدن، بسبب تأخره في الاتصال بالرئيس عبد الفتاح السيسي، لدعم الجهود المصرية في وقف إطلاق النار بين حركة حماس والكيان الإسرائيلي المحتل.

ووصفت بعض الصحف الرئيس الأمريكي بايدن بالمتلكئ، لأنه لم يتواصل مع الإدارة المصرية مبكرا، على خلفية الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية، رغم دور مصر الجوهري في خفض التصعيد.

وقالت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية إن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين بساكي، تلقت هجوما مكثفا، دفعها لاتخاذ موقفا دفاعيا، أمس الخميس، بعد أن هاجمها الصحفيين خلال مؤتمر صحفي حاشد، بسبب تأخر الرئيس بايدن في الاتصال بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كجزء من مسعى أمريكي لوقف إطلاق النار في الصراع بين حماس وإسرائيل .

الصحافة الأمريكية تنصف مصر

وأصرت بساكي في مؤتمرها الصحفي اليومي على أن تأخر المكالمة الرئاسية التي أجراها بايدن للرئيس السيسي منذ اندلاع الأزمة، لا تعني أن الولايات المتحدة لا تدعم منذ البداية الدور المصري الجوهري في خفض التصعيد، وتثمن تحركات مصر المتاخمة لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس.

وضغطت الصحفية كريستين ويلكر من شبكة إن بي سي نيوز على بساكي، قائلة: "هل كان بإمكان الرئيس بايدن أن يحاول المضي قدمًا في وقف إطلاق النار هذا في وقت سابق، وأن يبدأ في التواصل مبكرا مع الرئيس المصري لدعم جهوده والمسؤولين المصريين لوقف إطلاق النار منذ عدة أيام؟".

بينما قال أحد الحضور: "لماذا تأخرتم؟ تركتم مصر تبذل الجهد بمفردها دون دعم أمريكي.. هذا خطأ كبير".

لكن بساكي لم تستطع الصمود أمام هجوم الصحفيين، وحاولت تبرير موقف البيت الأبيض في تأخره بالاتصال بشريك رئيس وطرف فاعل ومهم مثل مصر، لدعم جهوده في وقف إطلاق النار، لكنها فشلت.

وكان الموقع الرسمي للبيت الأبيض قد أصدر بيانا حول الاتصال بين الرئيسين، قال فيه "تحدث الرئيس جوزيف بايدن اليوم مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وناقش الزعيمان الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ينهي الأعمال العدائية الحالية في إسرائيل وغزة. واتفقوا على أن فرقهم ستبقى على اتصال مستمر لتحقيق هذه الغاية وسيبقى الزعيمان على اتصال وثيق".

على صعيد آخر قالت وكالة رويترز إن مصر وما لديها من اتصالات مع كل من إسرائيل وحماس، كانت الوسيط الرئيس خلال الأزمة الحالية والسابقة في قطاع غزة، المتاخمة لشبه جزيرة سيناء المصرية.

وإن الجهود المصرية للتوسط في وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين دخلت بالفعل حيز التنفيذ في وقت مبكر يوم الجمعة.

وقالت الوكالة إن اتصال بايدن بالسيسي جاء على خلفية دور مصر الكبير في الأزمة، والذي ساهم في الوصول لاتفاق بوقف إطلاق النار.

مؤكدة أن المكالمة هي الأولى التي يتلقاها الرئيس السيسي من بايدن منذ تولي الرئيس الأمريكي منصبه في يناير، وتأتي وسط جهود مكثفة لتأمين هدنة في غزة بعد 11 يومًا من العنف بين إسرائيل وحماس. 

وتحت عنوان "مبادرة مصر تدخل حيز التنفيذ" تناولت شبكة سي إن إن الأمريكية الاتصال بين بايدن والسيسي مؤكدة أن مجلس الوزراء الإسرائيلي وافق، أمس الخميس، رسميًا على مبادرة مصر لـ"وقف إطلاق نار متبادل غير مشروط" فوق قطاع غزة.

وأكدت الشبكة ان مصر تعتزم إرسال "وفدين أمنيين لتل أبيب والمناطق الفلسطينية لمتابعة إجراءات التنفيذ والاتفاق". 

وذكرت وكالة فرانس 24 الفرنسية، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن رحب يوم الخميس بوقف إطلاق النار الذي أعلنته إسرائيل وحماس باعتباره "فرصة حقيقية" للسلام بعد 11 يومًا من القصف والهجمات الصاروخية.

وسلط بايدن الضوء على دور مصر في التوسط في الهدنة، موجها كلمات شكر ملحوظة للرئيس السيسي.

وقال بايدن "أتقدم بخالص امتناني للرئيس السيسي وكبار المسؤولين المصريين الذين لعبوا مثل هذا الدور الحاسم في هذه الدبلوماسية".

وذكرت الوكالة أن بايدن أجرى أربع مكالمات إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ أن بدأت حماس في إطلاق الصواريخ الأسبوع الماضي باتجاه القدس وتل أبيب. بينما أجرى أول اتصال له مع الرئيس السيسي يوم الخميس.

جدير بالذكر أن الرئاسة المصرية قالت إن الرئيس الأمريكي جو بايدن دعا أمس الخميس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لبحث خطوات إنهاء القتال في الأراضي الفلسطينية.

وجاء في بيان للرئاسة المصرية أن "الاتصال تناول المباحثات وتبادل وجهات النظر لوقف العنف والتصعيد في الأراضي الفلسطينية في ظل التطورات الأخيرة".

واتفق الجانبان خلال الدعوة على مواصلة المشاورات وتبادل وجهات النظر بشكل دوري ، وتعزيز التنسيق المثمر المتبادل بين الأجهزة المسؤولة من البلدين خلال الفترة المقبلة.

وبدأ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في الساعة الثانية من صباح الجمعة، كما أكد الطرفان الخميس للوساطة المصرية. فيما تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالمساعدة في تخفيف أثر الدمار الناجم من خلال مساعدة إنسانية للفلسطينيين بقطاع غزة.

وبدأ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في الساعة التي حددها المصريون، وفي الدقائق الأولى لبدء سريان الهدنة عمت الاحتفالات قطاع غزة، في حين لم تُسمع في الجانب الإسرائيلي أيّ من صافرات الإنذار التي ظلّت على مدى 11 يوما تدوي لتحذير السكان من أكثر من 4300 صاروخ أطلقتها الفصائل الفلسطينية من القطاع المحاصر باتجاه الكيان المحتل.