الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

" العبد" يطالب بقوانين لمنع التخلف عن التعليم

خلال الاجتماع
خلال الاجتماع

أكد د . أسامة العبد الامين العام لرابطة الجامعات الاسلامية ووكيل اللجنة الدينية بالبرلمان ان القضاء على الأمية يسهم في النمو الاقتصادي والحد من الفقر وتقليل الجريمة وتعزيز الديمقراطية وزيادة المشاركة المدنية، كما أنه يساعد على الوقاية من كثير من فيروسات العصر والأمراض من خلال توفير المعلومات.

 

وقال خلال افتتاح ملتقى محو الأمية اليوم، والذي تعقدة رابطة الجامعات الإسلامية تحت عنوان (أثر محو الأمية في نهضة الأمم والشعوب)، في إطار الاحتفالات الدولية باليوم العالمي لمحو الأمية: ان الأمية تنبع لدى الأفراد من أسباب مختلفة ومترابطة بشكل عام، تسبب سلسلة من الحواجز التي لا يمكن التغلب عليها في كثير من الأحيان، لذا وجب محو هذه الأمية بالقدرة على جعل الشخص يقرأ ويكتب، وتعزيز التواصل بينه وبين لغته بالكلمات والعبارات الصحيحة، ومحو الأمية حق من حقوق الإنسان ليكون على وعي كافٍ بكل مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية، وقضية الوعي هي الشغل الشاغل في مجتمعاتنا.

 

وأوضح أن اليوم العالمي لمحو الأمية يمثل بما لا يدع مجالا للشك إيقاظا للوعي لدى المؤسسات والأفراد ومختلف القطاعات الموجودة بالمجتمع، إذ يُنبه ويُلقي الضوء على مدى خطورة ظاهرة الأمية وتأثيراتها السلبية التي تُعيق تقدم المجتمع وما يحدث به من تنمية.

 

واستطرد : لقد مرت بنا مناسباتٌ، الأصل فيها ألا تمرُّ مر الكرام، بل يجب علينا أن نقف أمامها وقفة متأنية؛ لأهميتها للمجتمعات، ومن ذلك ما نحشد له الطاقةَ اليوم وهو "محو الأمية"، ومما يرتبط بذلك الاحتفال بيوم المعلم، وفي عيده علينا أن نقف وقفة إجلال لصانعي الأجيال،

 

وأوضح د. العبد أن تعليم الناس وتثقيفهم مسؤولية تقع على عاتق كل منا، وذلك في حد ذاته يعد ثروة كبيرة نعتز بها، فالعلم ثروة ونحن نبني المستقبل على أساس علمي، فالتعليم روح المجتمع التي تنتقل من جيل إلى جيل، فلا يوجد تنمية بدون علم وثقافة، إذ ليس الغرض من التعليم معرفة الحقائق فقط، وإنما الغرض من التعليم معرفة القيم التي نبنيها في أفراد المجتمع. فالعلم نور والجهالة حلك، ومن سار في ظلمة الجهل هلك.. فالجهل ظلام، والأمية هي المعنى الحقيقي لكارثة الجهل، فكارثة لأي مجتمع ألا يستطيع الفرد القراءة والكتابة لجهله الشديد بلغة بلده، والأمية إذا انتشرت في مجتمع، اندثرت الثقافات وضاعت الحضارات، وساد التخلف، لكن بالعلم والثقافة تُبنى الدول وتشيد الحضارات.

 

وشدد ان ديننا الإسلامي الحنيف قد حثنا على الاهتمام بالعلم والتعلم، فقد جاءت آيات وأحاديث كثيرة تُرشدنا إلى أهمية العلم والتعلم في المجتمع، فقد جاءت شريعتنا مطالبة بالأخلاق، كما في قوله– صلَّى الله عليه وسلم- "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فالأخلاق ثم العلم والكفاءة.

 

اضاف: لقد كرَّم الإسلام العلم والعلماء بنزول أول آية على الرسول الكريم محمد بن عبد الله– صلَّى الله عليه وسلم- "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ"، وبقوله تعالى: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ"، وبقوله تعالى: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ"، كما زكَّاهم الرسول– صلَّى الله عليه وسلم بقوله: (العلماء ورثة الأنبياء)، فهذا هو مفتاح السعادة للأفراد والحكومات والجماهير صغارا وكبارا، فالعلم يبني بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم.. أي أن البيوت تُبنى بالعلم وتُهدم بالجهل؛ لأن المتعلم يهتم بجميع القيم والمبادئ التي تساعد على بناء البيت، وتفيد المجتمع وتساعد على تنميته ورخائه وازدهاره، بينما الجاهل لا يعرف كيف يتصرف أو كيف يربي ويؤسس بيته.

 

واشار الى انه لا بد من تفعيل الشراكة والتكامل بين مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني والدولي لمواجهة الأمية، كما يجب علينا أيضا الاهتمام بالتوعية الإعلامية والثقافية بقضية محو الأمية، وأن تكون على رأس أولويات الدول والحكومات والمؤسسات.

 

ولفت الى ضرورة وضع القوانين الصارمة لمن يتخلفوا عن التعليم والمدرسة وبناء مراكز خاصة لمحو الأمية وتوسيع فرص التعليم الإلزامي؛ ذلك لأن الأمية آفة الأوطان، وعبء على الدولة، وخطر يهدد التقدم والتعليم.

 

تم نسخ الرابط