نقاد يؤكدون سلبيات الدولة العثمانية على مصر في ندوة بمعرض الكتاب
عقدت بالمكتبة الأدبية ندوة "كاتب وكتاب" لمناقشة كتاب «ليل الخلافة العثمانية الطويل.. سيرة القتل المنسية» من تأليف محسن عبدالعزيز، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض القاهره الدولي للكتاب في دورته الـ53 بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس.
حضر مناقشة الكتاب كل من: الدكتور عاصم الدسوقى، والكاتب حلمى النمنم، وزير الثقافة السابق، والكاتبة سلوى بكر، وإدارتها الكاتبة ضحى عاصم عضو مجلس النواب، وبحضور مجموعة من الكتاب ومثقفين وجمهور من زوار معرض الكتاب.
وأكدوا أن الكتاب ينتمي إلى نوع الصحافة الاستقصائية مادته هي التاريخ، قد نجد فيه نوعًا من السخونة والتطرف النسبي المحمود، لكن مواقف المؤلف ليست فيها التباسات، مشددين على أن التاريخ يمكن قراءته بأكثر من زاوية، سواء اتفقنا أو اختلفنا معه، حيث ينتمى الكاتب محسن عبدالعزيز في قراءته لتاريخ الدولة العثمانية إلى التيار القومي المصري الذي يرى أن فترة حكم العثمانيين أضعفت مصر.
وقالت النائبة ضحى عاصي، أن الكتاب مهم ، و يطرح موضوعات لم يكن يجرؤ أحد على الاقتراب منها، باعتبار أن الحديث عن الخلافة انتقاص هو انتقاد للإسلام.، وطالبت بضرورة العمل توضيح أن الدولة العثمانية ليست هي الاسلام.
وأشار الدكتور عاصم الدسوقي، إلى إن التاريخ يمكن قراءته بأكثر من زاوية، سواء اتفقنا أو اختلفنا معه، وينتمي محسن عبدالعزيز في قراءته لتاريخ الدولة العثمانية إلى التيار القومي المصري الذي يرى أن فترة حكم العثمانيين أضعفت مصر، على الأقل قبلها مصر كانت مصر عاصمة لقاعدة سلاطين المماليك التي كانت تحكم بلاد الشام والحجاز وكانت العاصمة هي مصر.
وأكد "الدسوقى" أنه برغم سيطرة الحكم العثماني على مصر، لكن القاهرة كانت تقاوم لتصبح العاصمة الثقافية للعالم العربي كله، واستمرت تلعب الدور الثقافي لفترات طويلة، إذ أن القاهرة كانت لديها روح المقاومة، وتجلى ذلك أيضًا في معمار القاهرة الذي حافظ على النمط المملوكي بشكل كبير ولم تتأثر بالعثماني إلا في بعض المباني القليلة.
وقال الكاتب حلمي النمنم، أن تركيا لن تقبل بمشروع وطني مصر، ويتم توظيف الدين لأسباب سياسية، وبريطانيا طوال تاريخها، مشيرا إلى أن تركيا طوال تاريخها تكره مصر، ولذلك فهي دائما ضد قيام الدولة لمصرية في المنطقة.
وتابع النمنم، أن الكتاب يمثل حالة من الكتابة التاريخية في مصر، واهمية هذه المدرسة أنها تقدم الثقافة التاريخية بشكل مبسط ، مشيرا إلى أنه الآن يتم تدريس *الخلافة العثمانية، باعتبارها فتح لمصر لكنها في الحقيقة* هي غزو . ، مؤكدا على أهمية الكتابة في هذا الاتجاه.
وتابع النمنم: في 1975 تم تصالح النظام المصري مع الإخوان ، وبعدها ظهرها مجموعة من الكتابات التي التي تحاول "تبييض" وجه الخلافة العثمانية، والترويج لها على أنها دولة إسلامية، مؤكدا أن هذا محض كذب وافتراء، فقد كان أول المستوطنات في فلسطين قامت بموافقة السلطان عبدالحميد.، والمذابح التي قامت بها الدولة العثمانية في أوربا لا حد لها، ونسبت هذه المذابح إلى الإسلام، مشيرا إلى الدولة العثمانية دولة احتلال على مصر وعلى المنطقة كلها، فمنذ السبعينات هناك محاولة لأسلمة التاريخ.
