أيمن العيسوي يكتب: مصر يد واحدة رغم كيد الحاقدين
كتب علينا من وقت لأخر أن نواجه خطط المستعمرين وخطط الحاقدين وخطط الكارهين لوطننا مصر والذين يبحثون بكل السبل عن طريقة ووسيلة لنشر الضغائن بين شعبها ونسيجها الوطني مسلمين ومسيحيين ظنا منهم أن المصريين وهم أكثر واقدم شعوب تديننا يمكن أن ينجرفوا للفتن.
جربها الاحتلال الانجليزى فى ثورة ١٩١٩ ليخمد نيران الحرية والاستقلال التي اشتعلت فى قلوب المصريين فخرجوا للتظاهر غير خائفين من رصاص الاحتلال أو سجونه فاثروا نعرة ان مظاهرات المصريين هدفها دينى ضد الاحتلال الانجليزى المنتمى للمسيحية؛ فخرج المسلمين والمسيحيين ليفسدوا مخطط الاحتلال رافعين شعار عاش الهلال مع الصليب الدين لله والوطن للجميع ليؤكدوا أن مصر هى من تجمع على أرضها أبناءها بمختلف ديناتهم ومعتقداتهم فالجميع يحيى على أرضها ويشرب من نيلها .
وجاءت حرب 1973 والانتصار العظيم لحرب أكتوبر ليؤكد التلاحم والترابط بين أبناء الشعب المصري الذين كانوا يقاتلون مسلمين ومسيحيين جنبا إلى جنب ليحرروا أرض سيناء العزيزة ، فبفكرة أبناء من ابناء مصر المسيحيين اللواء زكى باقي يوسف صاحب فكرة تدمير الساتر الترابى لخط بارليف بخراطيم المياه ، فتح باب الأمل للنصر وخطط لإنجاز الحرب وخطط لها من القادة والرجال وحارب الجنود الأبطال فكان النصر لتبقي سيناء محرره ومصر عزيزة أبيه بفضل أبنائها .
وحتى مع كافة محاولات أهل الشر وجماعات الظلام والإرهاب فى بث الفرقة بين ابناء مصر سواء باستخدام التفجيرات الإرهابية للكنائس أو اختلاق قصص وهمية واستغلال خلافات عادية بين أشخاص لأثارة نعرات طائفية وإدخال الدين فى الموضوع أصبحت جميعها محاولات فاشلة بفض وعي الشعب المصري وأبنائه.
وبفضل حكمة القيادات الدينية واخلاصها لوطنها فشلت كل المخططات ومرينا باصعب فتراتنا خاصة تلك الفترة التي أعقبت ثورة 30 يونيو العظيمة التي قام بها الشعب المصري ليحمى مصر ويفشل مخططات تدميرها ، فحاول الأرهابيين والأسرار العابثين تفريق وحدة الشعب بإحراق الكنائس فى العديد من المحافظات ولكن حكمة البابا تواضروس الثانى بابا الكنيسة المصرية تجلت بقولته الشهيرة انا نعيش فى وطن بلا كنائس خير من أن يكون هناك كنائس بلا وطن فيمكننا أن تصلى فى اى مكان ولكن يجب أن تبقي مصر ووادت الفتنة وخمدت نيرانها وعاد الوطن قوى ورممت الكنائس التي احرقت وبنت كنائس جديدة لتظل بيوت الله المساجد والكنائس متعانقة ومتجاورة شاهدة على وحدة شعب مصر وأبنائها.
ولعل ما نراه مؤخرا من نشر فيديو مثير للفتنة من شخص كان يوما منتمى للكنيسة المصرية وتم شلحه يؤكد أن المحاولات مستمرة لمحاولة تأجيج الفتن وتسميم الأجواء خاصة بعد الاحتفال الأخير الذي ضم شيخ الأزهر فضيلة الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا تواضروس الثانى احتفالا بمرور عشر سنوات على إنشاء بيت العائلة المصرية ، حيث أكدت الاحتفالية مدى الترابط بين طرفى الأمة بفضل ترابط رموزها الدينية التي تؤكد أننا مصريين يجمعنا وطن واحد مؤمنين بحرية المعتقد والاختلاف دون أن يجرح إى طرف فى الاخر فالدين لله والوطن للجميع ، وليظل ابناء مصر وشعبها حائط صد تتكسر عليه كل مخطط النيل من الوطن وعاشت مصر وشعبها حرة عزيزة مصانة فى أمن وأمان ليوم الدين .



