لماذا ضمت "100 مليون صحة" السمنة ضمن الأمراض التي تعالجها؟
دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي المصريين إلى مراقبة أوزانهم والاهتمام بصحتهم، في معرض حديثه عن منجزات حملة "100 مليون صحة".
ويفشل كثيرون في حرب فقدان الوزن، بسبب بعض الممارسات والعادات التي لا ينتبهون إليها،
كما أبدى الرئيس، اندهاشه مما أعلنته الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، عن وجود نحو 11 مليون مواطن يعانون من أمراض، بعد مسح نحو 17 مليونًا بحملة المسح الطبي الشامل للكشف عن فيروس سي والأمراض غير السارية، ووجود 75% من المصريين الذين شملهم المسح، وزنهم فوق المعدل الطبيعي.
وقال في كلمة سابقة خلال افتتاحه عددًا من المشروعات: «تقريبا 11 مليون مواطن لديهم مشكلة صحية تختلف من إنسان لآخر وقد تجتمع الأمراض الثلاثة أو الأربعة، سكر وضغط وفيروسي سي والسمنة، في إنسان واحد، بنعمل في نفسنا كده ليه؟.
السمنة، أحد الأمراض التي باتت منتشرة في مختلف المجتمعات، وتؤثر كثيرًا على الحالة الصحية العامة للإنسان. وتتسبب السمنة- في كثير من الأحيان- في الإصابة بأمراض أخرى "تعد مصاحبة لها" مثل السكري من النوع الثاني والضغط وأمراض القلب وغيرها.
ويكتسب الإنسان الوزن الزائد "السمنة" نتيجة لتراكم الدهون الناجمة عن استهلاك سعرات حرارية زائدة عن حاجة الجسم وفي الوقت نفسه لا يقوم بحرق تلك السعرات بجانب عدم ممارسة الرياضة.
في أكتوبر 2018 انطلقت مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس سي، من خلال حملة قومية للكشف المبكر عن الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي "سي" والأمراض غير السارية "السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة"، وفحصت الحملة 70 مليون مواطن مصري، وقدمت خدمة المتابعة والتقييم والعلاج لـ2 مليون مواطن من خلال مراكز العلاج بمختلف المحافظات.
وأصبحت مصر في طريقها للحصول على "الإشهاد الدولي للخلو من الفيروسات الكبدية"، بعدما كانت من الدول الأعلى عالميًا في انتشار فيروس سي بين المواطنين.
وفي الوقت نفسه دشنت مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة بعنوان "نص الوزن لازم يتشال"، في استجابة لمبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التي عبر فيها عن اهتمامه بصحة المصريين، والتي أكدت نتائج فحوصات حملة "١٠٠ مليون صحة" أن هناك تراجعًا عامًا في الصحة، ومن أكبر مسببات ذلك هي زيادة الوزن أو السمنة.
أسفرت نتائج "100 ملبون صحة" عن إصابة ١١ مليون مواطن من إجمالي ١٧ مليونًا قاموا بعمل الفحوصات من خلال الحملة، وكانت معظم الإصابات بالأمراض المزمنة من ضغط وسكري وأمراض قلب والفيروسات الكبدية، ورجح خبراء أن من أهم أسباب زيادة معدلات الإصابة بين المصريين ترجع إلى الإهمال الشديد في الصحة العامة والسلوكيات الغدائية السيئة، فضلًا على زيادة الوزن عن معدلاته الطبيعية.
مبادرة رئيس الجمهورية دفعت عددًا من الشباب لإطلاق الحملة استجابة للمبادرة الرئاسية للتوعية ضد مخاطر زيادة الوزن، فقاموا بعمل أفلام قصيرة تشرح عواقب السمنة وحث الشباب من أمثالهم على ضرورة الاهتمام بالوزن وسلوكيات الغذاء الصحية.
كما تضامن مع الحملة العديد من أطباء واستشاريي جراحات السمنة والمناظير مساهمة في مبادرة الرئيس "100 مليون صحة".
وكانت دراسة بريطانية حول "السمنة"، قد كشفت أن مصر تحتل المركز الثاني عالميًا في معدلات انتشار السمنة في النساء بـ10 ملايين سيدة، كما يعد الشباب المصري الأكثر بدانة في إفريقيا، وتأتي مصر في المركز الرابع عالميًا بنسبة 34.6% في قائمة أكثر الشعوب بدانة بعد كل من الكويت والسعودية ودول أمريكا الوسطى.
يذكر أن معدلات السمنة في العالم قد زادت إلى أكثر من الضعف منذ عام 1980، إذ بلغت في عام 2014 أكثر من 1.9 مليار بالغ أكبر سن 18 عامًا، وأكثرهم يعانون من زيادة الوزن، بجانب أكثر من 640 مليون شخص مصابون بالسمنة.
فيما ارتفعت معدلات السمنة في عام 2006 عما كانت عليه عام 1988 بمعدل 5%، ويوجد 41 مليون طفل دون سن 5 سنوات يمتلكون وزنًا زائدًا أو مصابون بالسمنة.
وفي تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" عام 2014، أعلنت أن مصر تعاني من مشكلة مزمنة تتمثل في سوء التغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة، والسمنة المفرطة لدى البالغين.
وبحسب مسح شامل أجرته وزارة الصحة والسكان في 2018، فإن 43% على الأقل من المصريين يعانون من المرض، وهو ما أكدته تقارير عالمية عديدة.
وكانت هالة زايد، وزيرة الصحة، قد ذكرت أن أكثر من 70% من أسباب الوفاة في مصر، بسبب أمراض السكر والضغط، مؤكدة أن السمنة تسبب معظم تلك الأمراض.
طريقة حساب مؤشر كتلة الجسم
الوزن الزائد والسمنة هما عبارة عن تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون قد يخلق ضررًا بالصحة، ويمكن حساب الوزن الزائد عن طريق مؤشر كتلة الجسم، وهو مؤشر بسيط لقياس الوزن والطول، يشيع استخدامه لتصنيف الوزن الزائد والسمنة لدى البالغين، وهو يعرف بانه وزن الشخص بالكيلوجرام مقسومًا على مربع طوله بالمتر (كجم/ متر2).
وتبلغ نسبة البدناء في المدن ضعف نسبتهم في الريف، ويرجع ذلك لأن المدن بها وفرة الوجبات السريعة الرخيصة غير المغذية مع نمط حياة أقل نشاطًا وطابع عدم الحركة، الذي يتسم به كثير من أشكال العمل وتغير وسائل النقل وارتفاع نسبة العمران الحضاري.