وقالت الكاتبة سلوى بكر، أننا جميعا نعاني من ضحالة تاريخية لأننا ندرس التاريخ بطريقة غير محببة، مشيرة إلى أننا في المشرق العربي لنا معاناة متجذرة مع الدولة العثمانية، وجزء من مشروع الإسلام السياسي أن تكون مصر سوق للبضائع التركية.
وأشارت إلى أن الكتاب يلبي القصور في معرفتنا التاريخية، ويبرز فظائع العثمانين، وتربط ذلك بالواقع المعاصر ، وذكرت "بكر": مشروع إحياء الدولة العثمانية مشروع كبير، وكان هناك اشتغال على هذا المشروع، من عدة زوايا.
وقالت ان المشروع الذي تبنته الولايات المتحدة، لإحياء الاسلام السياسي، كان يستند إلى الدولة العثمانية، التي منذ أن جاءت إلى مصر أوقفت الحداثة إلى زمن المماليك ، مؤكدة أن تاريخ الدولة العثمانية دموي وغير مشرف ولم يقدم لمصر اي نوع من التحديث.
ولفتت مناهج التاريخ في المدارس المصرية تحتاج إلى مراجعة وهي صد الهوية المصرية، ولا تعزز الانتماء الوطني.، وأتمنى أن يدرس هذا الكتاب في المدارس.
وعقب المؤلف محسن عبدالعزيز: علم المصريات الذي يدرس في دول العالم، لعظمة هذه الحضارة، مشيرا إلى أن الوقت الذي دخل العثمانيين مصر تم تخريب وسرقة كل شىء حتى رجال الدين، حدث تهجير قسري للمصريين إلى استنبطول، قائلا : أن محمد علي الكبير وإبراهيم باشا، هو باعث الروح المصرية، وأقام المشروعات والجيش في مصر.
وقال الكاتب محسن عبدالعزيز، إن الكتاب بكل على التاريخ إذ يقرأ الحدث والظرف التاريخي من جوانبه السياسية والاجتماعية والثقافية ليدرك الحاضر ويتنبأ بما هو قادم، فيقول "عبدالعزيز": "التاريخ دائمًا يجيب على الأسئلة الصعبة، ويحسم الحيرة، وغالبًا يعيد ذاته بالنص، ربما الحرف".
وأوضح أنه لا يوجد شعب يعادي أحدا، الأزمة ليست في الشعب، وإنما الأزمة تتلخص في الخلافة، أناقشها وأستدعيها في كتابي، لأنها هي الستار الذي يخدع العامة، ذلك الستار الذي له فعل السحر، وللأسف كان ولازال هناك معتقد بأن الخليفة شيء مقدس، وهذا غير صحيح، " لا يوجد فى الدين شىء اسمه الخلافة ولفظ الخلافة بمعنى الحاكم لا يزيد عن خطأ لغوى شاع.. فالمعروف أن أبا بكر عندما تولى الأمر بعد وفاة الرسول سمى خليفة ..لأنه خلف الرسول أى جاء بعده.
وأشار "عبدالعزيز" إلى أنه عندما تولى عمر بن الخطاب بعد الصديق كان يقال له خليفة خليفة رسول الله..ولم يعجبه ذلك وقال هذا أمر يطول أنتم المؤمنون وأنا أميركم وسمى نفسه أمير المؤمنين ولو كان لكلمة خلافة أى علاقة بالدين لتمسك بها عمربن الخطاب .
وأضاف "عبدالعزيز": "خاض الشعب المصري معارك كثيرة، لكنهم لم يلجأوا إلى الدموية يومًا ما، فعلى سبيل المثال عقب ثورة 23 يوليو، لم يُخطط أو يُفكر الضباط الأحرار أو المصريون أنفسهم في أن يعدموا الملك فاروق، لأن ذلك يتنافى تمامًا مع طبيعة الشخصية المصرية وخصوصيتها".



