السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"شيماء" طفلة حافظة للقرآن الكريم ترى بعتمة الليل ولا ترى في ضوء النهار

شيماء
شيماء

في منزل بسيط جُدرانه من الطوب الدبش الأبيض، يفترشه الحصير البلاستيك، تسير الطفلة "شيماء" بحذر شديد وبخطوات بطيئة تتحسس بيديها الناعمتين الصغيرتين جميع الأشياء المحيطة من حولها خشية الاصطدام بأي شيء قد يحدث لها مكروه؛ بسبب "قصر النظر" الذي ولدت به وتعيش معاناته على مدار عشرة سنوات من عمرها.

 

بصوت خافت تتحدث "شيماء" عن معاناتها ورغبتها في الرؤية حتى تتمكن من القراءة والكتابة كغيرها من زميلاتها، فضلاً عن أمنيتها في استكمال حفظ القرآن الكريم وطموحها في أن تصبح طبيبه، لافتة إلى أنه أثناء المذاكرة يقوم أحد أشقائها بمساعدتها، وفي الامتحانات يتطوع أحد المدرسين بالكتابة لها من خلال استماعه لإجابتها وتدوينها بورقة إجابة الامتحان.

روي محمود عبدالله يوسف، والد الطفلة شيماء، التي تبلغ من العمر 11 عامًا طالبة بمعهد أزهري، بعد ولادتها بـ 6 أشهر اكتشفنا وجود بعض المشكلات في نظرها فهي تري في عتمة الليل مسافة ما يقرب من 25 سنتيمترًا "رؤية ضبابية" أما في النهار فلا ترى شيئًا، مشيرًا إلى أنها ليس لديها القدرة علي القراءة والكتابة برغم حفظها لعشرين جزءًا من القرآن الكريم الذي بدأت في حفظه وتدبر آياته منذ أن كان عمرها 6 سنوات، ولكن عن طريق السمع فقط بحسب روايته.

 

وتابع والد الطفلة شيماء أنه يخشى على ابنته من الخروج في الشارع بمفردها حتى لا يحدث لها أي مكروه، لافتًا إلى أنها تتعرض للمضايقات والتنمر من قبل أبناء القرية ما حرمها أن تعيش طفولتها كمثيلاتها أو تتحرك بحرية فالظلام الذي تعيش فيه فرض عليها قيودًا جعلتها جليسة المنزل بدلاً من أن تلهو وتتنزه مع أقرانها، لافتًا إلى أنه يحزن حزنًا شديدًا عليها أثناء جلوسها لتناول الطعام فتفشل محاولاتها في ملء ملعقة الطعام فتخرج فارغة.

 

واستكمل محمود عبدالله يوسف، أحد أهالي قرية محمد أفندي "اللجة" مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، أنه تنقل بها بين الأطباء والمستشفيات منذ إكتشاف عدم رؤيتها والذي تم تشخيصه علي أنه "قصر نظر" ويمكن علاجه من خلال عمل عملية بالقرنية حتى تتمكن من رؤية جميع الأشياء، "بتخليني أعيط من كلامها وبتقولي عايزة أشوف وأبقي زي زمايلي وأقدر أمشي من غير خوف وألعب في الشارع.. بتعيط لما حد يتريق عليها وبتمشي مكسوفة".

 

ناشد والد الطفلة شيماء الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزارة الصحة ومحافظ الشرقية بسرعة التدخل ومساعدته في علاج ابنته التي تحتاج إلى عمل عملية بتكاليف عالية الثمن لا يقدر على تحملها لضيق ذات اليد، حيث أنه يعمل "فلاح" ولا يتقاضي أي معاش شهري من أي جهة، هو فقط يريد تقديم المساعدة لفلذة كبده التي تذرف الدموع يومًا تلو الآخر لعدم قدرتها علي الرؤية.

تم نسخ الرابط