على خطى تونس.. دعوات شعبية ليبية للتخلص من الإخوان وميليشياتها وتطهير البلاد
حظت الانتفاضة الشعبية ضد جماعة الإخوان في تونس والتي أيدها الرئيس التونسي قيس سعيّد بقرارات حازمة لحماية السلم الاجتماعي ومؤسسات الدولة من مؤامرات حركة النهضة الإخوانية بزعامة الإخواني راشد الغنوشي، باهتمام الرأي العام الليبي، مع مطالبات شعبية داخل ليبيا بالاقتداء بالتحرك التونسي للتخلص من جماعة الإخوان داخل البلاد.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي الليبية مظاهرة افتراضية حاشدة للترحيب بالتطورات في تونس، ودعا المشاركون فيها إلى موقف حاسم من الشعب الليبي في مواجهة إرهاب ومناورات الإخوان، مؤكدين أن لا أمن ولا استقرار في ظل وجود الجماعات الإخوانية وميليشياتها وأحزابها.
وكشفت المظاهرة الإلكترونية عن تفاقم حالة الاحتقان في الشارع الليبي ضد تنظيم الإخوان، الذي يرى فيهم سبب أزماته الاقتصادية والأمنية؛ فهم من جلب الإرهاب ودعمه في مختلف المدن الليبية.
ودعا نشطاء ليبيون، أمس الاثنين، إلى الخروج في مظاهرات سلمية تضامنا مع الشعب التونسي وضد جماعة الإخوان.
وكشف الكاتب والمحلل السياسي الليبي عبد الحكيم معتوق، عن وجود نداءات متكررة وملحة أطلقها شباب العاصمة الليبية طرابلس للخروج في مظاهرات سلمية تضامنا مع الشعب التونسي الشقيق.
وأضاف معتوق في تدوينه له، الاثنين، على موقع "تويتر" أن الدعوات التي أطلقها الناشطون والحقوقيون والإعلاميون تنديدا بممارسات جماعة الإخوان، مطالبا بعثة الأمم المتحدة بحماية المدنيين تجاه أي عنف ترتكبه الجماعة في ليبيا.
وأعلن القائد العام لقوات الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، تأييده ومباركته لانتفاضة الشعب في تونس ضد الإخوان الذين أنهكوا تونس ونهبوا مقدراتها. وأثنى في مداخلة تلفزيونية على ما قام به الرئيس التونسي من قرارات جاءت استجابة لإرادة الشعب. وقال: نتطلع إلى انطلاق تونس نحو تحقيق أماني شعبها في مستقبل زاهر بعد قضائهم على أهم عثرة في طريق تطورها وهو حزب النهضة الإخواني.
وفي سياق متصل أكد محللون سياسيون ليبيون وتونسيون، أن تأثير الضربة التي تلقتها حركة النهضة في تونس على تنظيم الإخوان في ليبيا سيكون كبيرا، وقد يفتح الطريق أمام إسقاطهم خلال الانتخابات المرتقبة.
واعتبروا أن تراجع نفوذ حركة النهضة الإخوانية سياسيا وشعبيا في تونس، سيقطع خط إمداد لنظرائهم في ليبيا، كما قد يتسبب أيضا في زعزعة الوجود التركي في الجارة الشرقية.
وقالت رموز سياسية ليبية إن ما يحدث في تونس، من إسقاط لسلطة عصابة النهضة ليس شأناً داخلياً، فكل ما يتعلق بالتنظيم الشاذ الإخواني، لا يمكن أن يبقى مجرد شأن داخلي، لأن هذا التشكيل العصابي العابر للحدود، المعادي للدولة الوطنية، لا يعترف بالهوية الذاتية للدول وللشعوب.
وأكدت الرموز أن سقوط إخوان ليبيا سيكون سهلا بعد قطع الإمدادات التركية والغربية والأسلحة، التي كانت تمر من الجنوب التونسي عبر إخوان النهضة، وأن إسقاط الإخوان في تونس سيكون له تأثير على وجودهم في بقية الأقطار العربية، وسوف يعيد تونس وليبيا للاستقرار، وستنتهي الحرب في ليبيا.
ودعا رئيس المؤسسة الوطنية للإعلام السابق محمد بعيو للانتفاض ضد الإخوان في ليبيا وإبعادهم عن الحياة السياسية لإنقاذ ليبيا من مؤامراتهم، قائلا:«أخرجوهم هُم وذيولهم من أوكارهم المتمركزين فيها المغتصبين لها، في وزارات ومؤسسات وإدارات الدولة، وحرروا منهم ما تبقى من ممتلكاتكم وبقايا دولتكم، واهزموهم في الانتخابات القادمة».
وتسبب إعلان ميليشيات تابعة لتنظيم الإخوان غربي ليبيا حالة الطوارئ داخل معسكراتها، واستدعاء كافة عناصرها بأوامر عليا من قادة التنظيم، للتحرك نحو الحدود التونسية، تزامنا مع قرارات الرئيس التونسي قيس سعيّد بإقالة الحكومة وتجميد عمل مجلس النواب ذي الأغلبية الإخوانية، في غضب عارم على مواقع التواصل الليبية، التي وصفت الإخوان بأنها جماعة مخربة ومتأمرة وتسعى لإسقاط الدول.
واستنكر الليبيون ما أعلنه خالد المشري، رئيس ما يسمى المجلس الأعلى للدولة التابع لتنظيم الإخوان في ليبيا وصاحب النفوذ في مؤسسات الدولة غربي البلاد، حول رفضه لقرارات الرئيس التونسي، واصفا إياها بـ"الانقلاب".
وكشفت مصادر داخل طرابلس أن هناك اجتماعات لقادة تنظيم الإخوان في ليبيا أجريت بعد قرارات الرئيس التونسي، و"حدث تواصل مع قيادات الإخوان في تونس، وبعدها أعلنت ميليشيات الإخوان حالة الاستنفار داخل معسكراتها".
وأوضحت المصادر أن 3 معسكرات تبعد عن الحدود التونسية 218 كيلومترا كانت من بين المعسكرات التي استنفرت عناصرها، وأن هناك تحركات تم رصدها للميليشيات تجاه الحدود التونسية.



