السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

دينا توفيق تكتب: يا حواء

دينا توفيق
دينا توفيق

كانت جميلة ولكن جمالها ليس مثل بقية النساء اللاتي يخطفن الأنظار بسبب الشكل الخارجي، فهي جميلة بسبب طريقتها في التفكير، اللمعان الذي يبدو في عينيها عندما تتكلم عن شيء تحبه، بسبب قدرتها على اضحاك من تحب، واسعاد الآخرين وهي حزينة، أن جمالها الحقيقي ينعكس في روحها، كل هذا أعطاها سحراً وجاذبية.

 

وربما هذا ما جعلها أنثى قوية تتعلم من تجاربها، فقد اجتازت المحن ومهما قست عليها الحياة، كانت قوتها هي سبيلها للنجاة... فهي تمتلك قدرا من جمال الروح يجعلها تغفر أخطاء الآخرين وتنسى الماضي السيئ.

 

كانت قادرة على التغلب على المشاعر السلبية وإظهار المشاعر الإيجابية بدلا منها، وقد نجحت في ذلك عندما تركت الذكريات المؤلمة خلف ظهرها وبدأت تفكر في بناء علاقات جيدة مع الآخرين على أسس متينة لا تعبث بها الأهواء، لقد ظلت "حواء" خائفة لفترة طويلة من استكمال حياتها بمفردها بعد اكتشافها أن الكتف الذي اتكأت عليه ما كان الا جدارا مائلا، لذا قررت بعد ذلك أن تنام كل ليلة وقلبها خال من الرجال، تستيقظ لتهتم بنفسها قبل أي شيء آخر...لقد أدركت “حواء” أنها قبل أن تبحث عن الحب في قلوب الآخرين، يجب أن تحب نفسها أولا.. وقبل عقد الصلح مع العالم يجب أن تتصالح مع نفسها أولا... فلا تترددي يا عزيزتي في أن تغادري كل من حطم فيكي شيئا أو أطفأ بكى وهجا واتركى من خذلوكى، لا تشاركيهم حديثا او مكانا...واعبرى بقلبك لمكان آمن ولا تبحثي عن سعادتك في المكان الذي فقدتيها فيه.

 

يا "حواء" كوني مع من يفتخر بوجودك معه ويصون قلبك...فأنتى تستحقين السعادة. ولا تقلقي يا عزيزتي، سيأتي شخص يحبك كما أنتى، لبراءتك، لعصبيتك، لمزاجك المتقلب لبكائك على أشياء لا تستحق البكاء، شخص يحبك لروحك، شخص يفهمك، يحبك كما أنتى بعيوبك ومميزاتك...وثقى يا “حواء” أنكى ستصبحين في يوم على واقع جميل وسعادة تعلو وجهك...المهم ألا تستمعي لهؤلاء الذين يواسون قلبك بكلمة "تأقلمى"، إياكى أن تفعلي ذلك.. لا تتأقلمي يا عزيزتى مع الألم أو الحزن...فهذا ليس تأقلما انما تنازل عن حقك في الحياة...ولا شك أن الحياة تجبرنا أحيانا على التعامل مع الكثير من الناس الذين لا يشبهوننا، لكن ميزة القلب النقي أنه لا يمكن تلويثه مع كل ما يعانيه من سواد حوله...لكن هذا القلب يا  "حواء" عندما يحب فهو يحب بصدق، وعندما يخلص فهو يخلص بشدة وحين يصدم فهو يصدم بقوة، وحين ينكسر فهو ينكسر بعنف.. فهذه طبيعة أصحاب القلوب البيضاء.   

 

يا "حواء" لن يمكنك أن تحذفي أية صفحة من قاموس حياتك مهما فعلتي، فهي راسخة في وجدانك قبل ذاكرتك، ولن تختفي بسهولة. لذا حاولى ادخال البياض على سطورها السوداء حتى يجتاح النور شريط الذكريات ويطرد العتمة التي تكمن بداخله...المهم يا عزيزتي ألا تنحني لتلتقطي من سقط من حياتك بل أكملي طريقك وستقابلين من يشبهك ويشبه نقاء قلبك.

 

تم نسخ الرابط