"ذا لانسيت" تؤيد تعميق البحث في منشأ "كورونا".. وتجدد استبعادها تسربه من معمل ووهان

أيّدت دورية "ذا لانسيت" الطبية الشهيرة الدعوات المُطالِبة بدراسة أكثر تعمقًا في منشأ فيروس "كورونا" المستجد وسبب انتقاله للبشر، ما اعتُبِر تراجعًا عن وصفها السابق لاحتمالية تسرُّب الفيروس من معمل ووهان لأبحاث الفيروس في الصين بـ"نظرية مؤامرة"، مرجحة في الوقت نفسه نشوء الفيروس بشكل طبيعي.

يأتي ذلك بعد انتقادات حادة بشأن البيان الذي أصدرته الدورية بهذا الصدد، العام الماضي، الذي قالت فيه مجموعة من العلماء المعروفين إنهم يدينون "بقوة نظريات المؤامرة التي تقترح أن كوفيد-19 ليس من أصل طبيعي"، لا سيما وأن "ذا لانسيت" لم توضح أن أحد كُتاب البيان الأساسيين، وهو عالم الحيوان البريطاني بيتر دازاك، وجّه تمويل أمريكي لمعمل "ووهان" لدراسة سلالات فيروس "كورونا" لدى الخفافيش في الفترة بين 2014 و 2019، وهو ما اعتُبر تضاربًا في المصالح.

وقال عدد من العلماء ممن شاركوا في البيان السابق إن الأخير "كان للتعبير عن رؤيتنا العملية أن سارس-كوف-2 (فيروس كورونا المستجد) نشأ على الأرحح في الطبيعة وليس في معمل"، موضحين أن ذلك كان "بناءً على التحليل الجيني المبكر للفيروس الجديد والأدلة المُثبَتة من الأمراض المعدية الناشئة" التي ظهرت في أوقات سابقة، حسب ما نقلت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية عبر موقعها الإلكتروني.

لكن العلماء قالوا في بيانهم الجديد إن الأدلة "الجديدة وذات المصداقية والتي خضعت لمراجعة الأقران" لا تزال تقترح أن الفيروس نشأ طبيعيًا، ملمحين إلى أن احتمالية تسربه من معمل ووهان "ما زالت دون دليل مُصدَّق علميَا يدعمها مباشرة في دوريات علمية تخضع لمراجعة الأقران".

وأضافوا: "المزاعم والحدسية لن يفيدوا؛ إذ لا يسهلوا الوصول إلى المعلومات والتقدير الهادف للطريق" الذي سلكه "كورونا" ليتحول من فيروس يصيب الخفافيش إلى مُسبِّب لأمراض لدى الإنسان، والذي من شأن التعرف عليه أن يفيد في منع تفشي جائحة جديدة في المستقبل.