جحود أبناء.. ضرب وإهانة وحلق شعر وإصابات للوالدتين بالشرقية
تجرد أبناء من كل مشاعر الرحمة والإنسانية تجاه أمهاتهن اللاتي حملنهن في أحشائهن تسعة أشهر وتحملن قسوة الحياة وزهدن كل جميل لأجلهم.
ففي قرية العصلوجي التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية تقطن سعدية محمد سليمان البالغة من العمر 60 عامًا، ولديها ثلاثة أبناء من الذكور.
وتروي السيدة الستينية، أنها كرست حياتها بعد رحيل زوجها إلى دار البقاء لابنائها دون أن تفكر يومًا او يخطر ببالها أن تتزوج مرة أخرى وأفنت حياتها في تربيتهم ورعايتهم وتعليمهم حتى اشتدت عظامهم وأصبحوا قادرين على مواصلة الحياة بأنفسهم، وتزوج منهم اثنان كل منهما مستقل بذاته وله حياته الخاصة بعيدًا عني، ولا يزال نجلي الثالث معي.
استكملت سعدية محمد سليمان، أن نجلها الأكبر حرض شقيقه بالتعدي عليها بالضرب المبرح ما أدى إلى إصابة قدمها، ولم يكتفِ بذلك وهددها بطردها من المنزل الذي عاشت سنوات حياتها به وشهدت جدرانه احتضانها لهم وحمايتهم وتحمل آلام الحياة؛ بسبب رفضها بيع قطعة الأرض التي تمتلكها لرغبتهم في ثمنها، نتيجة مرور أحدهم بضائقة مالية بحسب روايتها.
تابعت السيدة الستينية قائلة: "قلت لابني إن الأرض دي كل اللي حيلتي ومن غيرها مش هيبقي حيلتي حاجة، وفي أخوك الصغير هو كمان عايز يتزوج ويكون أسرة مثلكم"، مشيرة إلى أنها سمعت منه ألفاظًا نابية.
لم تتحمل السيدة الستينية تعمد ضرب وإهانة ابنها لها، فتوجهت إلى قسم الشرطة التابع لدائرة مركز الزقازيق وحررت ضده محضرًا برقم 29886 جزءًا له لما فعله بها، وهي بهذا العمر ولم يقدر ما بذلته من جهد وكفاح ومشقة طوال هذه السنوات التي محاها من ذاكرته ولم يفكر الا بنفسه.
وأوضحت أنه فور علم نجلها بتحريرها محضرا ضده، زاد الأمر سوءًا وتعدى عليها وعلى شقيقه بالضرب مرة ثانيه، ما أدى إلى إصابتها وفقدت القدرة على الحركة وتم نقلها إلى المستشفى لتوقيع الكشف الطبي وإثبات صحة أقوالها.
وفي واقعة أخرى تظهر جحود الابن الذي سيطر عليه الشيطان وتغافل عن رعاية والدته له على مدار 30 عامًا وانتزعت من قلبه الرحمه وأقدم على التعدي عليها بالضرب وحلق شعرها وسحبها من ساقيها وربطها في السرير ومنعها من الخروج وبعدما تمكنت من الخروج بمساعدة نجلتها، اتفق ابنها مع والده- الذي وافقه هو الآخر- على طردها بدلاً من ردعه ومعاقبته، وكأن هذه السيدة لا تمت لهم بصلة حتى تتلقى كل هذه القسوة منهم، ولجأت إلى شقيقها للإقامة بمنزله، وحررت محضرًا بدائرة مركز شرطة الحسينية ضده.
كانت السيدة كريمان فتحي محمد صاحبة الـ46 عامًا، قد أصيبت بمرض الكبد منذ حوالي نحو 5 سنوات وخلال فترة مرضها قام نجلها وزوجها بطردها خارج المنزل لرفضها بيع ميراثها للحصول على مبلغ مالي حتى يتمكن ابنها من السفر لإحدى دول الخليج، وبعد عدة محاولات وموافقتها على بيع قطعة الأرض سافر وعاد مرة أخرى منذ عامين.
مع مرور الأيام تدهورت حالة السيدة الأربعينية واحتياجها إلى إجراء "بذل" كل أسبوعين بسبب تليف الكبد، أيضًا لم تنجُ شقيقته هي الأخرى من معاملته لها، حيث تسبب نجلها في العديد من المشكلات لشقيقته بعد أخذ مصوغاتها الذهبية رغمًا عنها وقائمة زواجها مهددًا إياها بعدم الإدلاء والشهادة ضده بالمحضر الذي حررته والدته ضده، وفور علم زوجها بما حدث رفض عودتها لمنزل الزوجية مرة أخرى حتى تنتهي من فض الخلافات مع شقيقها.
وألقت الأجهزة الأمنية القبض على نجل السيدة الأربعينية بعد تحرير محضر ضده، لم يطاوع السيدة الأربعينية قلبها ترك نجلها في هذه المحنة التي وضعته بها لتذهب لمركز الشرطة وتتنازل عن المحضر الذي كان بمثابة تأديب له عما بدر منه تجاهها لعله يدرك قدرها ويعلم بخطئه.



