بالصور "اعرف بلدك" رحلة تثقيفية نظمها مركز النيل للإعلام ومكتب تنشيط السياحة بالوادى الجديد
نظم مركز النيل للاعلام بمشاركة مكتب تنشيط السياحة بالوادى الجديد بقيادة منصور آدم مدير عام المركز رحلة تثقيفية بمنطقة البجوات (القبوات) بالخارجة حول السياحة البيئية والأثرية بعنوان "اعرف بلدك" لرفع الوعى السياحى لدى المواطنين وشاركت كاميرا “بوابة روزاليوسف” الرحلة، وذلك بحضور جمهور متنوع من رواد مركز النيل بالقطاعات الحكومية المختلفة من قيادات قطاع السياحة والآثار والمتحف والأزهر والتربية والتعليم .
واستقبل رواد الرحلة رجال الآثار بمنطقة البجوات بترحاب شديد.
واستهل الحديث بشرح مختصر عن المنطقة المهندس عبد العزيز خضر مديرعام منطقة الآثار الاسلامية والقبطية وقال في تعريفه "البجوات" كلمة لن تسمعها سوى في الوادي الجديد، يصف بها سكان المحافظة، الأثر التاريخي الذي يرجع للقرن الثاني الميلادي، وهو ‘‘مدينة الموتى’’، والاسم الأصلي هو ‘‘القبوات’’، جمع قبو، وهو الشكل الذي بُنيت عليه مقابر الجبانة، حيث تعلوها قباب، مبنية من الطوب اللبن، وترجع لأوائل العصر المسيحي.
تشبه جبانة البجوات مدينة مهجورة، وتقع خلف معبد هيبس، حيث تفصلها عنه أطلال المدينة القديمة التي بناها الأقباط الذين فروا من مصر بدينهم خوفًا من الاضطهاد الروماني للمسيحية، في القرن الثالث الميلادي، ليعيشوا في سلام بعقيدتهم، واستقروا في الصحراء بعيدًا عن أيدي الأباطرة الرومان، على ربوة عالية.
وتعتبر البجوات من أهم و اقدم الآثار المسيحية فى العالم وتشبه هذه الجبانة بشوارعها وهياكلها القائمة مدينة مهجورة وتحتوى على 263 هيكلاً أو كنيسة أكثرها مزخرف من الخارج، ويغلب عليها الطراز البيزنطى وقبتها مزينة بمناظر مختلفة من التوراة وقليل من المناظر المسيحية.
والكنائس مبنية بالطوب النئ بمختلف الاحجام والانماط الهندسية، كما اختلف زخارفها باختلاف أسلوب البناء ومدي ثراء أصحابها في الانفاق عليها. لكنها جميعها كانت مبنية بالطوب النئ المجفف بحرارة الشمس، إلا أن بعض الكنائس كانت حوائطها الداخلية مطلية بدهان أبيض ثم زينت بزخارف هندسية الشكل أو أشكال طبيعية نباتية او حيوانية بينما البعض الاخر من الكنائس تم تزيينها باشكال مستمدة من قصص من الكتاب المقدس بعهدية القديم والجديد اضافة الي بعض القديسين.
وتابعت كاميرا “بوابة روزاليوسف” حديث الدكتورة سهام بحر مدير منطقة آثار الخارجة التي وضحت أن الجبانة تحتوي على كنيسة الخروج التي تحكي رسومًا تروي قصة خروج بني إسرائيل من مصر، يتبعهم فرعون بجنوده، ثم قصص بعض الأنبياء ومنهم آدم و حواء، يخرجون من الجنة.وقصة دانيال في جب الأُسود، ويونان في بطن الحوت، وأيوب يشفى من البلاء، وقصة أبينا إبراهيم وابنه اسحق، ونوح يعبر الطوفان بالسفينة وارميا النبي ,وقصة الفتاة سوسنة, والعذاري الحكيمات ، وعذاب القديسة تكلا.
وأضافت إن الكنيسة، ذات الطراز القبطي، وقد ظهرت الأسماء على رسومها باللغة القبطية، وتليها في الأهمية كنيسة السلام، الموجودة بين البجوات، فهى بيزنطية الطراز و مناظرها الملونة على جانب كبير من الدقة، ويوجد فى العشرات من هياكلها آلاف الكتابات باللغات الاغريقية واللاتينية والقبطية والعربي وبها نفس القصص السابقة من كتاب العهد القديم، مع رموز للسلام والعدالة والصلاة، وصورة ليعقوب والسيدة العذراء مريم، ونقشت الأسماء باللغة الإغريقية وطرازها المعماري البيزنطي على بعض المقابر، ورُسِمت نقوش ملونة وكتابات قبطية عديدة في منتهي الدقة سجلها عالم فرنسي، وتحكي قصصًا لتاريخ المسيحية في مصر، ثم كتابات سجلها على المقابر الحُجّاج المغاربة الذين اتخذوها مأوى لهم أثناء رحلاتهم.
وباعتبارها ليست مجرد مقابر، يتردد الأجانب على المكان، باعتبارها لوحة فنية، تجمع الأثر المتمثل في البجوات، والخضرة المحيطة بها كالنخيل، تناول الحديث عنها محسن عبد المنعم مدير عام تنشيط السياحة بالوادى الجديد ووضح أهمية السياحة البيئيه التي تتمتع بها منطقة البجوات من الهدوء ونقاء الجو والطبيعة الساحرة ويتميز جوها بالجفاف والخلو من الرطوبة والشمس الساطعة والجو النقي علي مدار العام، وهذه الصفة أكسبتها شهرة عالمية وخاصةً بين راغبي السياحة الاستشفائية أو العلاجية. و استطاعت البجوات بمساعدة الجو الجاف للمنطقة، الاستمرار والدوام طيلة هذه القرون، ويوجد في العشرات من هياكلها آلاف الكتابات باللغات الإغريقية واللاتينية والقبطية والعربية.
ولقد تركت عصور وحقب التاريخ العديدة التي مرت بها واحات الوادي آثارًا عديدة تدل على ما شهدته هذه المنطقة من عمران وازدهار في مختلف حقب تاريخ مصر الفرعونية واليونانية-الرومانية والقبطية والإسلامية، لذلك تضم الواحات الثلاث: الخارجة والداخلة والفرافرة عشرات المواقع الأثرية ما بين معابد ومقابر وأبنية وبقايا ومدن ودروب، وفي نهاية الرحلة شكر الحضور منظمي الرحلة والقائمين عليها جريس شنودة عبد الشهيد مدير إدارة المتابعة ودعاء سعد مدير إدارة البرامج ووكيل مركز النيل.



