عاجل
الأربعاء 6 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
دبلوماسية المشاهير

دبلوماسية المشاهير

يمتلك المشاهير رأس مال اجتماعيًا كبيرًا، متمثلًا في فعالية علاقاتهم الاجتماعية وانجذاب الجماهير العريضة نحوهم، ما يمكن أن يعود بالنفع ليس فقط عليهم، ولكن على مجتمعهم ككل.



 

في البداية، استفادت منهم الشركات في تسويق منتجاتها، لإضفاء المزيد من الجذب لها، وبمرور الوقت بدأ تأثيرهم يصبح مهمًا على مدى دولي، في اهتمامهم ومساندتهم لقضايا عالمية كالقضاء على الفقر والديون ومساعدة اللاجئين وغيرها. 

 

وظفت الأمم المتحدة شهرتهم في برامج سفراء النوايا الحسنة، لاستخدام جماهيريتهم في دعم قضايا الأطفال والضعفاء والمتضررين جراء الصراعات، وهو السؤال الذي طرحه أندرو كوبر، في كتابه “دبلوماسية المشاهير”، هل يمكن للمشاهير أن يكونوا دبلوماسيين؟ أي هل تستخدمهم الدول ليقوموا بدور دبلوماسي يروجون فيه لقضايا محددة؟

 

فقد أثبتت أخبار المشاهير حصولها على تغطية إعلامية واسعة وقدرتها على جذب انتباه الجمهور، ولم يعد الأمر يقتصر على وسيلة واحدة، كما كان التليفزيون أو الصحافة قديمًا بل امتد ليتضمن وسائل التواصل الاجتماعي كمنصات تجذب الجماهير وتجعلهم يتصدرون المشهد عبر التريندات.

 

وظهر سفراء للنوايا الحسنة على المستوى الدولي والإقليمي والوطني، فالسفراء الدوليون هم نجوم السينما أو الموسيقى أو الرياضة، الذين حققوا درجة كبيرة من الشهرة في وسائل الإعلام العالمية بينما السفراء على المستوى الإقليمي والوطني يكونوا على نطاق أضيق.

 

فنجوميتهم قادرة على جذب الجماهير عبر الدعاية للحملات والقضايا التي يتبنونها بهدف التأثير على الرأي العام، لذا تستفيد الدول من نجاحاتهم للحصول على دعم شعبي لقضاياهم السياسية وإضافتهم لرأس المال السياسي للدولة كوسطاء يتبنون قضايا معينة للحصول على التعاطف والمصادقة والإعجاب العام.

كما تمت الاستعانة بهم لتسويق الأحزاب السياسية، التي تتنافس للحصول على الدعم الانتخابي. 

 

واستعانت بهم الأمم المتحدة منذ عام 1953، كسفراء للنوايا الحسنة، عندما عينت اليونيسف داني كاي كأول سفير للنوايا الحسنة، لجعل العالم مكان أفضل للأطفال. وبمرور الوقت قام سفراء النوايا الحسنة بزيارات للمناطق التي عليها صراعات وأخذوا قضاياهم لمرحلة أوسع، وبحلول عام 2007، كان هناك أكثر من 400 سفير للأمم المتحدة للنوايا الحسنة، وظهرت طبقة جديدة من الدبلوماسيين المشاهير تُعرف باسم رسل السلام، للدعوة لعالم بلا حرب، واحترام حقوق الإنسان، ومساندة القانون والتقدم الاجتماعي والاقتصادي، وبرزت أسماء كان لها بصمات كبيرة مثل مايكل دوغلاس وجين جودهال، وجورج كلوني، والممثلة السينمائية أنجلينا جولي.

 

ما يضع مشاهيرنا من نجوم الفن والرياضة والثقافة هم أيضًا أمام مسؤولية كبيرة، طالما الأضواء مسلطة عليهم، لا بد أن ينتبهوا لما يقدمونه، ولما يقولونه، فهم سفراء للنوايا الحسنة داخل مجتمعاتهم.  

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز