السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

هدى بركات: عاملوا فوزي بـ«البوكر» وكأنها «نوبل» ولكني أرقى منها كثيرًا

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

أعمالها تحظى بنجاح كبير، نالت جائزة البوكر وجائزة نجيب محفوظ، دائما ما تكون الحرب والاغتراب هي الملمح الرئيسي بأعمالها، وبخاصة في رواية «بريد الليل»، كما يتزامن احتفاؤنا بها مع احتفالنا بصدور طبعة شعبية من روايتها «أهل الهوى».

 

 

كما تتمتع بخصوصية لغوية ترجع لأسلوب الإخبار أو التبسيط الذي ربما يرجع لعملها لسنوات بالصحافة، لروايتها «أهل الهوى» أجمل افتتاحيات الرواية العربية بالنسبة لي، أعمالها الاولى كانت في دار النهار، ومنها حجر الصحك وحارث المياه، الى أن انتقلت لدار الآداب، التي أفرزت منها أعمالًا مهمة كملكوت هذه الأرض وبريد الليل، هكذا قدم الكاتب الصحفي سيد محمود قبيل محاورته الأديبة «هدى بركات»، وذلك خلال احتفاء«الصالون الثقافي» ضمن محور «تجربتي في الكتابة» بفعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب فى دورته ال53 بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس.

 

فيما استهلت «هدى» لقاءها قائلة: أشعر بسعادة كبيرة في وجودي بالقاهرة والحفاوة التي أجدها في كل ركن بها، ويهمني أن تقرأ لي مصر، حتى أنني أضغط على دار النشر لتخفيض أسعار كتبي وصدور طبعات شعبية، فلا يهمني السعر المنخفض أكثر من الورق والطباعة، حتى أنني لم أدرك أهمية جائزة «البوكر» العربية إلا هنا في مصر، إذ أعتقد أنني في مكان أرقى وأبعد كثيرًا من البوكر، وربما لا يصدق البعض أنني سعدت بالقائمة القصيرة لها حين قيل لي إنها ستساعدني على تحقيق مبيعات أعلى في مصر وكأنني نزلت للسوق العمومي، وبالفعل بعنا ١٠ آلاف نسخة بعد الإعلان بيومين.

 

 فالبوكر مغامرة لم أعلق عليها

أما عن لغتها الروائية فتقول: إحساسي باللغة ليس في أنه يشبهني ولكن أنا، فلغتي بأهل الهوى التي عذبتني مختلفة كثيراً عن ملكوت الأرض، فالامر يتعلق باحساسي ثم ثقافتي قم احتياجي التعبيري خلال الكتابة، فبعض المفردات لا توجد في اللغة العربية، وهو ليس استهانة بالفصحى.

 

مضيفة: هناك حائط جدار أسمنتي بين كتابتي الصحفية وكتابتي الإبداعية الروائية، وإنما تعلمت من الصحافة أن أكره الثرثرة وأفضل التكثيف الذي يحترم القارئ ووقته، بينما كنت أشكو من الثرثرة في رواياتنا العربية، وهي أخطاء وقع فيها الكثير من الكتاب، حتى أنني في «بريد الليل» حذفت نصف النص الأصلي، اعتقد أن كل عناوين كتبي فاشلة ولا أحبها عدا «أهل الهوى»، لأنها متعلقة بالفكر الصوفي وصعبة التعبير بأي لغة أخرى غير العربية.

 

 

وتابعت: أحب الواقعية ولا المقاربة الواقعية، ولكنها دراما سردية أحب حريتي فيها والمرونة التي يحتاجها تناولي للشخصيات، أحب العالم الروائي المرسوم «سلبا» وشخصياته تعاني التشظي وهي على وشك التهميش، لأنه عادة ما يكون العالم «الإيجابي» مكتمل وذو رسالة واضحة، فأنا نسوية أكثر من كل النسويات حتى في غياب شخصيات المرأة عندما قتلت البطلة في إحدى رواياتي.

 

 

مشيرة الى أنها حاليا تعكف على كتابة رواية تقول عنها: كلما تقدمت في كتابتها أجدني أكتبها في ظل ما يحدث بلبنان من حرب أهلية وحادث مرفأ بيروت، دون أن أتعمد ذلك أو أذكره صراحة، ولذلك علاقتنا بالكتابة معقدة، وهو تعقيد لا يحمله إلا مجالات الإبداع بخلاف مجالات السياسة، وهو التأثير الوجداني العميق لدى الكاتب.

تم نسخ الرابط