خطواتٌ متبخّرة
الجدران تتكلم العِبارات، والمقاهي الثرثارة على جانب واحد، لا شيء يَعِدُ بـ"توازن". الأحذية مجردة من خطوات أكيدة. والانطلاقات على بُعد شارع تتسع وتتعمق إلى ما لا نهاية.
العمدان واقفة بقدم واحدة.

على حافةٍ تتأرجح البسمات، ووجهانا يسقطان من أعلاها كلّ مرة. نكهة العبارات المحترقة تتزايد. ثم صمْتٌ يُعادل الكلام.
ثيابُنا اللبنيّة والبيضاء والكحلية -على غير ملكية الترتيب- تتلوث بألواننا الكمدة.
كانت نافذة الصمت الممدد بداخلنا، أعباء ساكنة من الكلمات الميتة.
نتقدّم. تتبخّر من خلفنا الخطوات. صمت صمت صمت.
نجازف كالورد يتفتح رغم علمه بالذبول، فلا شيء عاد يهمّ.. تتصاعد من خلفنا المشاوير.
وقصاصة مكانَ القلب تحمل كلمة. بإمكاني تمزيقها الآن.
"مش فارقة معايا.." تقول.
"أحبكَ" أقول.
تمزّقني الآن.
أتخيّل موسيقى وأعزف على أوردتي حياة وردية.
-نحن أصدقاء.
- نحن من؟ من نحن؟
أقف على وتر وحيد. نبرة حادة. نبرة صامتة. وتر دامع.
تصرّ على شَدِّه: اتكلمي…
أصرُّ على لَيِّه: لا شيء عاد يهم. تختلّ النغمات الوهمية. وأختتم الأوركسترا ببسمة كاذبة تؤيد لا شيئي.
دقيقة، سنستدير في الطرق المختلفة، ليرى كل منا حياته المتبخرة خلفه في الأفق البعيد.



