الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

21 سبتمبر.. يوم رحيل الزعيمين "عرابي وطنطاوي"

أحمد عرابي والمشير
أحمد عرابي والمشير طنطاوي

أصبح يوم الحادي والعشرين من سبتمبر، ذكرى لرحيل اثنين من أبطال وقادة مصر، وهما الزعيم أحمد عرابي، قائد الثورة العرابية، والمشير محمد حسين طنطاوي، أحد أبرز الرموز العسكرية.

 

وينتمي الزعيم عرابي إلى نسل الإمام علي الرضا بن الإمام موسى الكاظم، وهو من سلالة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء، وانتقل للقاهرة وهو في الثامنة من عمره، بعدما طلب من أبيه أن يرسله إلى جامع الأزهر في نوفمبر عام 1849، واستمر في الأزهر 4 سنوات حفظ خلالها القرآن الكريم.

 

وفي 6 ديسمبر عام 1854، بدأ عرابي حياته العسكرية جنديًا، ثم عين ضابط صف بدرجة أمين بلوك، وترقى إلى أن وصل إلى رتبة ملازم ثان بعد 4 سنوات في الخدمة.

 

سوء الأحوال الاقتصادية، وانحياز عثمان رفقي ناظر الجهادية للشركس في الجيش، بالإضافة إلى اتباع أساليب الشدة والعنف مع المصريين من قبل رياض باشا، وعودة نظم المراقبة الثناثية (لإنجليزي الفرنسي)، كانوا السبب في اندلاع الثورة العرابية.

 

“لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم”، كانت تلك الجملة الأبرز التي أشعلت حماس الشعب، والتف حول الزعيم أحمد عرابي.

 

اضطر الخديو توفيق لتنفيذ طلباته، وأسقط الوزارة وأنشأ مجلسا للنواب وزاد عدد الجيش، وشكل حكومة جديدة برئاسة محمود سامي البارودي، وشغل أحمد عرابي فيها منصب «ناظر الجهادية» وكذلك نائب رئيس مجلس النظار.

 

وبمجرد أن استشعرت بريطانيا وجود خلاف بين الخديوي والوزراء، أرسلت أسطولها إلى مصر بدعوى حماية الأجانب من الأخطار، وطالبت فرنسا وبريطانيا بتنحي الوزارة وإبعاد عرابي، وقدم محمود سامي البارودي استقالته وقبلها الخديوي، إلا أن عرابي بقى في منصبه وتم تكليفه بحفظ الأمن في البلاد بعد مذبحة الأسكندرية إلا أن بريطانيا قصفت الأسكندرية يوم 12 يوليو 1882.

 

تحصن عرابى عند كفر الدوار، إلى أن حدثت موقعة التل الكبير في 13 سبتمبر 1882، وألقى القبض عليه، وتم نفيه إلى جزيرة سيلان بعد تخفيف عقوبة الإعدام التي حكم بها عليه، وعاد من المنفى بعد 18 عامًا، وتدهورت صحته وأصيب بالعمى، وتوفي في القاهرة في 21 سبتمبر 1911.

 

ومنذ ذلك الوقت وظل المصريون يسطرون بطولات كبيرة، حافظًا على أمن واستقرار وطنهم الغالي، وكان أبرزهم المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة الأسبق، الذي رحل عن عالمنا اليوم، عن عمر يناهز 86 عامًا.

 

وشارك طنطاوي في 6 حروب هم، "العداون الثلاثي عام 1956، ونكسة 1967، وأكتوبر 1973، وحرب تحرير الكويت عام 1991"، وأدى بطولات فارقة في تاريخ العسكرية.

 

حيث ولد طنطاوي في 31 أكتوبر لعام 1935، بمنطقة عابدين بوسط القاهرة، لأسرة نوبية من أسوان، وتعلم القرآن فى الكتّاب، وواصل دراسته حتى حصل على بكالوريوس فى العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1956، كما درس فى كلية القيادة والأركان عام 1971، وفى كلية الحرب العليا عام 1982.

وحصل على لقب المشير في أكتوبر 1993، بينما شغل منصب وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة المصرية في الفترة من 20 مايو 1991، وحتى 12 أغسطس 2012، كما أدار الفترة الانتقالية ما بين تنحي رئيس الجمهورية الأسبق محمد حسني مبارك في 11 فبراير، بوصفه رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة التي كانت تدير شؤون البلاد، وحتى تولّى الرئيس السابق محمد مرسي مهام منصبه في 30 يونيو 2012.

نجح طنطاوي وقادة المجلس الأعلي للقوات المسلحة، في العبور بمصر من خطر الانهيار ومخططات إفشال الدولة، في الفترة الأصعب في التاريخ الحديث، وظن البعض أنه لن يتمكن هو ورفاقه من عبور فوضي أرادوها لوطن عظيم، لكنه سطر إسمه بحروف من نور، وبحكمه عبر لبر الأمان.

 

كما حاز عددا كبيرا من الأوسمة المدنية والعسكرية، من بينها قلادة النيل (مصر)، وسام الامتياز (باكستان)، وسام الجمهورية التونسية (تونس)، وأنواط: الشجاعة من الطبقة الثانية بعد حرب أكتوبر، والجلاء، والاستقلال، النصر، وتحرير سيناء، والواجب العسكري من الطبقة الثانية، والخدمة الممتازة وغيرها، وأوسمة: التحرير، وذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة، وتحرير الكويت، وغيرها.

 

 

 

 

 

تم نسخ الرابط